عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 12:58 PM   #12
معلومات العضو
[url=http://www.baniathlah.net/][img]http://www.baniathlah.net/uploads/141838281881.png[/img][/url]
 
الصورة الرمزية لمسة دفئ
 






لمسة دفئ غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 32
لمسة دفئ is on a distinguished road

افتراضي رد: أسماء الله الحسنى

المثال الأول :

قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قول الله – عز وجل - : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ)(البقرة: من الآية29).فقلتم إن معنى الاستواء هنا(القصد و الإرادة)،وقلتم:إن معنى الاستواء في قوله تعالىنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(الأعراف:من الآية54).(العلو و الارتفاع) ، و ما هذا إلا تأويل منكم لأحد النصين لا يمكن أن تخرجوا عنه و معلوم أن استوى على كذا معناها القصد ، إذن أخرجتم كلمة استوى عن ظاهرها.

و جوابنا على ذلك أن نقول : ( استوى ) كلمة يتحدد معناها بحسب متعلقها فمثلاً : ( استوى على العرش ) معناها العلو على وجه يليق بجلاله، و لا يشبه استواء المخلوق على المخلوق .

( استوى إلى السماء ) اختلف الحرف فكان ( إلى ) ، و ( إلى للغاية ، و ليست للعلو ، و معلوم أنها إذا كانت للغاية فإن الفعل متضمن معنى يدل على الغاية هو القدرة و الإرادة ، و إلى هذا النحو ذهب بعض أهل السنة فقالوا : ( استوى إلى السماء ) أي قصد إلى السماء ، و القصد إذا كان تاماً يعبر عنه بالاستواء ، لأن الأصل في اللغة العربية أن مادة الاستواء تدل على الكمال كما في قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى)(القصص: من الآية14) .

و جواب آخر أن نقول : ( استوى إلى السماء ) بمعنى ارتفع . قال البغوي : و هو مروي عن ابن عباس و أكثر المفسرين ، و لكن هذا يجب أن لا نظن أن الله – سبحانه و تعالى – قد انتفى عنه العلو حين خلق الأرض ، بل إنه – سبحانه و تعالى – لم يزل ، و لا يزال عالياً ، لأن العلو صفة ذاتية و لكن الاستواء هنا و إن كان بمعنى الارتفاع ، إلا أننا لا نعلم كيفيته و هذا جواب آخر عن الآية .

و الخلاصة الآن أننا إذا فسرنا ( استوى إلى السماء ) بمعنى قصد إليها على وجه الكمال فإننا لم نخرج عن ظاهر اللفظ ، و ذلك لاختلاف حرف الجر الذي تعلق باستوى في قولهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(لأعراف: من الآية54). وفي قولهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ )(البقرة: من الآية29) . و إذا قلنا بالقول الثاني الذي هو مروي عن ابن عباس و أكثر المفسرين بأنه ارتفع ، فإنه لا يجوز لنا أن نتوهم بأن الله تعالى لم يكن عالياً من قبل .

أما المثال الثاني : قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة فسرتم قوله تعالى : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)(القمر: من الآية14) . أي بمرأى منا و هذا خلاف ظاهر اللفظ .

نقول لهم : ماذا تفهمون من هذا اللفظ ؟ هل أحد يمكن أن يفهم أن الباء للظرفية ، و أن سفينة نوح تجري في عين الله ؟! أبداً لا أحد يفهم هذا إطلاقاً ، و إتيان الباء للظرفية في بعض المواضع وارد لكن في هذه الآية لا يمكن أبداً أن يكون كذلك .

إذن فهذا الظاهر الذي زعمتم أنه ظاهر الآية لا نسلم أبداً أنه ظاهرها ، لكن الذين فسروا : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)(القمر: من الآية14) .
بمرأى منا هؤلاء فسروا اللفظ بلازمه ، و ذلك صحيح ، و ليس خروجاً باللفظ عن ظاهره ، لأن دلالة اللفظ على معناه : إما دلالة مطابقة ، أو دلالة تضمن ، أو دلالة التزام ، و كل من الدلالات لا يخرج اللفظ عن ظاهره . هذه الدلالات الثلاث أوضحها بالمثال :

(البيت) يعني الدار تدل على جملة الدار و كتلتها جميعاً بالمطابقة ، أي تدل على بناء مكون من حجر ، و غرف ، و ساحات و غيرها بالمطابقة .و تدل على كل حجرة أو كل غرفة ، أو كل ساحة بالتضمن . و تدل على أن هذا البيت لا بد له من بان بناه بالالتزام .

فنحن نقول : تجري بأعيننا إذا كان الله تعالى يراها بعينه و يرعاها فإنها تجري بمرأى منه ، و هذا معنى صحيح ، و يمكن أن نجيب بجواب آخر بأن معناها: تجري مرئية بأعيننا ، و المهم أن نثبت من هذه الآية أن لله – سبحانه و تعالى – عيناً لا تشبه أعين المخلوقين ، و لا يمكن أن نتصور لها كيفية ، و بذلك لم نخرج عن ظاهر اللفظ .

و قد فسر ابن عباس – رضي الله عنهما – قوله تعالى : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)(طـه: من الآية39) . إنها العين الحقيقية و المعنى أن موسى ، صلى الله عليه و سلم ، يرب على عين الله أي : على رؤية بعين الله – سبحانه و تعالى - .

 

__________________


آبيـــڪ تۋعډني ۋلۋ مــــآلـــقيتڪ

آنڪ معي تبقى على مر هآلزمآن

ۋتڪۋن لي شمعه بحيآتي ۋليــــتڪ

ڪل مآقلت محتآجه تعطيني آلحنآن

ۋآن جيتني محتآج بلهفة ضميتــڪ



لمسة دفئ

  رد مع اقتباس