02-03-2016, 04:02 AM
|
#1
|
|
۞ ... تآلف القلوب ... ۞
الألفة والائتلاف تدل على انضمام الشيء إلى الشيء . والتأليف ضم الشيء بعضه إلى بعض .. وتأليف كتاب أي ضم صفحات متماثلة إلى بعضها البعض ..
وعند الأصفهاني أن الإلف : اجتماع مع التئام ومحبة . والجرجاني في التعريفات يقول : الألفة اتفاق الآراء في المعاونة ..
والتهانوي في "اصطلاحات الفنون" يقول أن للألفة خصائص منها :
•• أمنية اللقاء .
•• الإخبار والاستخبار عن أحوال مألوفه .
•• كتمان الحب إذ يُخفي الأليف حقيقة حاله .
وفي ذلك يقول ابن عبد الأعلى الشيباني :
فيا عجبا ممن يمد يَمينه ...
إلى إلفه عند الفراق فيُسرع
ضعفت عن التوديع لما رأيته ...
فصافحته بالقلب والعين تدمع
وفي الحديث : « الأرواح جنود مجندة .. فما تعارف منها ائتلف .. وما تناكر منها اختلف » البخارى مسلم
-- جنود مجندة أي : جموع مجتمعة
-- تعارف أي : توافقت صفاتها وتناسبت في أخلاقها.
-- ائتلف أي : ضم بعضهم إلى بعض
-- تناكر أي : تنافرت في طبائعها.
-- اختلف أي : تباعد.
.. وفي ذلك يقول الإمام مالك .. رضي الله عنه : الناس أشكال كأجناس الطير . الحمام مع الحمام . والغراب مع الغراب . والبط مع البط . وكل إنسان مع شكله .
انظر روضة العقلاء لابن حبان.
وفي الحديث « المؤمن مؤلّف .. ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف » أخرجه أحمد في المسند واللفظ له..
وفي الحديث أيضا « إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا . الموطّئون أكنافا . الذين يألفون ويؤلفون »
الموطئون أكنافا : هم الذين يلين جانبهم لإخوانهم .
{ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ } [التوبة/60] .. هم قوم من سادات العرب .. كان الرسول صلى الله عليه وسلم . يستميل قلوبهم ببعض الصدقات ليكفوا أذاهم عن المسلمين ..
التآلف هنا بمثابة اتحاد التوجه بهدف عدم الاعتداء .. وفي الحديث عند البخاري ومسلم :
«إني أعطي قريشا أتألفهم لأنهم حديثو عهد بجاهلية»
.. ورأى عبد الله . أباه عمرو بن العاص . في جزع شديد حين وفاته .. فقال له : ما هذا الجزع .. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم . يُدنيك ويستعملك ؟ .
قال عمرو : أي بُنيّ ! قد كان . وسأخبرك عن ذلك . إني والله ما أدري .. أحبا ذلك أم تألفا يتألفني .. انظر مسند أحمد
والشعراوي يقول : الإحسان يؤلف قلب الإنسان السّوي . ويؤلف أيضا جوارح الإنسان غير السوي . فلا يعتدى على من أحسن إليه باللسان أو باليد .. .
۞ >>> jNgt hgrg,f
|
|
|