هذه القصة ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه «الجواب الكافي»؛
قال : كان رجل واقفًا بإزاء بابه فمرت امرأة فسألته عن حمام للبخار يقال له حمام منجاب،
وكان بابه يشبه باب الحمام فأشار إلى بيته قال: هذا حمام منجاب مشيرًا إلى بابه،
فدخلت الدار ودخل وراءها، فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه، وقالت له :
يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا، فقال لها : الساعة آتيك بكل ما تُريدين وتشتهين .
وخرج وتركها في الدار ولم يغلق الباب، فأخذ ما يصلح ورجع، فوجدها قد خرجت وذهبت ولم تخنه في شيء،
فهام الرجل وأكثر الذكر لها، وجعل يمشي في الطريق ويقول :
يا رب قائلةٍ يومًا، وقد تعبت كيف الطريق إلى حمام منجاب
فبينما هو يوم يقول ذلك، وإذا بجارية تجيبه من طاق :
هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت حرزًا على الدار أو قفلاً على
فازداد هيمانه وحبه وتعلقه بها، فعندما حضرته الوفاة قيل له : قل لا إله إلا الله. فأجاب :
يا رب قائلةٍ يومًا وقد تعبت كيف الطريق إلى حمام منجاب
حتى فاضت روحه وما نطق الشهادة والعياذ بالله،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»(سنن أبي داود )
ولكنه حيل بينه وبينها والعياذ بالله؛ لأن الإنسان لا يذكر عند موته إلا ما كان محافظًا عليه في حياته فنسأل الله حسن الختام .
من قصص السعداء و الأشقياء للكاتب ناصر بن إبراهيم الرميح
" kihdm .hk " ahk