منتديات ديوانية بني شهر

منتديات ديوانية بني شهر (http://www.bani-shehr.net/index.php)
-   منتدى الحوار والنقاشات العامة (http://www.bani-shehr.net/forumdisplay.php?f=15)
-   -   رجل منهك ... (http://www.bani-shehr.net/showthread.php?t=43268)

زحل 02-14-2018 02:13 AM

رجل منهك ...
 
مقدمة :
بكل ألوانكم الرقمية الزاهية، المتواجد الآن، والمتواجد منذ عقد من الزمن، والجديد، والزائر، والمختبئ خلف كلمة المرور، والمتواري خلف الاستايل، والمتسلل آخر الليل إلى المدونات ، والعائد من المهجر ، والتائه بين أزرار لوحة المفاتيح . . . تحية عطرة من القلب
الموضوع : رجل منهك ، حول التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
لا أعلم – حقيقة – من أين أبدأ .
وإلى أي اتجاه ستقودني البداية
...
لا أخفيكم أنني اجتمعت بمجلس العائلة لمناقشة هذه التحولات ومدى تأثيرها على المسار الاقتصادي والاجتماعي لأسرتي الكريمة .
..
المكان ، صالة الجلوس ، وهو المكان الذي يتواجد فيه التلفزيون
المجتمعون
ضيف شرف، والدتي .. ( شفيا بنت حمدان )
رئيس المجلس ، الغني عن التعريف ، الفقير إلى الله ، محدثكم
الأمين العام ، زوجتنا الموقرة ... ( سارة )
وقد ذكرت اسمها هنا تمشياً مع الرؤية ، فمن المخجل أن أدعي شيئاً لا أطبقه عملياً .
عضو ، ابنتنا المصون ( اشواق ) ولا داعي لأن اخبركم بسبب ذكر اسمها هنا ، بما أنكم لا تعلمون أن اسمها لم يبلغ طور الحجب بعد .
عضو ، ابني الشقي ( سامي ) . . ينحدر من أصول هلالية .... يشجع النصر اعتباطاً .
..
بدأ الاجتماع بكلمة مقتضبة من والدتي بقولها : أحوث ، مذا معك من هليل ؟
وقد وضعت أمامها (دلة) قهوة وكسرة ( فطيرة ) وصحن (تمر) غير عابئة ببرتوكولات الاجتماعات أو إجراءات التقشف – حفظها الله – لا يزال زمان ( اليييييوووع ) حاضراً في ذهنها ولذلك هي لا تتوانى في أن تلتهم كل ما تلتقطه عيناها وتطاله يداها ، ولديها فلسفة خاصة بها تقول أن ( الييييووووع ) سبب كل مرض وكل جريمة ضاربة عرض الحائط بقانون ( ما فيه أحد يموت من الجوع ) وأن التخمة هي داء العصر ، وهو القانون الذي سيكون عصب هذا الاجتماع وإن (اليوووع الهلوووع ) ليس الا بعبع عاش في فترة ما قبل النفط ومات .
..
أم العيال تحمل طفلتها الجديدة ( رند ) تنظر إلي بزهو وفخر ، ناهيك عن نظرة العيال انفسهم الذين يرون في أبيهم نسخة مخبأة من افلاطون وينتظرون ماذا سيعلن عنه في هذا الاجتماع الاستثنائي .
..
اعتدلت في جلستي وقد قررت أن استخدم أسلوب الاقناع بوسيلة الشواهد الواقعية لما له من أثر وإيقاع في النفس .
أخرجت من جيبي الأيمن علبة جبنة ( كرافت ) ومن الأيسر جبنة ( برايد ) .
- هل تعلمون أن سعر هذه – مشيراً إلى الكرافت - ضعف سعر هذه تقريباً ؟ مشيراَ إلى برايد .
وتوقفت برهة من الوقت عن الكلام لأرى ردة الفعل التي المفروض أن تكون قوية رافعاً نظري عن العلبتين متجولاً به بين أنظارهم .
والدتي كالعادة ، نظرة ازدراء ولا مبالاة وكأني اسمع كلمتها المعتادة " والله انك محزم فشل" .
زوجتي اكتفت بابتسامة فاترة على سبيل التعليق بقولها "فهمتك "
أبنائي لازالت انظارهم معلقة بعلبتي الجبن التي لا أزال ممسكاً بها وكأنهم يتابعون أحد خدع السحرة على المسرح وينتظرون أن تخرج حمامة بيضاء من بين الجبن ، علماً بأن هيئتي لا توحي أنني من أولئك الذين يستخرجون الحمام من علب الجبن .
..
يبدوا أنني خسرت الجولة الأولى ولكن الأمر يتطلب المحاولة اثر المحاولة ، ثم استطردت
..
- في النهاية هي جبنة ومصدرها ( بقرة ) والبقر يتشابه ، مشيراً بيدي إلى سامي وأشواق على سبيل الدعابة ، هناك منتجات بديلة بسعر أقل ، ثم أن الجبنة عموماً عبارة عن زبدة وحليب يضاف اليها مواد مجبنة تجبنها وتجعل منها جبنة لذلك تسمى جبنة .
- جبنة وتجعلها مجبنة ، الله يأخذ عمرك راعي روايا .. والدتي معلقة .
أكملت خطابي متجاهلاً التعليق .
وتطبخ مع إضافة الملح والنكهات والمواد الحافظة ، فلو استعضنا عنها بجبنة (فيتا) البيضاء أفضل صحياً وأقل سعراً وسعرات ، وبعد هذه النبذة المختصرة عن الجبن وضعت العلبتان جانباً تمهيداً لوضعها في صندوق النفايات ، ثم استطردت في الحديث موضحاً أن منتجات الابقار غير صالحة للاستهلاك الآدمي إلا لصغار البقر أمثال اختكم ( رند) في حالة ألرضاعة الصناعية أو سنتان بعد الفطام وبعدها يجب أن يتوقف بني الانسان من الرضع من أمه ناهيك عن رضع البقر ، وخذوا من البقر نفسه العبرة ، فهل سبق أن شاهدتم جاموساً عجوزاً يرضع من جاموسة حلوب ؟ الجاموسة عبارة عن مصنع للحليب مواده الخام نبات الأرض مضاف اليه هرمونات بقرية توجد ضمن بنية البقرة نفسها، و" المراعي " ليس الا مصنع آخر يعمل على فصل هذه الاشياء من بعضها ويقدمها لكم على أرفف البقالات على شكل مقشود ومجبون وملبون ومزبود وسائل وبودرة ومثلث ومربع .
قاطعتني والدتي معلقة : مزبووود !! .. افتكوا اللحي .
