الموضوع: اللهم لك الحمد
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2014, 06:24 PM   #1
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418383841111.png






المتميزة غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 103467
المتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond repute

افتراضي اللهم لك الحمد

📘الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إن مما يُسلي المبتلى ويخفف عنه وطأ مصيبته أن يتعرف على فضل الله تعالى فيها عليه، فيحمد الله تعالى أن المصيبة لم تكن أكبر مما هي عليه،
فهذا عروة بن الزبير يصاب في ليلة واحدة بفاجعتين لو أصابت واحدةٌ منها أحدَنا لارتفع صوته بالصياح والعويل والتشكي، ففي ليلة واحدة يسقط أحد أولاده من السطح فيموت،
وقيل أنه دخل إسطبلا فركضته فرس فمات،
وأيضا يشاء الله تعالى أن تُصاب رجله بالأكلة فقطعوها من عند الركبة وهو صامت لم يئن ولم يأخذ ما يذهب عقله كي لا يحس بالألم، فماذا قال؟
قال رحمه الله: اللهم لك الحمد، كان لي سبعة من الأولاد فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكانت لي أطراف أربعة فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثة، فإن كنتَ أخذتَ فقد أعطيتَ، ولئنن كنت ابتليت فقد عافيت،
فيا عبد الله يا من ابتلاه الله: احمد الله أن مصيبتك لم تكن أكبر مما هي عليه، فإن كانت مصيبتك في تجارة فاحمد الله أنها ليست في مالك كله، وإن كانت في مالك كله فاحمد الله أنها ليست في ولدك وأهلك، وإن كانت في أهلك أو ولدك فاحمد الله أنها ليست في صحتك، وإن كانت في صحتك فاحمد الله أنها ليست في دينك، فكل المصائب تهون إلا مصيبة الدين، فكم من مرتشٍ ومتعامل بالربا وكم من فتى لعوب وامرأة متبرجة وكم من تارك للصلاة مع الجماعة هم مبتلون في دينهم وهم فرحون لا يشعرون، وهم غافلون عما ينتظرهم في قبورهم ويوم يقوم الأشهاد،
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"ولا تجعل مصيبتنا في ديننا"،
واعلموا عباد الله أن من فوائد الابتلاء أن العبد يعود إلى ربه ويتوب من ذنبه رغبة إلى الله كي يرفع عنه غضبه وسخطه، ولولا الابتلاء لواصل العبد طغيانه وغيه،
وللأسف فإن من المسلمين من يبتليهم الله تعالى ليعودوا إليه ويفروا إليه، فإذ بهم يستكبرون ويستمرون في ضلالهم، فيكون الابتلاء عليهم في الدنيا والعذاب في الآخرة،
استمع يا عبد الله إلى تحذير الله لنا، قال تعالى:"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ، فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"،
فاتقوا الله عباد الله، وإذا ابتلاكم بأمر فتذللوا لله وتضرعوا إليه، وتوبوا من ذنوبكم، وإلا أصابكم ما أصاب من قبلكم من حب الدنيا وقسوة القلوب وذهاب الغيرة ومحق البركة وانعدام الأمن، ومن وراء ذلك عقاب الله الشديد وأخذه الأليم لمن أعرض عنه وترك التضرع والابتهال، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخر، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا.
الشيخ عاصم الحكيم


hggil g; hgpl] hglil

 

  رد مع اقتباس