منتديات ديوانية بني شهر

منتديات ديوانية بني شهر (http://www.bani-shehr.net/index.php)
-   الشريعة والحياة (http://www.bani-shehr.net/forumdisplay.php?f=3)
-   -   كيف نتعامل مع الله إذا ظلمَنَا إنسان (http://www.bani-shehr.net/showthread.php?t=37418)

حنان 06-22-2015 02:39 AM

كيف نتعامل مع الله إذا ظلمَنَا إنسان
 


إذا ظلمك إنسان فأنت مُخيّر بين ثلاث إختيارات ، كلها تُعتبر حقًا لك

الإختيار الأول
أن تدعوا على من ظلمك ، فإن دعوت عليه فسيأخذ الله حقك منه بالدنيا قبل الآخرة ،
لأن دعوة المظلوم مُستجابه ، وعلى هذا فسوف تُصيب الظالم مصيبة مُعيّنه مُقابل دعوة المظلوم ،
متى ستُصيبُه ؟ الله أعلم .. لكنها ستُصيبه ، ستُصيبه شاء أم أبى ، ستقعُ عليه ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد الى السماء كأنها شرارة "
ليس بينها وبين الله حِجاب تُحمل على الغمام ويقول الله تعالى للمظلوم وعزتي وجلالي لأنصُرنّكِ ولو بعد حين ..
فالمسأله مسألة وقت فقط لاغير ، ولكن في هذه الحالة إذا كان المظلوم قد دعا على الظالم فإنه يكون قد إستوفى حقه من الظالم وأخذ منه مايُقابل مظلمته في الدنيا ، فلايطالب بشيئ يوم القيامة
الإختيار الثاني
أن يؤجل المظلوم أخذ حقه إلى يوم القيامة ، بحيث إنه لايدعوا على الظالم في الدنيا ،
بل ينتظر يوم القيامة ليأخذ حقه هناك ، فإذا أخذت حقك يوم القيامة فإنك ستأخُذه بعُملة ذالك اليوم وهي الحسنات
ستأخذ حقك بالحسنات ، ومن حسنات من ستأخذ ؟؟
إنك ستأخذ من حسنات الظالم نفسه
ستأخذ من صلاته ،
من صدقته ،
من تلاوته للقرآن ،
الى أن تتساوى الحسنات التي أخذتها منه مع الظلم الذي ظلمك إياه ،
إن كان قد أخذ من مالك فإنك ستأخذ من حسناته مايساوي المال الذي أخذه منك،
وإن كان قد إفترى عليك فإنك ستأخذ من حسناته بقدر ما إفترى عليك ،
وكذلك إذا إغتابك إو إستهزأ بك ، أو أحرجك أمام الناس ،
إنك ستأخذين من حسناته بِحسب مظلمتك ،
فالمظالم درجات كما أن الطاعات درجات..
فيبدأ الإقتصاص بين الناس يوم القيامة ، كلٍ يأخذ من حسنات الآخر بقدر ماظلمه
قال صلى الله عليه وسلم
" ‏من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم
قبل أن لا يكون دينار ولادرهم إن كان له عمل صالح اخذ منه بِقدر مظلمتِه ..
لاظلم اليوم ..
وسيكون القاضي بين الناس في ذلك اليوم هو الله جل جلاله ،
ولايستطيع أحد أن يُنكِر شيئ من المظالم فالشهود ليست شهود عادية .!!
إن أعضاء الظالم هي التي تشهد عليه يوم القيامة ، بحيث لايستطبع الإنكار مُطلقًا ،
وليس الحال كما هو عليه الآن في محاكم الدنيا ، أحيانًا يصعب التمييز بين الصادق والكاذب ... لاااا ..
قال الله تعالى
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

ويكون المظلوم في ذلك اليوم كالملك ينتظر حقه من الظالم ولايرحمه ، يأخذ الحسنة الواحدة من بين يديه ولايتنازل عن ذرة واحدة
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
والمظلوم أسعد مايكون بهذه الحسنة التي لم يتعب فيها ، فاليوم يومه الذي يفرح فيه
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
" يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم"
ويستمر هذا المظلوم بالطواف على كل من ظلمه ويستمر بأخذ حسناتهم ، وقد يكون بعض المظلومين لديهم أعمال صالحة قليلة في الدنيا لكنهم سبحان الله سيتفوقون على من كان لديهم أعمال صالحة كثيرة بسبب إن هذا قد ظُلِم أكثر منه فحصل على حسنات أكثر ،
قال سبحانه وتعالى
" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "
حاشاه جل وعلا .. كل إنسان يأخذ حقه ..

