بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ }
شرع الله لعباده التوبة ككفارة عن المعاصي و الذنوب التي يقترفونها
فقال تعالى في محكم تنزيله :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
فالتوبة هي اعتراف و إقرار بجلالة الله و عظمته
و هي أيضاً تجعل الإنسان يحاسب نفسه و يعود إلى الله
و ذلك لكونه الملجأ و الملاذ الوحيد للإنسان العاصي
الباحث عن الخروج من الهموم و من حياة تعيسة إلى حياة أخرة قائمة
على توحيد الخالق و الرجوع إليه و نبذ ما سواه.
لكن ما ينبغي أن نشير إليه هو أن للتوبة شروط و وقت تنقضي فيه
فلا تقبل توبة إنسان بطلوع الشمس من مغربها أو بغرغة الموت
فهنا ينقضي كل شيء و ليس باستطاعة أن يقدم أو يؤخر.
فالإنسان العاصي هنا يود لم تمنح له الفرصة من جديد للعودة
للحياة الدنيا و الرجوع عن الذنوب التي إقترفها قيد حياته
مصداقاً لقوله تعالى :
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ }
لكن هيهات لذلك فالله لا يخلف وعده و كل شيء عنده بمقدار
{ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
و هنا نسرد قصة الحجاج بن يوسف الثقفي
فالحجاج كما نعلم كان شديداً و عندما أدركته الموت و بدأ يحتضر
قال له أحد تابعيه التوبة يا أمير
فكان رد الحجاج :
.
{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }
.
.
إخوتي أوصيكم و نفسي بالرجوع إلى الله فلا أحد منا يعلم
ما قدره لنا الله غداً و لا أحد منا يدري أجله فلكل أجل كتاب
و لكل كتابة خاتمة و لكل نفس نهايتها كيف ستقابل الله و أنت مذنب
تذكر وقوفك بين يدي الملك يوم لا ينفع مال و لا بنون
و يقول لك ماذا قدمت لآخرتك فعلت كذا و كذا
ألا تستحي أخي المسلم ؟ أليس لك عقل تفكر به !
أو لم تقرأ قول الله تعالى :
{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَل من مزيد }
ألا يقشعر بدنك لدى تلاوة هذه الآية
اليوم نحن أحياء وغداً ربما نكون في عداد الموتى
فلنبادر إخوتي بالرجوع إلى الله و الإقرار بذنوبنا ~
منقوال
;QghQ~ YA`Qh fQgQyQjX hgjQ~vQhrAdQ C fQgQyQjX YA`Qh C