في هذا العصر تسارعت الأحداث وكثرت وسائل الاتصال ذات الخصوصوية المطلقة حتى أصبحت الأسرة الواحدة تعيش غربة حقيقية وداهمت الوحشة منازل الكثير منا والعياذ بالله وأصبح الكثير يعيش عالمه الخاص بعيدا عن أجواء الأسرة وتقطعت الأواصر بين ذوي القربى حتى أن البعض لم يعد يرى قريبه إلا في مناسبات عامة وبشكل سريع لأن الزيارات المنزلية ولت مع الأسف ولم تعد تحمل من المعاني سوى الاسم فقط , وقد ظل الناس على هذا الحال فترة من الزمن يقلبون مايشاؤون من القنوات الفاسدة او الأقرب للفساد ولكن الله رحيم بعباده , حيث تحركت النفوس التي تتوق إلى الله وفكرت في إنشاء بعض القنوات التي تحث على الفضيلة وتبث القيم في قلوب الناس من باب التذكير بالله وتنمية الفضائل في النفوس والحث عليها , لأن الذكرى بإذن الله تنفع المؤمنين , وأصبحنا بفضل الله نشاهد قنوات محترمة تحاكي القلوب المتعطشة وتزرع فيها الثقة بالله عز وجل من خلال إستقطاب رجال نحسبهم من الأخيار والله حسيبهم وبدأوا في إشغال فراغ الناس واوقاتهم بما يصرفهم على الأقل عن مشاهدة قنوات العري والتفسخ اللا أخلاقي وفوق ذلك تقتات من أموال المسلمين المغرر بهم وتنفذ مخططات الهدم والغزو لأبناء المسلمين بأموالهم وبأيديهم داخل إستوديوهاتها وتسرق أوقاتهم وتخدش حيائهم وتنمي فيهم روح الانحلال والانغماس في ملذات الدنيا الفانية.
إخوتي الكرام من تلك القنوات التي ظلمت وسلقت بألسن حادة هي قناة بداية التي تحمل رسالة عظيمة نشاهدها ونتابعها عن كثب حتى أصبحت القناة الأولى في منازل الكثير من الناس , كيف لا وهي القناة التي جمعت بين الموعظة الصادقة والمرح البريء لدرء الملل عن متابعيها وتنويع فقراتها على أيدي اناس يذكرون الناس بالله ويضحون بأوقاتهم من أجل الله عز وجل والناس يقطفون من ثمرات عملهم الدؤوب خيرات كثيرة.
والله العظيم أن الجلوس لساعة واحدة أمامها وفي حلقة من حلقات الذكر والموعظة تعادل أشهرا وربما سنوات أمام بعض القنوات الفاسدة ونحمد الله جل وعلا أن أبدلنا في بيوتنا خيرا من تلك القنوات الماجنة بهذه القناة وأمثالها من القنوات الهادفة , وما دعاني لكتابة هذه الأسطر إلا بعد ان قرأت ماكتبه أحد الكتاب في صحيفة الشرق أعرفه من سنوات طويلة حينما كنت أكتب انا وإياه في المجلة العربية وقد كانت له مشاركات جميلة وقلم رشيق وعبارات هادفة كنت أقف أمامها إحتراما له ولقلمه الجذاب ولكن لا أعلم مالذي تغير في صاحبنا في نهاية المطاف ومنها أن ساوى بين قناة بداية وقناة (lbc) اللبنانية السيئة الذكر التي تبنت برنامج(إستار أكاديمي) ومعناه نجوم الأكاديمية لمن لايعرف المعنى الذي أضاع الكثير من الفتيان والفتيات والعياذ بالله في سنوات مضت ولا أعلم إن كان ذلك البرنامج لا يزال يبث سمومه أم لا .
المهم أنني لم أكتب عن هذه القناة المباركة إلا بعد أن تيقنت أنها تستحق أن تكون قناة الأسرة بحق .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم المجهر
أحيي حضورك الضافي وتعليقك الرائع تجاه ماطرح في هذه المشاركة التي طرحتها أنا من وجهة نظري والمجال مفتوح للتعليق لإثراء الحوار بإعتبارها قضية تمس المجتمع , وبالمناسبة أخي الكريم وكما أسلفت الكمال لله وحده ومادون ذلك تكون إجتهادات التوفيق فيها بإذن الله تعالى أو عدم التوفيق , وأنا لم أتطرق لمسألة دخل القناة وهل هو حلال أو حرام ,ولكن في كل الأحوال القناة بحاجة إلى دعم مادي وليس من المعقول أن أي قناة سواءً كانت تسير في الطريق الصحيح أو الطريق الخطأ يمكن أن تستمر في مهمتها من دون دعم إلا القنوات الحكومية فهي مدعومة بطبيعة الحال وأعتقد ان منهج هذه القناة يتوافق تماما مع منهج الصحف المحلية التي تعلن عن كل شيء بمقابل مادي وكذلك المسابقات الشعرية التي حطمت الأرقام القياسية في نهب الجيوب وقنوات الشات التي تستنزف الجيوب دون أن يكون لها هدف أو رسالة إعلامية واضحة وتبث على مدار اليوم , فكيف يكون في هذه الحالة حلال على الصحف الورقية وتلك القنوات والمسابقات وحرام على قناة بداية دون غيرها وبالنسبة لقيمة الرسائل فأعتقد أنه يجير لتسيير أمور القناة لتبقى مستمرة في أداء رسالتها الاعلامية ولو قارناها بقنوات أخرى تجارية لوجدنا أن الأمر لايقارن بما يستنزف من الجيوب التي إمتلأ الفضاء بها ومنها قنوات مشهورة تحقق الملايين مقابل مسابقات وهمية لا تخفى على الجميع .
عموماً كان طرحي من باب المقارنة بين محتوى كل قناة وما تقدمه للمشاهد وإن كان نسبة من مشاهديها يبعثون برسائل على الشات الخاص بها فهناك نسبة أكبر تستمتع بالمشاهدة دون أن يبعثوا برسالة واحدة .
أخيرا سعادتي بحضورك ومشاركتك النقد هو من باب الحوار الهادف وإستعراض مايتم طرحه في إطار أخوي لا يمكن أن يخرج الموضوع عن سياقه وأتشرف مرة أخرى بحضورك أخي المجهر وفقنا الله وإياك لكل خير

ــــــــــــــــــ
أخي الغالي أبو خالد
أسعدني حضورك وتميزك كالعادة اخي الكريم ونتمنى ان نكون عند حسن الظن منك ومن الاخوة الكرام
تقبل تحيتي الخالصة وتقديري لشخصك الكريم