السماعات تكاد لا تفارق أذنيك ما بين ماجد المهندس وخالد عبدا لرحمن .
تلاحقين فراشة بأجنحتها البرتقالية وخطوطها السوداء محركة ذراعيك في فناء منزلك ذهاباً وإياباً ،
مغمضة العينين ، تحاولين الطيران ،
ووالدتك تنظر إليك باستغراب وغضب من النافذة وهي تقول في نفسها : يالله سترك البنت انهبلت .
ثم تسندين ظهرك إلى جذع (حماطة ) وتنظرين الى السحاب ،
فيتشكل أمامك سحابة على صورة قلب ، أو هكذا تظنين ،
فالسحب هذه الأيام لم تعد تتشكل على هيئة الارانب والقلوب وهذا الشيء لم أجد له تفسيراً منطقياً إلا تفسيراً واحداً وهو أنني اصبحت أنا منطقياً أكثر من اللازم ، مما جعلها – أي السحب - تتوقف عن الرسم في مخيلة الواقعيين .
تسهرين حتى الفجر تنتظرين يوماً جديداً وغداً مشرقاً كغد ( الهادي أحمد ) وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا ، وغداً للحاضر الزاهر نحيا – كما قالت ام كلثوم – ليس إلا .
تنصتين لزقزقة العصافير وهديل الحمام والذي كما يقال هو نداء من الذكور للإناث بقصد إغوائهن .
ثم تستلمين للنوم محتضنة وسادتك الحمراء يغطيك لحاف العشق والشوق .
وسيكون زحل حاضراً في حلمك كما في يقظتك .
عندما يأتي المساء ونجوم الليل تنثر ، اسألوا الليل عن نجمي - كما قال عبدالوهاب - متى نجمي يظهر
سأظهر أنا (زحل ) من بين النجوم لأقول :
- ملاك كيفك ؟ .
- تمام ، كيفك انت ؟
- أنا مش ولا بد حالتي هاليومين متضايق ولاني قادر آكل ولا اشرب .
- ليه يا زحل ، خوفتني ، ايش صاير ؟
- يعني منتي عارفه ، انتي السبب طبعاً .
- أنا ، ليه ؟
- بصراحة يا ملاك حاس انك مو واثفة فيني أبد .
- بالعكس أنت الوحيد في هالعالم اللي أنا واثقة فيه ، ليه تقول مثل هالكلام صدر مني شيء ؟
- اسمعي يا ملاك ، لازم نتقابل ، لازم اشوفك وأكلمك .
- أنت مجنون ، مستحيل اسويها ولا عمري سويتها ولا خطرت لي على بال ، ولا أقدر اصلاً .
- كل شيء عندك (لا) .. ؟!! .. معاك حق تخافين ، ولكن مقابلتنا ستكون في مكان عام ، مول تجاري مثلاً .
- فاجأتني يا زحل ، اعطني فرصة أفكر .
ستكون الفكرة غير مستساغة لك في بادئ الأمر ثم مع الوقت والاصرار توافقين على ذلك بشروط منها أن تكون المقابلة في مكان عام ولمدة دقيقة واحدة فقط .
هذه الدقيقة ستغير مسار حياتك كما سنرى في الحلقة المقبلة .