الموضوع: رجل منهك ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2018, 03:22 AM   #18
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418420084932.png
 
الصورة الرمزية زحل
 






زحل غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 1043613
زحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond repute

افتراضي

اليوم التالي .
..
جالس في الددسن انتظر المدام تنزل ، وهي من النوع القديم التي تحتاج ساعة كاملة لكي تتحرك " أعني الددسن طبعاً وليس المدام " في هذه الأثناء تدور في رأسي أفكار كثيرة ، منها - على سبيل المثال - أن استبدلها بأخرى جديدة ، وفي كل مرة تستمر هذه الفكرة للحظات ثم تتلاشى ثم أسأل نفسي : كيف تهون عليك العشرة بعد أن خدمت معك كل تلك السنين ؟ واشعر بالندم على تلك الأفكار المزعجة .
أخيراً ، نزلت المدام وبين يديها ذلك المخلوق الذي هو أقرب لساندوتش ملفوف بورق أكثر من كونها فتاة ستنمو وتكبر – على حسابي طبعاً – ثم يأتي ذلك الأهبل الذي يطلب يدها مني، ثم تلد له ساندوتشاً ملفوفاً آخراً ومعه ورقة تطعيم ، وينتظر الأهبل في السيارة ساعة كاملة لكي يذهبون إلى المستشفى .
ركبت حرمنا -المصون- السيارة وبادرت قائلة :
- بسرعة ، تأخرنا .
كنت على وشك أن أوضح لها أنني لست السبب في هذا التأخير ، إنما السبب من اللي ما تتسماش " الددسن " ولكنها قاطعتني متنهدة .
- متى لعيني وتغير ذا الخردة ؟
.
- لكن ...
.
- أقول انتبه من المطبات خل ( لكن ).
.
- طيب .. لكن ..
.
- لكن أيش ، ما تشوفها تمشي على جنب ؟
.
- ههههه ، ليش كنها " حية" عشان تمشي على جنب ؟
انتظرت للحظة لكي تبدأ بالضحك على هذه النكتة ، ولكنها لم تفعل ، وبررت ذلك لنفسي بأن أغلب النساء لا تضحكهن النكت وهن يحملن رضيعاً ويمتطون ددسناً موديل 99 .
- وين أنت رايح ؟
- المستشفى الحكومي .
- أنت من جدك ؟ الحكومي ما عندهم التطعيمة المطورة ، وأنت أوعدتني نطعمها مطورة .
- يا بنت الحلال ، وش الفرق ؟ كلها تفي بالغرض ، وإذا عشان الحرارة نأخذ فيفادول بـ 10 ريال ، بدل ما ندفع 750 ريال .
- إنا أدفعها حتى لو ابيع الطقم اللي جبته لي في زواجنا .
ثم أردفت قائلة وهي تنقل نظرها بيني وبين الطفلة بنظرة المستعطف :
- أو استلفها من أختي . .
قالتها بصوت خافت ، ثم صمتت .
بيني وبينكم سرت قشعريرة في جسمي وأنا أنظر لتلك الطفلة وأتخيلها تتألم آخر الليل من أجل تلك الابرة التي لا تعرف عنها شيئاً سوى الألم والحرارة ، وتلك الأم التي ستسهر إلى الصباح وشعور الأم العظيم تجاه صغيرها الذي كانت تشعر بنبضه في جوفها منذ اللحظات الأولى ، هذا الشعور الذي لن يشعر به أي رجل .
مددت يدي لرأس ( رند) ، كان شعرها ناعم كالحرير كبقية الرضع وينبثق منه رائحة البراءة ، تلك الرائحة التي هي أحد أسلحتها المحدودة لكسب حب ورحمة كل من لديه حاسة شم .
ثم استدرت إلى الشارع المقابل متجهاً للمستشفى الخاص ، محدثاً نفسي :
- والله لو ابيع الددسن .. المطورة يعني المطورة
كانت السعادة واضحة في عيني المدام ونحن نسير بالددسن ، وعلى جنب .
..
دخلنا المستشفى واتجهنا مباشرة إلى الاستقبال .
كان هناك سرد من الفتيات وأمام كل فتاة شاشة كمبيوتر وجهاز صرف النقود ، تراهم من بعيد وكأنهن غربان على سلك كهرباء ، ولكن عندما تقترب منهن أكثر تكتشف أنهن لسن إلا حمام بلدي ، يتضح لك هذا من كمية نقوش الحناء التي تخضبن بها ، وكأنها من النقوش الإسلامية في العصر الاندلسي وقد تلونت بألوان متداخلة بين البني والعودي والأحمر الداكن وتلك الأظافر التي تشبه زهرة الاقحوان المزروعة في فازا من الكوارتز ، كل هذه الألوان تصيبك بالعمى المؤقت الذي يجعلك تخرج المحفظة وبطاقة الصراف بكل طواعية ، وتتلقفها تلك الأيدي وهي تمتد اليك كألافاعي الجميلة التي تعيش في الغابات الاستوائية ، التي- بالطبع - لا تمشي على جنب .
- مساء الخير أخوي ، كيف أقدر أخدمك .
- هاااا ه . . فيه عندكم تطعيم أطفال ، مطور
رمتني بابتسامة عريضة ، وبالمناسبة ، اللي يقول كيف عرفت أنها عريضة ؟
باين في عينيها أنها أعرض مما تتخيل .
- دقيقة ، بعد اذنك .
يبدو أنها تريد أن تكوش على كل الزبائن ، الواقفين مثل حالاتي . وأولئك الذين على الهاتف مثل حالاته
- الوووووووه . مين معاااااااي
يتبع .

 

  رد مع اقتباس