عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 12:55 PM   #8
معلومات العضو
[url=http://www.baniathlah.net/][img]http://www.baniathlah.net/uploads/141838281881.png[/img][/url]
 
الصورة الرمزية لمسة دفئ
 






لمسة دفئ غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 32
لمسة دفئ is on a distinguished road

افتراضي رد: أسماء الله الحسنى

العنصر الثالث :

( الدور من هذا الموقف – أعني موقف أهل السنة و الجماعة – تطرف إما إفراط ، و إما تفريط ، لأن الناس انقسموا في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام : طرفان ، ووسط طرف غلا في التنزيه حتى نفى ما أثبته الله لنفسه ، و طرف آخر غلا في الإثبات حتى أثبت ما نفاه الله عن نفسه .فإن من أهل البدع من أثبت النصوص على ظاهرها ، و لكنه جعل هذا الظاهر من جنس صفات المخلوقين و العياذ . فأثبت النقص لربه بإلحاقه بالمخلوق الناقص ، و أخطأ في ظنه أن ظاهرها التمثيل . أثبت أن لله – تعالى – سمعاً ، و أن الله تعالى وجهاً ، و أن لله تعالى عيناً ، وأن له يداً لكنه جعل ذلك كله من جنس صفات المخلوقين ، غلا في الإثبات حتى بلغ به إلى التمثيل . و قد قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري : من شبه الله بخلقه فقد كفر ، و لا شك أنه كافر و أن الله – سبحانه و تعالى – لم يرد بهذه النصوص هذا الظاهر الذي ادعاه هذا المثل. و
قد يقول القائل : أين دليلك على أن الله ما أراده ؟
فأقول: الدليل عندي نقلي ،و عقلي :

أما النقلي فآيات متعددة تنفي المماثلة عن الله و أصرحها و أبينها قوه تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
)(الشورى: من الآية11) .

و أما الدليل
العقلي
: فإنه لا يمكن أبداً أن يكون الخالق مماثلاً للمخلوق في أي صفة في أي صفة من صفاته لظهور الفرق العظيم بينهما في الذات ، و الصفات ، و الأفعال .

و من أهل البدع من حرف النصوص عن ظاهرها ، و نفى مدلولها اللائق بالله ، و هؤلاء المحرفون
انقسموا إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول
: قسم غلا في ذلك غلواً عظيماً حتى نفي النقيضين في حق الله ، فقال : لا تقل إن الله موجود و لا تقل غير موجود . إن قلت موجود شبهته بالموجودات ،و إن قلت غير موجود شبهته بالمعدومات . و لا ريب أن هذا تنكره العقول كلها لأن رفع أحد النقيضين أمر مستحيل ، و التقابل بين الوجود و العدم من تقابل النقيضين اللذين لا يمكن اجتماعهما و لا ارتفاعهما .

القسم الثاني
: من قال نثبت السلب و لا نثبت الإيجاب فلا نصف الله بصفات ثبوتية ، و لكن نصفه بالأسلوب و الإضافات و نثبت الأسماء مجردة عن المعاني ، و هذا ما عليه عامة الجهمية و المعتزلة .

القسم الثالث
: من يقول : نثبت بعض الصفات لدلالة العقل عليها ، و ننكر بعض الصفات ، لأن العقل لا يثبتها ، و يعضهم يقول لأن العقل ينكرها .

و كل هذه الأقسام الثلاثة – و إن كانت تختلف من حيث البعد عن الحق – كلها على غير صواب فهي متطرفة ، فالقول الوسط ما عليه أهل السنة و الجماعة : أن نثبت لله ما أثبته لنفسه من الصفات ، و لكنه إثبات مجرد عن التكييف ، و عن التمثيل ، و بذلك نكون عملنا بالنصوص الشرعية من الجانبين ، و لم ننظر بعين أعور ، و بذلك نكون قد تأدبنا مع الله و رسوله فلم نقدم بين يدي الله و رسوله ، و إنما التزمنا غاية الأدب سمعنا و آمنا ، و أطعنا ما أثبته الله لنفسه أثبتناه ، و ما أثبته له رسوله أثبتناه ، و ما نفاه الله عن نفسه نفيناه ، و ما نفاه عنه رسوله نفيناه و ما سكت عنه سكتنا عنه

 

__________________


آبيـــڪ تۋعډني ۋلۋ مــــآلـــقيتڪ

آنڪ معي تبقى على مر هآلزمآن

ۋتڪۋن لي شمعه بحيآتي ۋليــــتڪ

ڪل مآقلت محتآجه تعطيني آلحنآن

ۋآن جيتني محتآج بلهفة ضميتــڪ



لمسة دفئ

  رد مع اقتباس