المسرح الكبير
مؤيداً كنت ام معارض لهذا المفهوم فأن رأيك يهمني
المسرح والمسرحية والممثلون والجمهور امور مرتبطة ببعضها ومحددة بوقت ومكان، يتواجد الجمهور او المشاهدين في المسرح ليشاهدوا مسرحية بعنوان محدد وذات موضوع محدد ويقوم ممثلون بأداء ادوار في هذا الموضوع ويتفاعل المشاهد وتستجيب مشاعر وطبيعة احداث هذه المسرحية بناء على اجادة الممثلين لهذه الأدوار ويخرج بعد نهاية المسرحية سعيداً بأنه تواجد في مكان يقف امامة ممثلين يقولون كلام مكتوب مسبقاً ويصورونه على انه واقع ولكنه استمتع وهو يعلم انه تمثيل وكذب في كذب ، المسكين لم يعلم انه لم يُكذب او يُمثل عليه ادوار إلا في هذا المسرح فقط ويجهل انه يعيش في مسرح كبير وحوله ممثلون كثيرون وعناوين ومواضيع اكثر مما يتخيل وفي كل مكان وزمان.
نعم كما ان هناك مسرح صغير مجهز بخشبات وستائر ومقاعد للمشاهدين فهناك مسرح كبير بدون تجهيزات ولكن بجمهور، بمشاهدين ينطلي عليهم زُخْرُف القول وجميع انواع الحيل والخدع إلا من رحم ربي.
المسرح الكبير هو العالم بأسره ، رحمتك يالله.
ولكن هل فكرنا في هذا؟ ، وهل خطر ببالنا إنا قد نكون أحد الممثلين في المسرح الكبير؟.
انا وأنت في بيوتنا وفي الشارع وفي منتدانا هذا وفي العمل وفي المجتمع وفي بلدنا وفي العالم بأسرة في مسرح نمثل وعلينا يمثل بحسن نية لأجل الفضيلة او لأجل غيرها وقد نعلم انه مُثِل علينا وقد لا نعلم ولكننا ضمن المسرح الكبير، ويحدث كل هذا التمثيل ويتم لسبب واحد وهو التغيير سواء كان تغيير فكر او حالة وكلاً له هدف محدد في إحداث التغيير فمنها ما تكون نتائجه محمودة وأخرى مدمره.
ولو لم يكن هذا العالم مسرح كبير يعج بالممثلين والمخادعين والمضللين والغشاشين لأصبح مسجداً كبيرا تسوده السكينه والمحبة والتسامح ولم تحدث خلافات ولا مؤامرات ولا حروب ولا ارهاب ولم تنزل الاديان ولم يرسل الرسل ولم يُبعث خاتم الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه بدين الاسلام ، قال تعالى) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) .
اعتقد والله اعلم ان ذوي الحكمة من عباد الرحمن هم من سيرحمهم الله وسيخرجون بحوله وقوته بدون او بأقل الاضرار بل بالخير الكثير ، قال عز وجل في محكم كتابه ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )، فأصحاب الحكمة متفقهين في الدين وفي شئون العباد ومدركين انهم في هذا المسرح الكبير وستساعدهم حكمتهم بعدم اختيار الادوار الخبيثة كما ستجنبهم الوقوع فريسة للممثلين المضللين و فخ التغيير الهدام .
كفاني الله وكفاكم والمسلمين وبلادهم شر الحاقدين المضللين.
hglsvp hg;fdv