كانت على حق خانني التعبير هذه المرة فكلمة ( مزبود) قد تعود على الزبادي وقد تعود على الزبدة .
وكل هذه الشركات غرضها شفط جيوب الناس ، ثم ينتقل هذا المنتج لمصنع رابع وهو معدة الانسان وتبدأ المعاناة والأمراض ، ولكن عندما نأكل من انتاج الأرض مباشرةً وتكون المعدة الآدمية هي المصنع الأول والأخير لانتاج ما يحتاجه كل جسم على حدة ستصبح اجسامنا أكثر صحة وجمال وحيوية .
الوالدة يبدو أنها اقتنعت بالجزء الأخير ليس لأنني قائله ، بل لأنها سبق أن سمعته من ( مريم نور ) .
المدام يبدو أنها لم تتقبله بصدر رحب فهي تعلم أن غسل الملوخية وفرمها والفاصوليا ولا تهون البامية والبطاطا تكلف الكثير من الجهد والعمل وخاصة بعد ان اتخذت قرار بعدم استقدام خادمة جديدة بعد هروب الأولى .
ثم استكملت حديثي بعد أن وضعت ( الفيتا ) مع اخواتها قائلاً :
الجهد والعمل ، هو رأس المال القادم ، مستشهداً بحديث أحد الزملاء جمعني به كوفي شوب ، حيث قال لي هذا الزميل أن البنية الاجتماعية ستتغير من الحالة الراهنة إلى حالة أخرى مغايرة تماماً .
صاحب المهنة والمؤسسات المهنية سيعيشون عيشة رغد فمع هجرة العمالة السائبة وغير السائبة سيصيب سوق العمل شح كبير في الأيدي العاملة والمؤسسات المهنية لن تغطي حاجة السوق .
أصحاب البشوت المترززين في صدور المجالس والمتمسكون بالعادات القبلية البالية سيأكلون ( ز**) حسب تعبيره ( الخـر**) الذي أطلقه صاحبنا ، أولئك الذين لا زالوا يترفعون عن توظيف بناتهم في القطاع الصحي وكاشيرات وبائعات ، هذه الأعمال سيبحث عنها مستقبلاً ولن يجدها لبناته ، ولو تلاحظ أنه بدأت تلك المهن في تزايد مستمر ، أما أولئك الذين بدأوا بركوب الموجة وتعايشوا مع المرحلة سيستطيعون مجابهة الظروف والذين كانوا يعتدون بأنهم من أسافل القوم سيصبحون أعاليهم والعكس صحيح ،
..
لاحظت أن كلامي أصبح مملاً عندما التفتت والدتي لزوجتي قائلة " قومي يودي العشاء وفكينا من ذا الفتيت مع بعلك "
..
سامي واشواق استغلوا هذه المداخلة لينشروا الفوضى والشجار فيما بينهم ثم توقف سامي عن الشجار والتفت إلى قائلا :
- بابا
- هاه ، ايذاني
- تقدر تعطيني ريالين كل شهر ، ريالين بس
- أنا اعطيك أكثر من ميتين ريال شهرياً .
- لا ، أنا ما ابغى تعطينياهم في يدي ، ابغاك تحولهم من البنك .
- أكيد تبغاني أحولهم لجمعية الأيتام ، يا بطل .
- لا يا بابا ، انت ما سمعت بحملة ( أدعم ناديك ) ؟
شعرت بانتصاب شعر رأسي من الغيظ وراودتني أفكار إجرامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن أثقب أذنيه وأنفه وأعلقه بالمروحة وأشغلها على رقم (1) ، ولكن تداركت غضبي وتناسيت تلك الأفكار الاجرامية من رأسي .
- لكن يا ابني أنا اشجع الهلال ، وأختك تشجع الاتحاد ، ووالدتك تشجع النهضة – تقول ما تحب تقلد الناس - وانت تشجع النصر ، وفي هذه الحالة بتروح فلوسنا كلها دعم نوادي ، بعدين الملك قال ادعموا المواطن ، عشان الفواتير والاسعار مو عشان ندعم النوادي ، كيف نكون مدعومين وداعمين في الوقت نفسه ؟
- طيب والحل ؟
- كلنا نتفق على تشجيع نادي واحد ، وبكذا نوفر الدعم لنادي واحد ، وبعدين إذا رحت أنا وأمك الملعب نجلس في مدرج واحد ونحمل شعار واحد ونهتف في وقت واحد ، وعندي فكرة ثانية يا ولدي ، يمكن يكون الدعم مستقبلاً اجبارياً ، ليش ما نستبق الحدث ونشجع نادي (السروات ) وندعمهم ، أنا وش دخلني في نادي في الرياض ولا جدة ميزانيته بالملايين .
تمعر وجه ابني ولم تعجبه أفكاري تلك ، وحسيت أنه يقول في نفسه . من فين طلع لنا ذا المتخلف ؟
ورديت عليه في نفسي – برضه – والله ما فيه متخلف إلا أشكالك .
انسحبت والدتي من الاجتماع وكذلك زوجتي ثم تلاهما الأبناء وبقيت وحدي اقلبها في راسي يمين شمال ، والظاهر أنني غفوت على صوت التلفزيون ، وإذا بفتاة جميلة تخرج من شاشة التلفزيون وتتقدم إلي وتضربني على رأسي .
- اصحى .
- من أنت ؟
- ما عرفتني ؟
- آه ، ريم العبدالله .
نعم ، أنا ريم ، وش اللي يجبرك على الجلوس هنا ؟
- هذا منزلي وهذه عائلتي ، وين أروح ؟
- جهز عفشك وتعال معي إلى دبي وتعيش معي في منزلي إلى الأبد .
و اعطيك سيارة بنتلي آخر موديل .
- والبنزين مين يتكفل به ؟
ابتسمت ابتسامتها الساحرة وأعادت شعرها إلى الخلف .
- أنا أتكفل بأكلك وشرابك وبنزينك .
- بشرط أحمر 95.
- يتيم ومتشرط ، حاضرة ولا يكون خاطرك إلا طيب
..
استيقظت على صوت زوجتي .
- هل ستنام هنا ؟
- و أين سأنام ، في دبي مثلاً ؟
- طيب قم تعش وبعدها نام على كيفك ، ونام بدري عشان تقوم تصلح الثلاجة بكرة .
- لعن الله والديها ثلاجة ، ما تخرب إلا مع الراتب ، الثلاجة والفرن والسخانة مسوين مزامنة مع الراتب
- ولا تنسى أغراض رند .
- وش عندها بعد ؟
- حفاضات وسيميلاك وشامبو أطفال وكريم ضد الالتهاب .
- تدرين أن سعر الحليب اللي تشربه 73 ريال وتخرجه بـ 42 ريال حفاضات .
- ولا تنسى بكرة عندها تطعيم ، ولازم التطعيمة المطورة ضد الحرارة .
.....
يتبع ...

