أم ورقة الأنصارية – العابدة الحافظة
إنها – كما يقول أبو نعيم – الشهيدة القارئة، أم ورقة الأنصارية.
كانت تؤم المؤمنات المهاجرات، ويزورها النبي- صلى الله عليه وسلم - في الأحايين والأوقات.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدر أم ورقة ويعرف مكانتها ويُكبر حفظها وإتقانها ، وكان يأمرها بأداء الصلاة في بيتها.
وأما عن حبها - رضي الله عنها - للجهاد والشهادة في سبيل الله فها هي تحدثنا عن ذلك فتقول :
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا غَزَا بَدْرًا قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِى الْغَزْوِ مَعَكَ ،أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى شَهَادَةً.
قَالَ « قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ».رواه أبو داود في سننه وحسنه الألباني.
وعادت الصحابية العابدة أم ورقة – رضي الله عنها - إلى بيتها سامعة مطيعة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن طاعته واجبة.
وغدت أم ورقة رضي الله عنها تُعرف بهذا الاسم " الشهيدة" بسبب قوله – عليه الصلاة والسلام -:« قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ »،
ولما ذكره ابن الأثير في" أسد الغابة" أن النبي صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه الكرام ، وقال لهم -:« انْطَلِقُوا بِنَا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ».
وفي عهد عمر كان -رضي الله عنه - يتفقدها ويزورها ، اقتداءً بنبيه صلى الله عليه وسلم .
وقد كانت أم ورقة تملك غلاماً وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها،فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة ، وذات ليلة قاما إليها فغمياها وقتلاها ، وهربا ، فلما أصبح عمر -رضي الله عنه- قال : والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة.
فدخل الدار فلم ير شيئاً، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت ، فقال : صدق الله ورسوله ، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، وقال : عليَّ بهما ، فأُتي بهما ، فصلبهما، فكانا أول مصلوبين في المدينة.
فرحم الله – تعالى – الصحابية الأنصارية ، والشهيدة العابدة ورضي الله عنها وأرضاها .
من كتاب : صور من سير الصحابيات
عبد الحميد السحيباني .
2- sdvm wphfdm [gdgm ( hl ,vrm hghkwhvdm hgaid]m) 2- hl hghkwhvdm hgaid]m) [ldgm wphfdm sdvm