توجهت ذات يوم إلى ماكينة صراف آلي لمصرف الراجحي بغية سحب ثلاثة ألاف ريال من حسابي في البنك الأهلي وقد كان امامي مباشرة سيارة اطالت المكوث امام ماكينة الصراف ، وهذا سلوك امقته من بعض المواطنين الذين يعتقدون ان لهم الحق في اخذ غفوة امام الصراف الآلي غير مكترثين بظرف من يقف خلفهم ، غادر بعد الغفوة وأنا اجريت عملية سحب بمبلغ ثلاثة ألاف ريال وعلى الفور اصدر جوالي نغمة رسالة البنك الأهلي " سحب من رصيد ......" ، ولكن المال لم يخرج من الماكينة فأخذت غفوة كغفوة من كان امامي على امل ان تخرج الـ ثلاثة ألاف ريال ولكن وبخفي حنين تحركت الى ماكينة اخرى وسحبت مبلغ منها.
كنت انتظر رسالة تصحيحية من البنك ولكن لم تأتي تلك ألرسالة لذا اتصلت على البنك الاهلي وأخبرتهم بما حدث .
فقال : موظف البنك الاهلي لي انتظر مرور اربعة وعشرون ساعة فان لم يتم التصحيح عاود الاتصال بنا.
لم يصحح شيء فعاودت الاتصال بهم ورفعوا لي مطالبة لمصرف الراجحي على ان اتواصل معهم بعد شهر وكذلك فعلت بعد شهر.
قال : لقد وصل خطاب مصرف الراجحي ويفيد بان ليس لك حق في المطالبة حيث تمت عملية الصرف بنجاح ،
اذاً انا كاذب وأحاول الافتراء على البنك!!!،
قلت : وما العمل الان؟.
قال : راجعهم ولكن سيردونك علينا وليس عندنا إلا ما اخبرتك به.
يعني شغلة سردادي مردادي بين الراجحي والأهلي.
ارسلت اكثر من 20 رسالة e-mail لمصرف الراجحي لعدد من الاقسام التي اتوقع انها المعنية بالأمر وذلك لأنهم لا يوضحون من واقع اوراقهم ولا موقعهم ألالكتروني من المعني بالأمر ، وقد وصلني ردود ولكن كل من رد علي يقول لست المعني بالأمر.
هنا قلت لنفسي انا متأسفاً جداً يا مصرف الراجحي سأكون مضطراً لإرسال برقية لمعالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الذي لن يكتفي باسترداد مالي منكم بل سيجبركم على الاعتذار لي رسمياً كونكم اتهمتموني بشكل غير مباشر بالكذب والافتراء ولم تحرصوا على اموال المسلمين وتأكلونها بغير حق، وفعلاً ارسلت برقية لمعاليه موضحاً بالتفصيل كل ما حدث ومرفقاً بها نسخ من الرسائل التي ارسلتها لمصرف الراجحي ومذيلا البرقية بجميع طرق التواصل الممكنة معي.
انقضى شهر ولم يتم اي شيء لذا ارسلت لمعاليه البرقية الثانية معاتباً ومعقباً على برقيتي الأولى كما ارسلت نسخة منها لمعالي رئيس مكافحة الفساد وأشرت الى النسخة في ذيل البرقية.
اتصلت علي مكافحة الفساد وطلبتني بعض المعلومات وقالوا سنتواصل معهم ولكن انت استمر وعقب وابلغنا بالتطورات ، ثم عاودوا الاتصال بي بعد فترة وقالوا لقد ارسلت مؤسسة النقد خطاب الى مصرف الراجحي وينتظرون الاجابة.
بعد ثلاثة اشهر ذهبت شخصياً الى مؤسسة النقد ، فطبعوا لي بواسطة الكمبيوتر ورقه بيضاء لا تحمل اي شعار ولا هوية المؤسسة ولا اسماء ولا تواقيع ، وهي عبارات عن لسان مصرف الراجحي ومفادها انهم راجعوا العمليات وجميع البيانات كانت صحيحة ولم يكن هناك مبالغ فائضة في ذلك التاريخ.
قلت لهم : انا لست مقتنع بهذه الورقه ولا بما فيها.