سهـر 02-14-2018 09:05 AM



اعتدلت في جلستي وقد قررت أن استخدم أسلوب الاقناع بوسيلة الشواهد الواقعية لما له من أثر وإيقاع في النفس .
أخرجت من جيبي الأيمن علبة جبنة ( كرافت ) ومن الأيسر جبنة ( برايد ) .
- هل تعلمون أن سعر هذه – مشيراً إلى الكرافت - ضعف سعر هذه تقريباً ؟ مشيراَ إلى برايد .
وتوقفت برهة من الوقت عن الكلام لأرى ردة الفعل التي المفروض أن تكون قوية رافعاً نظري عن العلبتين متجولاً به بين أنظارهم .
والدتي كالعادة ، نظرة ازدراء ولا مبالاة وكأني اسمع كلمتها المعتادة " والله انك محزم فشل" .
زوجتي اكتفت بابتسامة فاترة على سبيل التعليق بقولها "فهمتك "

أبنائي لازالت انظارهم معلقة بعلبتي الجبن التي لا أزال ممسكاً بها وكأنهم يتابعون أحد خدع السحرة على المسرح وينتظرون أن تخرج حمامة بيضاء من بين الجبن ، علماً بأن هيئتي لا توحي أنني من أولئك الذين يستخرجون الحمام من علب الجبن .

..


:43534532443:

جميييل انت ي ( زحل )

و الله كأني أشآهد الموقف ..
>> حآلتك صعبة و إنت تحآول تشرح لهم سيآسة ( التقشف ) والبديل الأرخص .. !! :sm28:
>> قسسسم اني ضحكت من قلبي ع وصفك لنظرآت أولآدك :1414:
..


حبييت البدآية جدددددآ ..
و بإنتظآرك ,,


:)




*******************************


ahmed 02-14-2018 12:58 PM


كلنا ذالك الرجل المنهك يا زحل
اللذي يشاهد التغيرات والتناقضات والتحولات
ولا يدري كيف ينقلها ويشرحها لأهله
المشهد مربك وأعتقد انك أجدت الوصف
ونقلت الكثير من الأمور التي تدور حاليا


تحياتي لك وننتظر إكمال المشهد

ابوو ماجد 02-14-2018 07:04 PM

الحمد لله ي زحل أنك لازلت مسيطر على الوضع ولقيت من يطيعك ويعقد معك أجتماع دوري أو سنوي .. فالحياة تغيرت وأصبح كل شخص ف الأسرة يعقد إجتماع مع نفسه ويصدر قراراته التي لا تقبل النقاش أو الجدال .. وفقت في الاجتماع وأستقطاب الاراء وأحتويت المعارضين وجاملت المؤيدين وفي نهاية الأمر كنت الضحية .. فطلبات الأسرة مجابة رغم الاجتماع أو أصدار قرارات أولية أو مكتملة البنود حتى وإن أستخدمت الفيتو أو كنت عضو في مجلس الأمن .. فالتقشف ي زحل لن يغير من الامر شيء مع غلاء الاسعار والضريبة المضافة وحرمانك من حساب المواطن .
المتغيرات يا عزيزي هي من جعلت الرجل منهك وحطمت قواه حتى أصبح يرى بو ريالين بعشرة .. فحاول في تكملة الاجتماع القادم أن تجعل أحدى فقراته .. من عاش منكم فسيراني رجل منهك للغاية في القريب العاجل فلا تحلموا برغد العيش والحال كما ترون .

تحياتي لك

زحل 02-17-2018 01:58 AM

الأخت الكريمة سهر
منك نتعلم ومن جمال حرفك نستقي .
وأشكرك على تشجيعك وثنائك على هذا التهريج الذي يشبه حكايات قراقوش .
أكرر تحياتي

زحل 02-17-2018 02:07 AM

الأخ العزيز ، احمد
أشكرك على مشاركتك ، احسنت الوصف ما نمر به الآن أربك المحللين والمتشائمين والمتفائلين .
والأعداء والأصدقاء .
ولكن علينا ان نتوقع أسوأ الاحتمالات ونعمل على هذا الأساس
تحياتي

