10-07-2015, 01:24 AM
|
#1
|
|
|
فيم تفكرون ؟
تصادف أثناء دخولي المنزل أن سمعت والدتي (أطال الله عمرها ) وزوجتي (أقر الله عينها بي ) وقد دخلتا في نقاش سياسي عميق عن الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط والحروب والتحالفات الدولية واحتد النقاش بينهما لدرجة أنهما لم تشعرا بي في البداية ثم شيئاً فشيئاً حتى أدركتا بأن هناك بني آدم يجلس معهما ويريد أن يشاركهما هذا الحوار الساخن .
لا أخفيكم أن الذي جرني للجلوس معهما ليس لمشاركتهما (الكلام ) بقدر الرغبة في مشاركتهما ( المضغ )
فكمية أطباق الكيك والمعجنات والمكسرات الموضوعة على الطاولة تجعل من شخص مثلي رسب في مادة الرياضيات في جميع مراحل حياته الدراسية يستطيع أن يحل معادلة رياضية من الدرجة الرابعة بمجهولين بكل سهولة بينما هو يفرقع حبة من الفستق بين اسنانه .
زوجتي المصون لا تحب الحروب ، عدا تلك ألتي أكون أنا طرفاً فيها وهي في الطرف الآخر .
والدتي الحنون تؤيد الحرب لا سيما الضربات الاستباقية مستشهدة بالعدوان الثلاثي على مصر ، ولا أعلم كيف حصلت والدتي على هذا الكم المعرفي في السياسة ، فهي عادة من متابعات قناة بداية وبرنامج ( التفاح الأخضر ) .
أنا في مثل هذه الحالة لم استطع أن أقف برأيي مع إحداهن دون الأخرى .
فبالنظر لكمية الحنان الذي توفره والدتي لي يجب علي أن أؤيد الحرب أياً كانت .
وبالنظر لكمية الطعام الذي توفره لي زوجتي يجب علي أن أعارض .
لذلك كان موقفي شبيه بموقف ( باكستان ) من عاصفة الحزم متذبذباً بين الموقفين .
ليس بالضرورة القصوى أن يكون ( الشيعة ) خلف كل تلك المشاكل التي تحدث لنا - مخاطباً والدتي - ومحاولاً اقناعها أن سبب إجهاض ( منى) بنت جارنا ( أبو سعد ) هو بسبب حملها خمسة وسبعون من الطوب وعشرة أكياس اسمنت إلى ملحق الدور الثاني وهي في الشهر الثالث ، إلا أن محاولاتي جميعها باءت بالفشل فهي مصرة أن الشيعة خلف كل المشاكل .
في المقابل حاولت أن أقنع زوجتي أنه ليس بالضرورة أن الشيعة ليسوا خلف بعض المشاكل وخاصة تلك المشاكل التي تخص ( الدعس على ظلالنا دون علمنا) لذلك لا بد من الدعس على انوفهم بل وتمريغها في التراب بعد أن نفقأ أعينهم وننزعها من رؤوسهم ونلعب بها ( برجون ) ثم قتلهم وسحلهم في الشوارع قبل أن نحرقهم ونذروا رماد جثثهم في مجاري الصرف الصحي .
من خلال نظراتها لي– أي زوجتي - عرفت أنها تقول في نفسها : أي أجرام أبقاه هذا المعتوه للدواعش ؟
أما والدتي فقد أبدت قبولاً بالفكرة من حيث المبدأ ولكنها لم تستسغ حكاية ( البرجون ) تلك .
أما أنتم فحتى هذه اللحظة لا أعلم فيم تفكرون .
tdl jt;v,k ? t]N
|
|
|
|