الموضوع: ثم .. استقم
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2015, 10:48 PM   #12
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418420084932.png
 
الصورة الرمزية زحل
 






زحل غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 1043613
زحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond reputeزحل has a reputation beyond repute

افتراضي

الأخت الكريمة : أنين الناي
الموضوع شائك ومتشعب منذ القدم وتناوله كثيراً من الفلاسفة ورجال الدين .
دعينا أولاً نتوسع في مفهوم ( الاستقامة ) ، فمصطلح الاستقامة يكاد يقتصر معناه حسب تفسير المفهوم الديني له .
ولنستبدل الاستقامة بـ( الأخلاق)
ولنطرح سؤالين في غاية الأهمية .
س 1 : هل يوجد أخلاق بلا دين ، أو دين بلا أخلاق ؟
س 2 : هل الالتزام بالأوامر تكون عبر العقل أم عبر الروح ؟
..........
سوف أحاول أن اجيب على السؤال الأول حسب رؤيتي الخاصة وهي :
نعم ، يوجد أخلاق بلا دين ، ولا يوجد دين بلا أخلاق .
أي أن الدين هو محفز ومساند للأخلاق ليس إلا .
واستندت في إجابتي على أمرين هما :
1. (الضمير والمبادئ الانسانية ) فهذه الميزة يختص بها الانسان سواء كان متديناً أو ملحداَ .
2. خلق الله الكون قاصداً الخير ، والانسان ينظر إلى خلق الكون بهذه الطريقة ، بل أن المعنى من الوجود هو الخير الأبدي ، والله استخلف الانسان في الارض لعمل الخير ، وهنا يتبادر سؤال آخر .
هل الله قبل أن يبعث رسله وقبل نشوء الأديان سيدع الظالمين دون عقاب أو المحسنين دون ثواب ، طبعاً لا .
وهذا يدل على أن الانسان له ضمير ومبادئ ، كيف لا وهو المكرم عن الخلق أجمعين ونفخ فيهم من روحه جل شأنه .
وبذلك أرى أن الديانات أتت كمحفز لضمير الانسان ومبادئه الانسانية القيمة الموجودة في داخله أصلاً .
لذلك لا أعتقد أن الله يريد من عباده تنفيذ الصلاة والصيام والزكاة من حيث كونها أحكام تنفذ وخلاص ، إنما محفزاً لأخلاقك فبالصلاة ستتواصل مع جيرانك وبالصيام ستشعر بنفس شعور الجائع والزكاة للتعاون والحج يتساوى الأمير والعامل وهكذا .
..............
الاجابة على السؤال الثاني :
أعتقد أن الالتزام بالأوامر ومنها الأوامر الربانية هي عملية عقلية وليست روحانية ، فالعقل هو من يحسب مدى المصلحة والضرر من تنفيذ الأوامر والنتائج المترتبة على ذلك لا سيما أن كانت المصلحة ( الجنة ) والضرر ( النار).
فالأمومة علاقة روحانية متبادلة بين الأم ومولودها لا دخل للدين بها ، ولكن الدين وضع مكافأة عظيمة تحت أقدام الامهات ، فالبر بالوالدين له مصدران ، الأول ( ذاتي ) نابع من الضمير وهو مصدر روحاني ، ومصدر خارجي بأمر رباني وفيه يتم الحساب بالعقاب والثواب وهذا مصدر عقلاني .
من ناحيتي أنا أريد أن يطيعني أبني ويحبني من خلال مصدر ذاتي نابع من داخلة ، وليس من مصدر خارجي ومصلحة شخصية وكأنني جسر عبور إلى الجنة ، وإن اجتمعت الاثنتان فهذه نعمة من الله وكرم منه .
وأنا متأكد أن لا أحداً منكم يرغب أن تكون زوجته حريصة على أن لا ينام زوجها وهو غاضباً عليها ليس حباً فيه وتقديراً لشعوره بل من مصدر خارجي وهو خوفاً من أن تلعنها الملائكة حتى تصبح .
........
نرجع لصلب الموضوع .
الأخلاق والقيم ليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بالدين ، فهناك ملحدون منحوا حياتهم لمساعدة ومعالجة الفقراء في افريقيا ، وهناك ملحدون يتألمون لموت قطة ، في المقابل هناك من المؤمنين من قتل وسفك الدماء وهو يقول الله أكبر . . ولكن في مجتمعاتنا للأسف فإن الاستقامة بمعناها الاخلاقي تكاد تقتصر على فئة معينة بمظهر معين ( المطوع ) .
إن أخطأ له أجر وإن أصاب له أجران ، وإن أخطأ سواهم فله سيئة .
وإن مات يوم جمعة أو في العشر الأواخر فمشيئة الله اختارت ذلك اليوم للدلالة على حسن خاتمته .
وإن مات مطرب أو فنان يوم 27 من رمضان فليس ألا من قبيل الصدف .
... أما عن سؤالك . لماذا يدينون غيرهم بقوة ؟
فلقد سمعت من أحدهم يتحدث عن ذلك وفسره بقوله ، كان جاري الملتزم يكرهني ولا يلقي علي السلام ، والسبب أنني لم أكن اصلي معه في المسجد لصلاة الفجر بالعلم أن تعاملي معه كان في قمة الأدب والاحترام ، فسألت نفسي : لماذا يكرهني ؟ . يقول توصلت بعد تفكير طويل إلى سبب كرهه الشديد لي .
وهو أن جاري في كل صباح يستيقظ في ذلك الطقس القارس البرودة ثم يذهب إلى المسجد الذي يبعد عن البيت ، وأنا في تلك اللحظة أنعم بالدفء تحت البطانية .. فهو يشعر بأنه يسدد فاتورة مقدمة الدفع ، بينما أنا لا أسدد ولا أدفع .
تحياتي .

 

  رد مع اقتباس