! أوركيد 02-17-2018 07:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زحل (المشاركة 420464)
مقدمة :
بكل ألوانكم الرقمية الزاهية، المتواجد الآن، والمتواجد منذ عقد من الزمن، والجديد، والزائر، والمختبئ خلف كلمة المرور، والمتواري خلف الاستايل، والمتسلل آخر الليل إلى المدونات ، والعائد من المهجر ، والتائه بين أزرار لوحة المفاتيح . . . تحية عطرة من القلب
الموضوع : رجل منهك ، حول التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
لا أعلم – حقيقة – من أين أبدأ .
وإلى أي اتجاه ستقودني البداية
...
لا أخفيكم أنني اجتمعت بمجلس العائلة لمناقشة هذه التحولات ومدى تأثيرها على المسار الاقتصادي والاجتماعي لأسرتي الكريمة .
..
المكان ، صالة الجلوس ، وهو المكان الذي يتواجد فيه التلفزيون
المجتمعون
ضيف شرف، والدتي .. ( شفيا بنت حمدان )
رئيس المجلس ، الغني عن التعريف ، الفقير إلى الله ، محدثكم
الأمين العام ، زوجتنا الموقرة ... ( سارة )
وقد ذكرت اسمها هنا تمشياً مع الرؤية ، فمن المخجل أن أدعي شيئاً لا أطبقه عملياً .
عضو ، ابنتنا المصون ( اشواق ) ولا داعي لأن اخبركم بسبب ذكر اسمها هنا ، بما أنكم لا تعلمون أن اسمها لم يبلغ طور الحجب بعد .
عضو ، ابني الشقي ( سامي ) . . ينحدر من أصول هلالية .... يشجع النصر اعتباطاً .
..
بدأ الاجتماع بكلمة مقتضبة من والدتي بقولها : أحوث ، مذا معك من هليل ؟
وقد وضعت أمامها (دلة) قهوة وكسرة ( فطيرة ) وصحن (تمر) غير عابئة ببرتوكولات الاجتماعات أو إجراءات التقشف – حفظها الله – لا يزال زمان ( اليييييوووع ) حاضراً في ذهنها ولذلك هي لا تتوانى في أن تلتهم كل ما تلتقطه عيناها وتطاله يداها ، ولديها فلسفة خاصة بها تقول أن ( الييييووووع ) سبب كل مرض وكل جريمة ضاربة عرض الحائط بقانون ( ما فيه أحد يموت من الجوع ) وأن التخمة هي داء العصر ، وهو القانون الذي سيكون عصب هذا الاجتماع وإن (اليوووع الهلوووع ) ليس الا بعبع عاش في فترة ما قبل النفط ومات .
..
أم العيال تحمل طفلتها الجديدة ( رند ) تنظر إلي بزهو وفخر ، ناهيك عن نظرة العيال انفسهم الذين يرون في أبيهم نسخة مخبأة من افلاطون وينتظرون ماذا سيعلن عنه في هذا الاجتماع الاستثنائي .
..
اعتدلت في جلستي وقد قررت أن استخدم أسلوب الاقناع بوسيلة الشواهد الواقعية لما له من أثر وإيقاع في النفس .
أخرجت من جيبي الأيمن علبة جبنة ( كرافت ) ومن الأيسر جبنة ( برايد ) .
- هل تعلمون أن سعر هذه – مشيراً إلى الكرافت - ضعف سعر هذه تقريباً ؟ مشيراَ إلى برايد .
وتوقفت برهة من الوقت عن الكلام لأرى ردة الفعل التي المفروض أن تكون قوية رافعاً نظري عن العلبتين متجولاً به بين أنظارهم .
والدتي كالعادة ، نظرة ازدراء ولا مبالاة وكأني اسمع كلمتها المعتادة " والله انك محزم فشل" .
زوجتي اكتفت بابتسامة فاترة على سبيل التعليق بقولها "فهمتك "
أبنائي لازالت انظارهم معلقة بعلبتي الجبن التي لا أزال ممسكاً بها وكأنهم يتابعون أحد خدع السحرة على المسرح وينتظرون أن تخرج حمامة بيضاء من بين الجبن ، علماً بأن هيئتي لا توحي أنني من أولئك الذين يستخرجون الحمام من علب الجبن .
..
يبدوا أنني خسرت الجولة الأولى ولكن الأمر يتطلب المحاولة اثر المحاولة ، ثم استطردت
..
- في النهاية هي جبنة ومصدرها ( بقرة ) والبقر يتشابه ، مشيراً بيدي إلى سامي وأشواق على سبيل الدعابة ، هناك منتجات بديلة بسعر أقل ، ثم أن الجبنة عموماً عبارة عن زبدة وحليب يضاف اليها مواد مجبنة تجبنها وتجعل منها جبنة لذلك تسمى جبنة .
- جبنة وتجعلها مجبنة ، الله يأخذ عمرك راعي روايا .. والدتي معلقة .
أكملت خطابي متجاهلاً التعليق .
وتطبخ مع إضافة الملح والنكهات والمواد الحافظة ، فلو استعضنا عنها بجبنة (فيتا) البيضاء أفضل صحياً وأقل سعراً وسعرات ، وبعد هذه النبذة المختصرة عن الجبن وضعت العلبتان جانباً تمهيداً لوضعها في صندوق النفايات ، ثم استطردت في الحديث موضحاً أن منتجات الابقار غير صالحة للاستهلاك الآدمي إلا لصغار البقر أمثال اختكم ( رند) في حالة ألرضاعة الصناعية أو سنتان بعد الفطام وبعدها يجب أن يتوقف بني الانسان من الرضع من أمه ناهيك عن رضع البقر ، وخذوا من البقر نفسه العبرة ، فهل سبق أن شاهدتم جاموساً عجوزاً يرضع من جاموسة حلوب ؟ الجاموسة عبارة عن مصنع للحليب مواده الخام نبات الأرض مضاف اليه هرمونات بقرية توجد ضمن بنية البقرة نفسها، و" المراعي " ليس الا مصنع آخر يعمل على فصل هذه الاشياء من بعضها ويقدمها لكم على أرفف البقالات على شكل مقشود ومجبون وملبون ومزبود وسائل وبودرة ومثلث ومربع .
قاطعتني والدتي معلقة : مزبووود !! .. افتكوا اللحي .
كانت على حق خانني التعبير هذه المرة فكلمة ( مزبود) قد تعود على الزبادي وقد تعود على الزبدة .