ماذا لو لم يكن للظالم حسنات

إذًا ماذا سيفعل المظلوم إذا لم يجد حسنة عند الظالم ؟؟ ماذا سيفعل ؟؟
إن المظلوم سيُعطي من سيئآته للظالم ، وكأنه يقوول
أنت ليس لديك حسنااات لا بأس.. أنا عندي سيئااات .. تفضل ..
فيُصبح هذا الظالم فعلًا مُفلس ، مع إنه كان لديه حسنات في البداية لكن للأسف ضيعها بالظلم ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتدرون من المُفلس ؟ قالوا المُفلس فينا من لادرهم له ،
فقال صلى الله عليه وسلم
إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا
وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيِت حسناته قبل أن يُقضى ماعليه ، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طرح في النار"
كان الصالحون إذا ظلمهم أحد يفرحون ،
مرة من المرات إغتاب أحدهم الحسن البصري ، فلما وصل الأمر إلى الحسن ذهب الى بيت المُغتاب وطرق الباب وسلم عليه وأعطاه هدية ،
قال سبحان الله أغتابك تهديني ؟؟
قال أجل .. أعطيتني حسناتك فأحببت أن أكافأك ..
إنهم يفرحون لأنهم ينظرون الى الأمور بشكل مُختلف ، إنهم يريدون الثواب والنجاة يوم القيامة ولايهمهم شيئ آخر،
يقول عبدالرحمن بن مهدي والله لولا كراهية تمني الإثم لتمنيت ألاّ يبقى أحد في هذه الدنيا إلا وإغتابني ،
وأن يعطيه أرضاً آخرى مع أرضه
أنهم يخافون من قوله تعالى
(ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)


الإختيار الثالث
هو أفضل الإختيارات على الإطلاق وهذا الإختيار لا يفعله إلا قلة من الناس
" ما هو هذا الإختيار ؟"
الإختيار هو
أن تعفو عن من ظلمك ! أتدري ماذا يعني ؟
يعني أنه لن تنزل عليه عقوبة بسببك في الدنيا وأيضا لن تأخذين من حسناته يوم القيامة
لا تقلق وتحزن ستستفيد أكثر من كل هذا , كيف ؟
سيعطيك الله سبحانه وتعالى من عنده حسنات أكثر من لو أنك أخذت من حسنات الظالم
فأنت الرابح في النهاية والدليل على ذلك
قال تعالى :
( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله )
كتب رجل رسالة إلى أخاه يحثه على العفو عن بعض من ظلمه فقال له
أعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً
" لماذا تتعب نفسك ؟"
إذا كان هذا الذي ظلمك ظالم فسوف يهلك في كل الأحوال
فالظلم يدمر صاحبه !
مره من المرات دعا رجل على ظالمه
فقال له مسلم بن يسار أوكل الظالم إلى ظلمه فإن عاقبة الظلم أسرع من دعاءك عليه
إذ أن الظالم سيعاقبة الله عاجلا أم آجلا
فلماذا تخسر أنت ثواب العفو ؟
والحكمة تقول
لا تخسر بسبب الظالم مرتين مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عنه وأقبلت على الإنتقام والتشفي بالدعاء عليه
يقول المنتصر بالله لذة العفو أعذب من لذة الإنتقام
قال الحسن :
إذا جثت الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودي فليقم من كان له أجراً عليه
فلا يقوم إلا العافون عن الناس ! أي شرف أعظم من هذا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"
كيف نريد أن نحصل على الرحمة من الله ونحن لم نرحم عباد الله

لما كانت تعرض رحمة الله على الصحابة كانوا يعفون أكثر بكثير بكثير عن الأشياء التي نعفو عنها نحن !
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه تكلموا في عرضه وقالوا عن ابنته عائشة رضي الله عنها أنها زانية وحاشاها رضي الله عنها واستمرت هذه الإشاعة بين الناس أكثر من شهر وأبو بكر في هم لا يعلمه إلا الله
إنهم يتكلمون في ابنته , ومن الذي يتكلم ؟
إنه شخص كان أبو بكر ينفق عليه! يعطيه المال فيطعن في عرض ابنته كذباً وبهتان
فأوقف أبو بكر النفقة عليه
فأنزل الله تعالى
" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم "
فقال أبو بكر والله أني أحب أن يغفر الله لي فأرجع النفقة إليه ! وقال والله لا أنزعك منهاأبداً
مع أن أبو بكر مبشر بالجنة أصلاً لكن لم يقل أنا لا أحتاج انا من أهل الجنة

حنين الشوق 06-22-2015 05:26 AM

أختي الفاضلة حنــــان
جزاك الله خير الجزاء
شكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــولى الجنـة ونعيمــها
وجعل ما كُتِبَ في مــــــوازين حســـناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
تقبلي تقدير وإحترام أختك
حنين الشوق..}:23:

ارتواء 06-22-2015 07:31 PM

بارك الله فيك
وبورك في جهودك الطيب

حنان 06-23-2015 12:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الشوق (المشاركة 353105)
أختي الفاضلة حنــــان
جزاك الله خير الجزاء
شكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــولى الجنـة ونعيمــها
وجعل ما كُتِبَ في مــــــوازين حســـناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
تقبلي تقدير وإحترام أختك
حنين الشوق..}:23:

اشكرك غاليتي على مرورك الجميل
ربي يسعد قلبك

حنان 06-23-2015 12:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حور (المشاركة 353132)
بارك الله فيك
وبورك في جهودك الطيب

اشكرك غاليتي على مرورك الجميل
ربي يسعدك



Loading...

Preview on Feedage: %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D8%AB%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D8%B1 Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team

SEO 1.0 BY: ! Ala7laAm4.com ! © 2010
تطوير وارشفة الاحلام ديزاين