02-18-2011, 12:58 PM
|
#12
|
|
رد: أسماء الله الحسنى
المثال الأول :
قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قول الله – عز وجل - : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ)(البقرة: من الآية29).فقلتم إن معنى الاستواء هنا(القصد و الإرادة)،وقلتم:إن معنى الاستواء في قوله تعالىثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(الأعراف:من الآية54).(العلو و الارتفاع) ، و ما هذا إلا تأويل منكم لأحد النصين لا يمكن أن تخرجوا عنه و معلوم أن استوى على كذا معناها القصد ، إذن أخرجتم كلمة استوى عن ظاهرها.
و جوابنا على ذلك أن نقول : ( استوى ) كلمة يتحدد معناها بحسب متعلقها فمثلاً : ( استوى على العرش ) معناها العلو على وجه يليق بجلاله، و لا يشبه استواء المخلوق على المخلوق .
( استوى إلى السماء ) اختلف الحرف فكان ( إلى ) ، و ( إلى للغاية ، و ليست للعلو ، و معلوم أنها إذا كانت للغاية فإن الفعل متضمن معنى يدل على الغاية هو القدرة و الإرادة ، و إلى هذا النحو ذهب بعض أهل السنة فقالوا : ( استوى إلى السماء ) أي قصد إلى السماء ، و القصد إذا كان تاماً يعبر عنه بالاستواء ، لأن الأصل في اللغة العربية أن مادة الاستواء تدل على الكمال كما في قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى)(القصص: من الآية14) .
و جواب آخر أن نقول : ( استوى إلى السماء ) بمعنى ارتفع . قال البغوي : و هو مروي عن ابن عباس و أكثر المفسرين ، و لكن هذا يجب أن لا نظن أن الله – سبحانه و تعالى – قد انتفى عنه العلو حين خلق الأرض ، بل إنه – سبحانه و تعالى – لم يزل ، و لا يزال عالياً ، لأن العلو صفة ذاتية و لكن الاستواء هنا و إن كان بمعنى الارتفاع ، إلا أننا لا نعلم كيفيته و هذا جواب آخر عن الآية .
و الخلاصة الآن أننا إذا فسرنا ( استوى إلى السماء ) بمعنى قصد إليها على وجه الكمال فإننا لم نخرج عن ظاهر اللفظ ، و ذلك لاختلاف حرف الجر الذي تعلق باستوى في قوله اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(لأعراف: من الآية54). وفي قولهاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ )(البقرة: من الآية29) . و إذا قلنا بالقول الثاني الذي هو مروي عن ابن عباس و أكثر المفسرين بأنه ارتفع ، فإنه لا يجوز لنا أن نتوهم بأن الله تعالى لم يكن عالياً من قبل .
أما المثال الثاني : قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة فسرتم قوله تعالى : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)(القمر: من الآية14) . أي بمرأى منا و هذا خلاف ظاهر اللفظ .
نقول لهم : ماذا تفهمون من هذا اللفظ ؟ هل أحد يمكن أن يفهم أن الباء للظرفية ، و أن سفينة نوح تجري في عين الله ؟! أبداً لا أحد يفهم هذا إطلاقاً ، و إتيان الباء للظرفية في بعض المواضع وارد لكن في هذه الآية لا يمكن أبداً أن يكون كذلك .
إذن فهذا الظاهر الذي زعمتم أنه ظاهر الآية لا نسلم أبداً أنه ظاهرها ، لكن الذين فسروا : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)(القمر: من الآية14) .
بمرأى منا هؤلاء فسروا اللفظ بلازمه ، و ذلك صحيح ، و ليس خروجاً باللفظ عن ظاهره ، لأن دلالة اللفظ على معناه : إما دلالة مطابقة ، أو دلالة تضمن ، أو دلالة التزام ، و كل من الدلالات لا يخرج اللفظ عن ظاهره . هذه الدلالات الثلاث أوضحها بالمثال :
(البيت) يعني الدار تدل على جملة الدار و كتلتها جميعاً بالمطابقة ، أي تدل على بناء مكون من حجر ، و غرف ، و ساحات و غيرها بالمطابقة .و تدل على كل حجرة أو كل غرفة ، أو كل ساحة بالتضمن . و تدل على أن هذا البيت لا بد له من بان بناه بالالتزام .
فنحن نقول : تجري بأعيننا إذا كان الله تعالى يراها بعينه و يرعاها فإنها تجري بمرأى منه ، و هذا معنى صحيح ، و يمكن أن نجيب بجواب آخر بأن معناها: تجري مرئية بأعيننا ، و المهم أن نثبت من هذه الآية أن لله – سبحانه و تعالى – عيناً لا تشبه أعين المخلوقين ، و لا يمكن أن نتصور لها كيفية ، و بذلك لم نخرج عن ظاهر اللفظ .
و قد فسر ابن عباس – رضي الله عنهما – قوله تعالى : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)(طـه: من الآية39) . إنها العين الحقيقية و المعنى أن موسى ، صلى الله عليه و سلم ، يرب على عين الله أي : على رؤية بعين الله – سبحانه و تعالى - .
__________________
آبيـــڪ تۋعډني ۋلۋ مــــآلـــقيتڪ
آنڪ معي تبقى على مر هآلزمآن
ۋتڪۋن لي شمعه بحيآتي ۋليــــتڪ
ڪل مآقلت محتآجه تعطيني آلحنآن
ۋآن جيتني محتآج بلهفة ضميتــڪ
لمسة دفئ
|
|
|