وكل هذه الشركات غرضها شفط جيوب الناس ، ثم ينتقل هذا المنتج لمصنع رابع وهو معدة الانسان وتبدأ المعاناة والأمراض ، ولكن عندما نأكل من انتاج الأرض مباشرةً وتكون المعدة الآدمية هي المصنع الأول والأخير لانتاج ما يحتاجه كل جسم على حدة ستصبح اجسامنا أكثر صحة وجمال وحيوية .
الوالدة يبدو أنها اقتنعت بالجزء الأخير ليس لأنني قائله ، بل لأنها سبق أن سمعته من ( مريم نور ) .
المدام يبدو أنها لم تتقبله بصدر رحب فهي تعلم أن غسل الملوخية وفرمها والفاصوليا ولا تهون البامية والبطاطا تكلف الكثير من الجهد والعمل وخاصة بعد ان اتخذت قرار بعدم استقدام خادمة جديدة بعد هروب الأولى .
ثم استكملت حديثي بعد أن وضعت ( الفيتا ) مع اخواتها قائلاً :
الجهد والعمل ، هو رأس المال القادم ، مستشهداً بحديث أحد الزملاء جمعني به كوفي شوب ، حيث قال لي هذا الزميل أن البنية الاجتماعية ستتغير من الحالة الراهنة إلى حالة أخرى مغايرة تماماً .
صاحب المهنة والمؤسسات المهنية سيعيشون عيشة رغد فمع هجرة العمالة السائبة وغير السائبة سيصيب سوق العمل شح كبير في الأيدي العاملة والمؤسسات المهنية لن تغطي حاجة السوق .
أصحاب البشوت المترززين في صدور المجالس والمتمسكون بالعادات القبلية البالية سيأكلون ( ز**) حسب تعبيره ( الخـر**) الذي أطلقه صاحبنا ، أولئك الذين لا زالوا يترفعون عن توظيف بناتهم في القطاع الصحي وكاشيرات وبائعات ، هذه الأعمال سيبحث عنها مستقبلاً ولن يجدها لبناته ، ولو تلاحظ أنه بدأت تلك المهن في تزايد مستمر ، أما أولئك الذين بدأوا بركوب الموجة وتعايشوا مع المرحلة سيستطيعون مجابهة الظروف والذين كانوا يعتدون بأنهم من أسافل القوم سيصبحون أعاليهم والعكس صحيح ،
..
لاحظت أن كلامي أصبح مملاً عندما التفتت والدتي لزوجتي قائلة " قومي يودي العشاء وفكينا من ذا الفتيت مع بعلك "
..
سامي واشواق استغلوا هذه المداخلة لينشروا الفوضى والشجار فيما بينهم ثم توقف سامي عن الشجار والتفت إلى قائلا :
- بابا
- هاه ، ايذاني
- تقدر تعطيني ريالين كل شهر ، ريالين بس
- أنا اعطيك أكثر من ميتين ريال شهرياً .
- لا ، أنا ما ابغى تعطينياهم في يدي ، ابغاك تحولهم من البنك .
- أكيد تبغاني أحولهم لجمعية الأيتام ، يا بطل .
- لا يا بابا ، انت ما سمعت بحملة ( أدعم ناديك ) ؟
شعرت بانتصاب شعر رأسي من الغيظ وراودتني أفكار إجرامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن أثقب أذنيه وأنفه وأعلقه بالمروحة وأشغلها على رقم (1) ، ولكن تداركت غضبي وتناسيت تلك الأفكار الاجرامية من رأسي .
- لكن يا ابني أنا اشجع الهلال ، وأختك تشجع الاتحاد ، ووالدتك تشجع النهضة – تقول ما تحب تقلد الناس - وانت تشجع النصر ، وفي هذه الحالة بتروح فلوسنا كلها دعم نوادي ، بعدين الملك قال ادعموا المواطن ، عشان الفواتير والاسعار مو عشان ندعم النوادي ، كيف نكون مدعومين وداعمين في الوقت نفسه ؟
- طيب والحل ؟
- كلنا نتفق على تشجيع نادي واحد ، وبكذا نوفر الدعم لنادي واحد ، وبعدين إذا رحت أنا وأمك الملعب نجلس في مدرج واحد ونحمل شعار واحد ونهتف في وقت واحد ، وعندي فكرة ثانية يا ولدي ، يمكن يكون الدعم مستقبلاً اجبارياً ، ليش ما نستبق الحدث ونشجع نادي (السروات ) وندعمهم ، أنا وش دخلني في نادي في الرياض ولا جدة ميزانيته بالملايين .
تمعر وجه ابني ولم تعجبه أفكاري تلك ، وحسيت أنه يقول في نفسه . من فين طلع لنا ذا المتخلف ؟
ورديت عليه في نفسي – برضه – والله ما فيه متخلف إلا أشكالك .
انسحبت والدتي من الاجتماع وكذلك زوجتي ثم تلاهما الأبناء وبقيت وحدي اقلبها في راسي يمين شمال ، والظاهر أنني غفوت على صوت التلفزيون ، وإذا بفتاة جميلة تخرج من شاشة التلفزيون وتتقدم إلي وتضربني على رأسي .
- اصحى .
- من أنت ؟
- ما عرفتني ؟
- آه ، مريم العبدالله .
نعم ، أنا مريم ، وش اللي يجبرك على الجلوس هنا ؟
- هذا منزلي وهذه عائلتي ، وين أروح ؟
- جهز عفشك وتعال معي إلى دبي وتعيش معي في منزلي إلى الأبد .
و اعطيك سيارة بنتلي آخر موديل .
- والبنزين مين يتكفل به ؟
ابتسمت ابتسامتها الساحرة وأعادت شعرها إلى الخلف .
- أنا أتكفل بأكلك وشرابك وبنزينك .
- بشرط أحمر 95.
- يتيم ومتشرط ، حاضرة ولا يكون خاطرك إلا طيب
..
استيقظت على صوت زوجتي .
- هل ستنام هنا ؟
- و أين سأنام ، في دبي مثلاً ؟
- طيب قم تعش وبعدها نام على كيفك ، ونام بدري عشان تقوم تصلح الثلاجة بكرة .
- لعن الله والديها ثلاجة ، ما تخرب إلا مع الراتب ، الثلاجة والفرن والسخانة مسوين مزامنة مع الراتب
- ولا تنسى أغراض رند .
- وش عندها بعد ؟
- حفاضات وسيميلاك وشامبو أطفال وكريم ضد الالتهاب .
- تدرين أن سعر الحليب اللي تشربه 73 ريال وتخرجه بـ 42 ريال حفاضات .
- ولا تنسى بكرة عندها تطعيم ، ولازم التطعيمة المطورة ضد الحرارة .
.....
يتبع ...

