الأخت الكريمة : أنين الناي
الساسة يستخدمون استراتيجية ( العصا والجزرة ) .
ورجال الدين يستخدمون ( الوعد والوعيد ) .
..
وكلها تستخدم لتطويع الناس ، وأحياناً تركيعهم ، وأحياناً تهديدهم .
....
لا شك أن مبدأ الثواب والعقاب هو أساس العدل وحفظ حقوق الناس وبه تسن القوانين .
ولكن هذا المبدأ له قوانين كذلك .
فمثلاً أطفال الابتدائية يكافئون بالحلوى والالعاب ويعاقبون بمنع الحلوى عنهم .
وهكذا حسب سن التكليف وحسب ظروف معينة .
....
أما الترغيب والترهيب الذي أشرت إليه في موضوعك وهو ما يتعلق بالدين ، فللأسف انه يستخدم بلا قوانين ومن أناس غير مؤهلين تربوياً .
مثلهم مثل الرقاة الشرعيين الذين يدعون علاج الناس وهم غير مؤهلين طبياً ، وربما يعانون من أمراض نفسية أو عضوية وقد ينقلون مرضهم للناس من خلال بصاقهم .
عقل الطفل لا يحتمل أن يتخيل قطع اصبع أنسان ، فما بالك عندما يتخيل عذاب الجحيم وتبديل الجلود وشرب الصديد ، وعذاب القبر ووحشته والشجاع الأقرع و الجلد بسلسلة من سبعين ذراع .
هذا كوم والشيطان والجن كوم .
لك أن تتخيلي كيف سيكون مستقبل هذا الطفل .
لك أن تتخيلي كيف سيكون شعوره لو ترك فرض من الصلوات .
أغلب المرضى النفسيين عندنا يبدأ معه المرض عندما يبلغ وتبدأ غرائزه الجنسية تتطلع للجنس الآخر ، يكره نفسه وجسده لأنها تحمل تلك الشهوة الشيطانية كما علموه ، بل يكره النساء ويحتقرهن لنفس السبب .
ثم تبدأ المعاناة والصراع النفسي الرهيب عندما يلبي رغبات جسده بممارسة العادة السرية فبعد أن يفرغ ما في جوفه يشعر بالذنب العظيم والندم والخوف من العقاب ، ومن هنا يبدأ الصراع بين رغبات الجسد وبين العقاب بالنار .
..
ليس فقط الصغار والمراهقين .
فحتى الكبار يحملون في قلوبهم الخوف من السحر والعين والجن .
فلا أحد يستطيع أن يأكل طعامه أمام المارة مثلاً ، أو حتى أمام اصدقائه أو حتى ابنائه خوفاً من أن يصاب بعين أحد منهم ، وتجده يتمتم متعوذا منهم أ و ربما لا يأكل إلا بعد أن يطعمهم من نفس الأكل اتقاء شرهم .
....
كبرنا وكبر الخوف معنا ، من النار ومن الجن ومن العين ومن السحر ومن عذاب القبر ، لذلك تجدين اغلب الشباب انطوائيين منهكين مهزومين خجولين غير واثقين من انفسهم خنوعين لا مبالين يخافون المواجهة والمسئولية ، لا يستطيع أن يركب كلمتين أمام عدسة التلفزيون ، عكس الشاب المصري أو اللبناني أغلبهم واثقين من انفسهم ويتحدث أمام الملايين وكأنه لوحدة .
تحياتي .