كثيرا ما نسمع من النساء (أنت لم تعد تحبني كالسابق)
فقد فجّر الدكتور خليفة المحرزي مفاجأة كبيرة في هذا الموضوع لكثير من الأزواج أوقعته تحت نيران القصف خصوصا ممن يؤمنون بوجود الحب بعد الزواح
فقد ذكر أن هناك دراسة قديمة في مجال الطب في كلفورنيا في عام 1911م أثبتت أن هناك غدد تسمى بــ (الدوبامين) هي مسئولة عن المشاعر العاطفية، وأن هذه الغدد تعمل بشكل قوي في مشاعر وعواطف الإنسان قبل الزواج، فيظهر لدينا شعورا يسمى بــ (الحب) .
وأن هذه الغدد تتوقف عن العمل تدريجيًا بعد الزواج ثم تبدأ هناك غدد أخرى بالعمل تسمى (الاستكوسين) ولكن هذه الغدد لها وظيفة أخرى لا تقتصر على إثارة المشاعر والعواطف فقط، بل تقوم بوظيفة أعلى وأسمى تندرج هذه المشاعر والعواطف ضمن وظيفتها الأساسية وهي وظيفة: (العلاقة والاستمرار والدوام والحميمية).
وعندما تقارن هذه النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة بما هو مذكور في قرآننا الكريم المعجز؛ تجد أن هناك توافق بينهما، فقد ذكر الله عز وجل الحب في القرآن الكريم أكثر من 65 مرة، ولم يأت ذكره بين الأزواج ولو مرة واحدة.
فقد وصف الله سبحانه وتعالى علاقة الزوجين ببعضهما البعض بأنها علاقة (مودة ورحمة) وهو وصف دقيق من حكيم خبير، وقال صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود ...) .
ولكني أرى أنه يوجد حب بعد الزواج ولكنه لا يمثل العلاقة الحقيقية بين الطرفين في هذه المرحلة الطويلة، لكنه – أي الحب - بعد الزواج لم يعد الصفة المسيطرة على العلاقة بين الطرفين بل يصبح مجرد مشاعر تندرج ضمن علاقة متكاملة اسمها (المودة)
وهذه المشاعر (الحب) قد تستدعى بين الطرفين في ظروف معينة، ولكن الحرمان والشوق هو الشيء الوحيد الذي يستدعيها تلقائيا.
والدليل على ذلك أنك إذا قلتها يوما ما فاعلم أنك في تلك اللحظة تخضع لمؤثر قوي حرك فيك هذه الغدد فاستحضرت تلك المشاعر التي عشتها فترة من الزمن، والتي وصفت بالحب قبل الزواج وصفا دقيقا، وهنا أنا لا أقصد من يقولها لمجرد أنه يريد إسماع الطرف الآخر فحسب، بل من قالها بغير إرادة منه، أي بمشاعر صادقة.
وبالتالي أرى أن هناك علاقة وثيقة بين الشوق والحرمان وبين الحب.
فمتى وجد الشوق والحرمان وجد الحب، والعكس صحيح بقدر افتقاده.
وغالب من سطروا قصص الحب في عالمنا العربي لم يتزوج أحد منهم، ومن كتب له الزواج لم تجد له قصيدة حب واحدة بعد زواجه.
وهذا ما نفهمه من علاقات الحب بين أطراف لا يجمعها ارتباط زواج بعد. وقس على ذلك
فكل حب نشعر به ونحسه أو نسمع به في قصص العشاق والمحبين يخفي خلفه شوق وحرمان.
وإذا نظرنا إلى علاقة الطرفين قبل الزواج وتحديدًا فترة الخطوبة والملكة نجد أن المشاعر والعواطف بين الطرفين تصل إلى ذروتها في تلك الفترة، وتعد من أجمل الذكريات التي تعيشها النساء في حياتهن، ولكنهن يفتقدن الكثير منها بعد الزواج
والسبب في ذلك أن العلاقة بعد الزواج أصبحت لا تقتصر على إظهار المشاعر والعواطف فقط، بل هناك ترجمة حقيقية لهذه المشاعر تكون بديلة عن التعبير بمجرد الحب، إضافة لوجود علاقة أكبر وأسع من دائرة الحب.
قد يقول قائل: لم ذكرت أنها من أجمل الذكريات للنساء فقط؟
أقول لأن هناك فرق بين المرأة والرجل في تعاطيهم مع هذه المسألة بالذات وهي ما سأسلط الضوء عليها في موضوعي القادم. ودمتم بود
فهل يوجد حب بعد الزواج؟
التوقيع (مقادير)
ig d,[] pf fu] hg.,h[? (1) hg.,h[? fu] pf dk[d