:25:

ABO naif 02-18-2018 12:30 AM

المكان ، صالة الجلوس ، وهو المكان الذي يتواجد فيه التلفزيون
المجتمعون
ضيف شرف، والدتي .. ( شفيا بنت حمدان )
رئيس المجلس ، الغني عن التعريف ، الفقير إلى الله ، محدثكم
الأمين العام ، زوجتنا الموقرة ... ( سارة )
وقد ذكرت اسمها هنا تمشياً مع الرؤية ، فمن المخجل أن أدعي شيئاً لا أطبقه عملياً .



اعتدلت في جلستي وقد قررت أن استخدم أسلوب الاقناع بوسيلة الشواهد الواقعية لما له من أثر وإيقاع في النفس .
أخرجت من جيبي الأيمن علبة جبنة ( كرافت ) ومن الأيسر جبنة ( برايد ) .
- هل تعلمون أن سعر هذه – مشيراً إلى الكرافت - ضعف سعر هذه تقريباً ؟ مشيراَ إلى برايد .
وتوقفت برهة من الوقت عن الكلام لأرى ردة الفعل التي المفروض أن تكون قوية رافعاً نظري عن العلبتين متجولاً به بين أنظارهم .
والدتي كالعادة ، نظرة ازدراء ولا مبالاة وكأني اسمع كلمتها المعتادة " والله انك محزم فشل" .
زوجتي اكتفت بابتسامة فاترة على سبيل التعليق بقولها "فهمتك "
أبنائي لازالت انظارهم معلقة بعلبتي الجبن التي لا أزال ممسكاً بها وكأنهم يتابعون أحد خدع السحرة على المسرح وينتظرون أن تخرج حمامة بيضاء من بين الجبن ، علماً بأن هيئتي لا توحي أنني من أولئك الذين يستخرجون الحمام من علب الجبن .
..
يبدوا أنني خسرت الجولة الأولى ولكن الأمر يتطلب المحاولة اثر المحاولة ، ثم استطردت
..
- في النهاية هي جبنة ومصدرها ( بقرة ) والبقر يتشابه ، مشيراً بيدي إلى سامي وأشواق على سبيل الدعابة ، هناك منتجات بديلة بسعر أقل ، ثم أن الجبنة عموماً عبارة عن زبدة وحليب يضاف اليها مواد مجبنة تجبنها وتجعل منها جبنة لذلك تسمى جبنة .
- جبنة وتجعلها مجبنة ، الله يأخذ عمرك راعي روايا .. والدتي معلقة .
أكملت خطابي متجاهلاً التعليق .
وتطبخ مع إضافة الملح والنكهات والمواد الحافظة ، فلو استعضنا عنها بجبنة (فيتا) البيضاء أفضل صحياً وأقل سعراً وسعرات ، وبعد هذه النبذة المختصرة عن الجبن وضعت العلبتان جانباً تمهيداً لوضعها في صندوق النفايات ، ثم استطردت في الحديث موضحاً أن منتجات الابقار غير صالحة للاستهلاك الآدمي إلا لصغار البقر أمثال اختكم ( رند) في حالة ألرضاعة الصناعية أو سنتان بعد الفطام وبعدها يجب أن يتوقف بني الانسان من الرضع من أمه ناهيك عن رضع البقر ، وخذوا من البقر نفسه العبرة ، فهل سبق أن شاهدتم جاموساً عجوزاً يرضع من جاموسة حلوب ؟ الجاموسة عبارة عن مصنع للحليب مواده الخام نبات الأرض مضاف اليه هرمونات بقرية توجد ضمن بنية البقرة نفسها، و" المراعي " ليس الا مصنع آخر يعمل على فصل هذه الاشياء من بعضها ويقدمها لكم على أرفف البقالات على شكل مقشود ومجبون وملبون ومزبود وسائل وبودرة ومثلث ومربع .
قاطعتني والدتي معلقة : مزبووود !! .. افتكوا اللحي .
كانت على حق خانني التعبير هذه المرة فكلمة ( مزبود) قد تعود على الزبادي وقد تعود على الزبدة .
وكل هذه الشركات غرضها شفط جيوب الناس ، ثم ينتقل هذا المنتج لمصنع رابع وهو معدة الانسان وتبدأ المعاناة والأمراض ، ولكن عندما نأكل من انتاج الأرض مباشرةً وتكون المعدة الآدمية هي المصنع الأول والأخير لانتاج ما يحتاجه كل جسم على حدة ستصبح اجسامنا أكثر صحة وجمال وحيوية .
الوالدة يبدو أنها اقتنعت بالجزء الأخير ليس لأنني قائله ، بل لأنها سبق أن سمعته من ( مريم نور ) .
المدام يبدو أنها لم تتقبله بصدر رحب فهي تعلم أن غسل الملوخية وفرمها والفاصوليا ولا تهون البامية والبطاطا تكلف الكثير من الجهد والعمل وخاصة بعد ان اتخذت قرار بعدم استقدام خادمة جديدة بعد هروب الأولى .
ثم استكملت حديثي بعد أن وضعت ( الفيتا ) مع اخواتها قائلاً :
الجهد والعمل ، هو رأس المال القادم ، مستشهداً بحديث أحد الزملاء جمعني به كوفي شوب ، حيث قال لي هذا الزميل أن البنية الاجتماعية ستتغير من الحالة الراهنة إلى حالة أخرى مغايرة تماماً .
صاحب المهنة والمؤسسات المهنية سيعيشون عيشة رغد فمع هجرة العمالة السائبة وغير السائبة سيصيب سوق العمل شح كبير في الأيدي العاملة والمؤسسات المهنية لن تغطي حاجة السوق .
أصحاب البشوت المترززين في صدور المجالس والمتمسكون بالعادات القبلية البالية سيأكلون ( ز**) حسب تعبيره ( الخـر**) الذي أطلقه صاحبنا ، أولئك الذين لا زالوا يترفعون عن توظيف بناتهم في القطاع الصحي وكاشيرات وبائعات ، هذه الأعمال سيبحث عنها مستقبلاً ولن يجدها لبناته ، ولو تلاحظ أنه بدأت تلك المهن في تزايد مستمر ، أما أولئك الذين بدأوا بركوب الموجة وتعايشوا مع المرحلة سيستطيعون مجابهة الظروف والذين كانوا يعتدون بأنهم من أسافل القوم سيصبحون أعاليهم والعكس صحيح ،
..
لاحظت أن كلامي أصبح مملاً عندما التفتت والدتي لزوجتي قائلة " قومي يودي العشاء وفكينا من ذا الفتيت مع بعلك "
..
سامي واشواق استغلوا هذه المداخلة لينشروا الفوضى والشجار فيما بينهم ثم توقف سامي عن الشجار والتفت إلى قائلا :
- بابا
- هاه ، ايذاني
- تقدر تعطيني ريالين كل شهر ، ريالين بس
- أنا اعطيك أكثر من ميتين ريال شهرياً .
- لا ، أنا ما ابغى تعطينياهم في يدي ، ابغاك تحولهم من البنك .
- أكيد تبغاني أحولهم لجمعية الأيتام ، يا بطل .
- لا يا بابا ، انت ما سمعت بحملة ( أدعم ناديك ) ؟
شعرت بانتصاب شعر رأسي من الغيظ وراودتني أفكار إجرامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن أثقب أذنيه وأنفه وأعلقه بالمروحة وأشغلها على رقم (1) ، ولكن تداركت غضبي وتناسيت تلك الأفكار الاجرامية من رأسي .
- لكن يا ابني أنا اشجع الهلال ، وأختك تشجع الاتحاد ، ووالدتك تشجع النهضة – تقول ما تحب تقلد الناس - وانت تشجع النصر ، وفي هذه الحالة بتروح فلوسنا كلها دعم نوادي ، بعدين الملك قال ادعموا المواطن ، عشان الفواتير والاسعار مو عشان ندعم النوادي ، كيف نكون مدعومين وداعمين في الوقت نفسه ؟
- طيب والحل ؟
- كلنا نتفق على تشجيع نادي واحد ، وبكذا نوفر الدعم لنادي واحد ، وبعدين إذا رحت أنا وأمك الملعب نجلس في مدرج واحد ونحمل شعار واحد ونهتف في وقت واحد ، وعندي فكرة ثانية يا ولدي ، يمكن يكون الدعم مستقبلاً اجبارياً ، ليش ما نستبق الحدث ونشجع نادي (السروات ) وندعمهم ، أنا وش دخلني في نادي في الرياض ولا جدة ميزانيته بالملايين .
تمعر وجه ابني ولم تعجبه أفكاري تلك ، وحسيت أنه يقول في نفسه . من فين طلع لنا ذا المتخلف ؟
ورديت عليه في نفسي – برضه – والله ما فيه متخلف إلا أشكالك .
انسحبت والدتي من الاجتماع وكذلك زوجتي ثم تلاهما الأبناء وبقيت وحدي اقلبها في راسي يمين شمال ، والظاهر أنني غفوت على صوت التلفزيون ، وإذا بفتاة جميلة تخرج من شاشة التلفزيون وتتقدم إلي وتضربني على رأسي .
- اصحى .
- من أنت ؟
- ما عرفتني ؟
- آه ، مريم العبدالله .
نعم ، أنا مريم ، وش اللي يجبرك على الجلوس هنا ؟
- هذا منزلي وهذه عائلتي ، وين أروح ؟
- جهز عفشك وتعال معي إلى دبي وتعيش معي في منزلي إلى الأبد .
و اعطيك سيارة بنتلي آخر موديل .
- والبنزين مين يتكفل به ؟
ابتسمت ابتسامتها الساحرة وأعادت شعرها إلى الخلف .
- أنا أتكفل بأكلك وشرابك وبنزينك .
- بشرط أحمر 95.
- يتيم ومتشرط ، حاضرة ولا يكون خاطرك إلا طيب
..
استيقظت على صوت زوجتي .
- هل ستنام هنا ؟
- و أين سأنام ، في دبي مثلاً ؟
- طيب قم تعش وبعدها نام على كيفك ، ونام بدري عشان تقوم تصلح الثلاجة بكرة .
- لعن الله والديها ثلاجة ، ما تخرب إلا مع الراتب ، الثلاجة والفرن والسخانة مسوين مزامنة مع الراتب
- ولا تنسى أغراض رند .
- وش عندها بعد ؟
- حفاضات وسيميلاك وشامبو أطفال وكريم ضد الالتهاب .
- تدرين أن سعر الحليب اللي تشربه 73 ريال وتخرجه بـ 42 ريال حفاضات .
- ولا تنسى بكرة عندها تطعيم ، ولازم التطعيمة المطورة ضد الحرارة .
.....
يتبع ...
[/color][/right][/b][/size][/font][/QUOTE]


