من سبقني كفّوا ووفّوا وسأكتفي بحكاية صغيرة تبعث على الأسى كما بعث حزن السياب بدر شاكر المطر
وقد ذكرها والدي الله يحفظه ذات ليلة كان محور الحديث فيها أمطار جدة عام 1430 هـ وما أعقبها من مآسي .

في عام 1405 هـ وفي حوار صحفي مع أمين جدة حينها المهندس محمد الفارسي قال لمحاوره الذي سأله
عن مشروع تصريف مياه الأمطار وإلى أي مدى وصلت الدراسات التي تسبق إعتماده وكان جوابه ينبيء عن
أن الإهمال متجذر في أمانة جدة منذ عهد قديم وليس وليد السنوات الأخيرة . قال :
لماذا ننفق نصف مليار ريال على تصريف سيول تهطل على مدى ساعة كل عام . هناك مشاريع أولى بها ..؟!!
ماذا تنتظرون بعد ذلك القول ..؟ حتى بعد إعتماد مشروع التصريف بمئات المليارات من الريالات لم يتعدل
الحال مما يؤكد أن الأمانة وأعني أمانة البشر غائبة أما أمانة محافظة جدة فهي غائبة إلا عن الكورنيش
الذي إهتم به القائمون على الأمانة ليظهر لمرتاديه في أبهى صورة في حين ينال إهمالهم مرافق هي أهم
لخدمة المواطن ومنها على سبيل المثال سفلتة الشوارع التي وبمجرد أن تتكون المياه تتحول إلى حفر
تتسع لإبتلاع سيارة .
أحدثكم رفيقة الإبداع سهر من قلب الحدث ولو أردت الإسترسال في الحديث عن آلامنا في جدة لسطرت
ملاحم . شكرا لك على طرح هذا الحوار الذي أتاح لي فرصة الفضفضة بصوت مرتفع .

تحياتي وفائق تقديري .