نصحو بعد منتصف الليل على صوت ( صكعة ) المطحنة
ماذا تفعل امي في هذا الوقت ومن هذا الذي سيأكل والناس نيام
انتهت من ( الطحين ) لتقوم بإشعال ( الميفا ) وبعد ان انتهت
أخرجت تلك الأقراص الرمادية وقامت بفتها مع حليب الابل وقليل
من السكر ( وجبة اندثرت في
رمضان اليوم )
( مفالت دخن ولبن ) او كما كنا نسميه ( حالي ولبن ) .
استيقضنا جميعا لنثرث من هذه الحيسية الحالية .
لنسمع أصوات ( الديكة ) وقت أعلنت طلوع الفجر ليذهب
كل فرد منا الى عمله المكلف به .
يذهب ابي الى حقله
ونحن الى المرعى .
كان الصوم للكبار فقط اما نحن الصغار فلا نستطيع لمشقته علينا
يعود والدي بعد صلاة الظهر ويتمدد في ( سقيفة ) قريبة من العشة
وتأتي امي لتغطيه ( بحوك ابيض ) ثم ترشه بالماء لينام بعد جهد شاق
ونبتعد نحن عن تلك ( السقيفة ) حتى لا نزعجه .
وما أن يحين وقت العصر حتى نعود الى المرعى مرة أخرى
ويخرج والدي الى ذلك ( العقم ) ليلتقي برفاقه ويتبادلون اطراف الحديث
وهنا تسمع توقعات الطقس ومواسم الامطار ومنازل السنة والغبرة ما بين ( المصوية والزبرة )
ومن البعيد تشعر وكأن القرية تحترق ( لا تخف يا صديقي )
انها ( ادخنة الموافية ) فهناك اعدادت لوجبة الإفطار .
نعود من المرعى قبيل الغروب وهنا يمتلئ المكان بأصوات عديدة
ما بين ( صياح صغار الماعز لملقاة امهاتها )
ونباح الكلاب عائدة خلف الغنم من المرعى ومن بين تلك الاصوات تسمع الأمهات ينادين أطفالهن ومع غروب الشمس
تسكت كل تلك الأصوات ليرتفع صوت العم ( حمد ) بالاذان لنتسابق الى تلك المجولة التي نشتم رائحتها من خارج العشة .
أقراص الخمير واقراص الدقيق والسمك ( المدول ) مع قليل من الدجر او القوار
وبالقرب منها ( شقف ملوخية او باميا ) يا لها من وجبة تستحق كل ذلك الانتظار
وحين اظلم الليل تحلقنا حول الفانوس لنسمع بعض التعليمات والاوامر من ابينا وامنا .
وانقضى يوم من أيام
رمضان الماضي
vlqhk td hglhqd >> hglhqd vlqhk