‏ونحن نقراء لذلك آلرجل آلمنهك ..

تذكرت عبآرة أحد آلسآخرين عن جده آلطآعن في آلسن ..

يقول : بسبب صوت آلموسيقى آلمرتفع الذي يسبق الأخبار وبسبب أنصآت (آلشآيب)آلمبالغ فيه ..

كنت أشعر بأنهم سيعلنون بعد قليل قيآم الحرب ،

‏وتأتي الأخبار لتتحدث عن مصآنع آلغلآل وآلدقيق وعن مشكلة حدودية

بين دولتي نيكآرآغوا وهندورآس ..

ويغلق آلعجوز شآشة آلتلفآز ، وينآم ليحلم بأخبآر يوم آلغد ..

مبدع يآزحل في سردك وإثآرتك تابع ..

سنايدي 02-18-2018 06:59 AM

مبدع يازحل ونترقب هليسك بكل شوق
في انتظار ابداعك كاتبنا الفذ .

زحل 02-18-2018 02:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوو ماجد (المشاركة 420474)
الحمد لله ي زحل أنك لازلت مسيطر على الوضع ولقيت من يطيعك ويعقد معك أجتماع دوري أو سنوي .. فالحياة تغيرت وأصبح كل شخص ف الأسرة يعقد إجتماع مع نفسه ويصدر قراراته التي لا تقبل النقاش أو الجدال .. وفقت في الاجتماع وأستقطاب الاراء وأحتويت المعارضين وجاملت المؤيدين وفي نهاية الأمر كنت الضحية .. فطلبات الأسرة مجابة رغم الاجتماع أو أصدار قرارات أولية أو مكتملة البنود حتى وإن أستخدمت الفيتو أو كنت عضو في مجلس الأمن .. فالتقشف ي زحل لن يغير من الامر شيء مع غلاء الاسعار والضريبة المضافة وحرمانك من حساب المواطن .
المتغيرات يا عزيزي هي من جعلت الرجل منهك وحطمت قواه حتى أصبح يرى بو ريالين بعشرة .. فحاول في تكملة الاجتماع القادم أن تجعل أحدى فقراته .. من عاش منكم فسيراني رجل منهك للغاية في القريب العاجل فلا تحلموا برغد العيش والحال كما ترون .
تحياتي لك

الأخ العزيز : أبو ماجد
الله يسعد مساك
أنا معك أن التقشف لن يحل مشاكل التغيرات الاقتصادية التي نمر بها ، ولن يساعدك كثيراً على الادخار ، لكن على الأقل يغنيك عن الاتصال بجارك لتطلب منه سلفة إلى آخر الشهر .. أو زيارة طارئة لطبيب الاسنان .. أو تلف طاريء لأحد إطارات سيارتك .. أو زائر مفاجيء يجيك قبل المغرب .. أو رسالة مخالفة مرورية
يعني بالمختصر التقشف أن تعيش عيشة كفاف .
تحياتي .

زحل 02-18-2018 03:00 PM

[/color][/right][/b][/size][/font][/QUOTE]
‏ونحن نقراء لذلك آلرجل آلمنهك ..
تذكرت عبآرة أحد آلسآخرين عن جده آلطآعن في آلسن ..
يقول : بسبب صوت آلموسيقى آلمرتفع الذي يسبق الأخبار وبسبب أنصآت (آلشآيب)آلمبالغ فيه ..
كنت أشعر بأنهم سيعلنون بعد قليل قيآم الحرب ،
‏وتأتي الأخبار لتتحدث عن مصآنع آلغلآل وآلدقيق وعن مشكلة حدودية
بين دولتي نيكآرآغوا وهندورآس ..
ويغلق آلعجوز شآشة آلتلفآز ، وينآم ليحلم بأخبآر يوم آلغد ..
مبدع يآزحل في سردك وإثآرتك تابع ..[/QUOTE]
..
الأخ العزيز : العااازف
تحية طيبة .
بيني وبينك ، أنا من الناس الذين تفائلوا في هذه المرحلة بهيئة الترفيه و ارتفاع صوت الموسيقى لتعم أرجاء الوطن ، و لكن ليس لهذه الدرجة من التفاؤل الذي يجعل ذلك الارتفاع يغطي على كل الاصوات .
وعموماً الحالة الاقتصادية لكل بلد تتناسب طردياً مع حس الدعابة لذلك البلد ، كلما زاد الوضع سوءً كلما زاد حس الفكاهة .
هذا الشايب سيتوقف عما قريب عن سماع الأخبار ، وسيستمع لأم كلثوم وفيروز ويتابع مسرحيات عادل إمام .
تحياتي

