المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب من زمن آخر

ومن قال إن المسرح الكبير ليس بمجهز يا صديقي

الكراسي خمس نجوم في كل منزل .. والجمهور بالملايين من عمر 5 سنوات إلى ما يناهز ال 90 سنة .. الستارة شاشة التلفاز تفتح وتغلق بتحكم من الرائي .. وخشبة المسرح والإضاءة والصوت تضم تشكيلات واسعة وبإمكانك الإختيار من بينها كما شئت وكل ذلك بكبسة زر .
لكل مسرح ممثلون ممثلات في كل شؤون الحياة والدين أيضا ..
بعض العروض إذا انتهى ودك تصفق لهم وهذا نادر .. والبعض الأخر إذا انتهى ودك تصفقهم وهذا الغالب


في المسارح السياسية /

كل شئ يكذب الا مشاهد ذبح المسلمين تظل حقيقة دامغة لا مجال للخداع فيها .. أما حين يبدأ السؤال عن من حمل السكين ليذبح فهنا تنسج حبال لا نهاية لها من الكذب !! حسن نصر الله وبشار الأسد وعبدالملك الحوثي وحيدر العبادي أسماء بل أركان تستند عليها راية الهلال الشيعي ببركات من قداسة بابا المجوس خآمنئي . وتجد مسارحاً سنية غير رسمية تصفهم بالإرهابيين وأخرى سنية رسمية تصفهم بالمسالمين الطيبين الأخيار أو تصمت عنهم في أضعف الأحوال ..

في المريخ أقصد في الخليج أحلام تلقب بالملكة وتلبس تاجاً من الألماس المرصع بالذهب وفي مصر لم يجدوا أماً مثالية سوى فيفي عبده فتوجت باللقب بينما في الشام عفيفة تغتصب وفي غزة ثكلى تنتحب وفي العراق ماجدات يجلدن بسياط من لهب !!

ومن مسرح الجزيرة إلى مسرح العربية ... أرض بعيد النصارى تحتفل وأخرى ببندقية النصارى تحتل وعرب ترقص فوق جثث العرب


هجرت كل المسارح السابقة واتجهت إلى مسرح العصفورة الزرقاء ( تويتر ) فهو المسرح الأكثر مصداقية وشعبية .. فكان كالمرآة التي عكست لي حقيقة واقعنا المؤلم ومدى ضعفي كمواطن عربي مسلم غلبان لا حول له ولا قوة إن وجد ما يضيره هز رأسه واكتفى بقول حسبنا الله ونعم الوكيل .. فتمنيت أني ما غردت ولا رتوت وما تابعت ولا توبعت .. وبقيت أتابع القناة السعودية الأولى


وقد أعدتني بموضوعك الرائع هذا إلى أسئلة تعودت دائماً أن أطرحها على نفسي :

لو طلبت من جدي رحمه الله أن يعدد لي سبعاً من أركان الصلاة .. فهل سيستطيع ؟ لا أظن ... فهل كانت صلاته مكتملة الأركان ؟ .. نعم
لو سألته عن تعريف الصيام لغة وشرعاً هل سيجيب ؟ لا .. ويبقى صيامة صحيح ..
لو سألته عن السرورية والجامية والمدخلية والإخوان والأثني عشرية والصوفية ..الخ !! فهو حتماً لن يجيب
لو سألته عن الحديث الصحيح بسنده ومتنه هل سيعلم الإجابة ؟ مستحيل ..
لو سألته عن جزء يسير مما تعلمت وأطلعت عليه وقرأت عنه فستقابل كل أسئلتي بالصمت ..

هو لم يقرأ كتباً تحث على مكارم الأخلاق وحسن الجوار والتسامح والحلم وحسن معاشرة الزوجة ووو ... بالطبع لا .. ولكنه تفوق ومجتمعه في تطبيقها وفشلت أنا ومجتمعي ..

نعم سبقته في ميادين العلم والثقافة .. ولكنه سبقني في ميادين الخير و الفضل

علمت الكثير وعملت اليسير ... أما هو فعلم اليسير وعمل الكثير


تخيلوا ..
لو أن أحدنا أغلق جواله وأعتزل الناس ورمي بالحضارة خلف ظهره وترك المسارح لملايين الحكماء العرب الذين يكتظ بهم زمننا المنيل بستين نيلة ثم ذهب ليسكن في قرية نائية هادئة لمدة سنة واحدة فقط .. ثم عاد وفتح جواله ليطلع على الأحداث الجارية .. فهو حتماً سيجد الحال كما تركه بل واسوأ .. وقد يتمنى أنه ما عاد .




الحكمة ياسيدي إصلاح واقع وليست مجرد علم به وتعلم من تجاربه


.................................................. ..







الكاتب الفريد يزيد
عظيم شكري وامتناني