قالوا : اذاً اذهب الى المسئول عن مصرف الراجحي في الدور الرابع وهو سيتولى الأمر.
ذهبت اليه وهو موظف لمؤسسة النقد ومسئول عن جميع ما يتعلق بمصرف الراجحي.
قال : سأطلب تسجيل كمرات تصوير المكينة لتلك الفتره.
قلت : وإذا وجد فيها ما يثبت خروج المبلغ من المكينة سواء اخذته انا او اخذه غيري فانا عرضة للجزاء.
قال : حظك طيب فهم يُتلفون التسجيل بعد مضي سنه عليه ولا يزال تسجيل هذا التاريخ موجوداً لديهم وعموماً سأتصل بك شخصياً بعد اسبوعين لأخبرك بما تم.
انقضت شهرين وفقدت الامل وقررت نسيان الامر والعوض عند رب العالمين علماً بان خطابهم يأكل ويشرب في قلبي ولكن اتصل بي موظف مكافحة الفساد.
وقال : هل انتهى موضوعك؟.
قلت : لا لم ينتهي وأنا فقدت الامل وتناسيته.
قال : كيف هذا وهم قالوا لي ان الموضوع انتهى ، راجعهم وشوف اش فيه.
اشعرني الموظف بالخجل لعدم متابعتي لمصالحي الخاصه وعلى الفور ذهبت في اليوم التالي لمؤسسة النقد فاخرجوا لي وبنفس الطريقة الورقة البيضاء ولكن بتاريخ اليوم فأخرجت الورقه القديمة اللتي معي وحطيتها قدام عيونه.
قلت : لم يختلف في الورقتين إلا التاريخ وماذا حدث لسجل تصوير الكاميرا وهل يعمل كل قسم عندكم لوحدة؟.
صُعق الموظف واخذ يبرر تارة وينتقد تارة ولا يدري حقيقة ماذا يقول وأخذت اضيق عليه ولم يكن يفصلنا عن مكتب مديره المباشر إلا الفواصل المكتبية القصيرة، فاستدعاه وتحدث معه بصوت مرتفع منتقداً تبريره اخطاء الاقسام الاخرى قائلاً له يجب ان يتحملون مسؤولية اهمالهم لمصالح المواطنين وآمرة بان يصطحبني الى الموظف المعني بالأمر، فعلا ذهب معي وقابلنا راعي الاسبوعين.
قلت : هل حصلت على التسجيل؟
اخذ يبحث في ادراج مكتبه عن اي شيء يستخدمه كعذر ثم يتصل بالهاتف على اخرين بحثاً عن التسجيل، كان واضح انه لم يطلب التسجيل ولم يحرك ساكناً منذ لقائي به اول مرة .
قلت : يبدوا انك لم تطلبه ولكن قل لي انك لم تطلبه ووالله لن تراني او تسمع عني بعد اليوم وسأنسى الموضوع كلياً.
قال : نحن نعمل ومؤكد اننا طلبناه ولكنني سأتصل عليك خلال ايام.
قلت : وخلال ايام سأكتب فيك شخصياً ان لم تتصل بي وخرجت.
طبعاً لم يتصل ولم اتوقع اتصاله فكتبت خطاب شرحت فيه كل التفاصيل واسم هذا الموظف لمعالي رئيس مكافحة الفساد وأرفقت به صور البرقيتين السابقتين لمعالي المحافظ بجميع مرفقاتهما والورقة البيضاء كما ارسلت نسختين من هذا الخطاب بجميع مرفقاتها لمعالي رئيس هيئة الرقابة والتحقيق والأخرى لمعالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي وأرسلتها جميعاً بواسطة البريد المسجل يعني زي البرقية.
بعد اقل من اسبوع اتصل بي موظف مكافحة الفساد واخبرني ان الخطاب موجة بصورة رئيسية لهم وسيقومون بما يتطلب، كما اتصل بي موظف هيئة الرقابة والتحقيق وطلب حضوري لديهم ففعلت وسجلوا كل ما رغبوا معرفته وقالوا لي ارقد ولا تشيل هم وأبشركم اني راقد من سنتين،
لكن اللي ابغى اعرفه "من متى راقد معالي محافظ مؤسسة النقد" !!.

أحداث حقيقية لسبات عميق