ابوو ماجد 02-20-2018 06:39 PM

تنشيط للموضوع ودردشة في أمور أخرى :-
حقيقة أخي زحل ماتطرقت له عن التقشف وعدم الحاجة للغير إذا ما آلت الظروف إلى مآلها الصعب شيء مهم يجب أن يؤخذ بالاعتبار.. وهذا مايفكر فيه كل رب أسرة أو ميسور أو عامل بسيط لتلافي الحرج والحاجة المفاجئة والمربكة و أنا معك في هذا الجانب وبشدة .. لكن ياترى هل الراتب المحدود ملكك حتى تتقشف وتستطيع توفير ولو جزء بسيط منه في ظل الغلاء الفاحش وعدم تغطية أبسط الالتزامات ؟!!فلو قلنا وسلمنا (بنعم ) و (لا) فهو ملكك لسويعات محدودة ولغيرك بصفة مستمرة .. فأنا وأنت لانستطيع التقشف والاقتصاد بمعناه الادخاري الذي يضمن عدم الحاجة للغير .. لاننا لم نتعود من السابق على حفظ النعمة من الزوال ونحسب حساب المستقبل فيما لو أخذت الأرض من أطرافها أو ينزل عليها حسباناً من السماء .. الراتب محدود والالتزامات الضرورية مقننة وملزمة الدفع .. فماذا يتبقى للتقشف ؟!
صحيح هناك مثل يقول : مد لحافك على قد رجولك .. لكن هذا المثل يتحلل ويتوارى عند تفنيد الراتب وتوزيعه إلى ( مسادي ) يتخطفه أصحاب المحلات التجارية والائجار والمستشفيات وغيرها من الالتزامات الضرورية المفاجئة .. إذاً نحن نقف على صفيح من نار يحرق كل الجهود ويسد كل الطرق التي تؤدي إلى التقشف والعمل به في ظل الرؤى المتتالية وما تحتظنه من مفاجأت قادمة قد يقال فيها للرجل المنهك إن لم تجد فعليك بالصوم .. وهذا ليس خيار وإنما وأقع فرضه من يعيش في رغدٍ من العيش وتناسى من يعيش في كنف التقشف وفتات الراتب المحدود يواجه الازمات باشكالها المختلفة .
تحياتي لك ومسآك سعيد

زحل 02-20-2018 11:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنايدي (المشاركة 420527)
مبدع يازحل ونترقب هليسك بكل شوق
في انتظار ابداعك كاتبنا الفذ .

شكراً لك يا سنايدي ، ومرورك العطر

زحل 02-20-2018 11:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوو ماجد (المشاركة 420546)
تنشيط للموضوع ودردشة في أمور أخرى :-
حقيقة أخي زحل ماتطرقت له عن التقشف وعدم الحاجة للغير إذا ما آلت الظروف إلى مآلها الصعب شيء مهم يجب أن يؤخذ بالاعتبار.. وهذا مايفكر فيه كل رب أسرة أو ميسور أو عامل بسيط لتلافي الحرج والحاجة المفاجئة والمربكة و أنا معك في هذا الجانب وبشدة .. لكن ياترى هل الراتب المحدود ملكك حتى تتقشف وتستطيع توفير ولو جزء بسيط منه في ظل الغلاء الفاحش وعدم تغطية أبسط الالتزامات ؟!!فلو قلنا وسلمنا (بنعم ) و (لا) فهو ملكك لسويعات محدودة ولغيرك بصفة مستمرة .. فأنا وأنت لانستطيع التقشف والاقتصاد بمعناه الادخاري الذي يضمن عدم الحاجة للغير .. لاننا لم نتعود من السابق على حفظ النعمة من الزوال ونحسب حساب المستقبل فيما لو أخذت الأرض من أطرافها أو ينزل عليها حسباناً من السماء .. الراتب محدود والالتزامات الضرورية مقننة وملزمة الدفع .. فماذا يتبقى للتقشف ؟!
صحيح هناك مثل يقول : مد لحافك على قد رجولك .. لكن هذا المثل يتحلل ويتوارى عند تفنيد الراتب وتوزيعه إلى ( مسادي ) يتخطفه أصحاب المحلات التجارية والائجار والمستشفيات وغيرها من الالتزامات الضرورية المفاجئة .. إذاً نحن نقف على صفيح من نار يحرق كل الجهود ويسد كل الطرق التي تؤدي إلى التقشف والعمل به في ظل الرؤى المتتالية وما تحتظنه من مفاجأت قادمة قد يقال فيها للرجل المنهك إن لم تجد فعليك بالصوم .. وهذا ليس خيار وإنما وأقع فرضه من يعيش في رغدٍ من العيش وتناسى من يعيش في كنف التقشف وفتات الراتب المحدود يواجه الازمات باشكالها المختلفة .
تحياتي لك ومسآك سعيد

أبوو ماجد
أهلاً بعودتك مرة أخرى .
هذا فعلاً ما سيحدث مستقبلاً ، وسيتضح جلياً في العامين المقبلين . . أعتقد أننا سنتجه جزئياً لما يشبه النظام الاشتراكي ونبتعد قليلاً عن النظام الرأسمالي
بعبارة أخرى . توفير الضروريات المجتمعية كالتعليم والصحة والبنية التحتية عموماً للطبقة الكادحة والضغط على روؤس الأموال الحرة والأغنياء من قبل الدولة . . وهذا تقريباً هو النظام الاشتراكي
ولكن هذه الطريقة ستتم بطريقة رأسمالية .. كيف ؟
عن طريق شركات ، لا عن طريق الحكومة .. كيف ؟
أتوقع مستقبلاً أن تقوم شركات التأمين بهذه المهمة .
التأمين على الحياة ، التأمين الصحي ، التأمين على المسكن ، التأمين على النقل و .و . و
فإن أردت أن تعيش مطمئناً مستقراً فما عليك إلا توزيع راتبك على تلك الشركات .
..
فإن تبقى من راتبك شيء فداوها بالتي كانت هي الداء . . كيف
استثمر في شركات التأمين القادمة من خلال سوق الأسهم :shocked:
تحياتي

برلنت 02-21-2018 09:30 PM

:23:


Loading...

Preview on Feedage: %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D8%AB%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D8%B1 Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team

SEO 1.0 BY: ! Ala7laAm4.com ! © 2010
تطوير وارشفة الاحلام ديزاين