أخي الغالي حرفنا الذهبي كل ما تأتي به سواءً من مقولك أو منقولك صيود ثمينة وفقك الله وأدامك

@ الذهب عند من لا يقدره كالتبر عند من يلعب به .. احبابي اعضاء المنتدى انتم خبراء الكلمة واللقطة والصوت ومن يات بما لا يرقى لكم فان مصيره مجهول..


وفيما أوردته هنا يتضح عظمة رجال ونساء ذلك الزمن الفارط منا وعظمة أمهات ذلك الزمان

@ نعم صدقت السابقون وسابق السابقين عظماء ولذلك قلما تجد اليوم مثلا من بنات افكارجيله ... بل انهم يقولون قال الاول ..
ومن يشير الى ما قاله الاولين فانما هو يحيل الامر الى اهله

امهات الزمن الفارط كما اسلفت مختلفات كثيرا كثيرا عن امهات اليوم وربما امهات الغد وبعد الغد ... عشن حياة بئيسة ... السلطة الكاملة
فيها للرجل والعنت والجهد والاشغال الشاقة ( اقولها وانا اسمع حكاوي عجائز في قريتنا يقصصن قصص اراها خيالية ) ومع تلك الاشغال الشاقة
خرج الى الحياة نساء معجزات غفر الله للميتات منهن وابقى من بقي منهن في عافية وستر على طاعة الله .

وعلى ما أذكر أول ما فتحت المدارس النظامية عندنا كان
أغلب طلابها من فئة الفقراء والأيتام

@ الفقير واليتيم المعدم ماعنده غنم ولا بقر ولا جمال يسرح فيها ... ولا شيء يعينه على زراعة ارضه

حيث كما تعلم كان كثير من الآباء ميسوري الأحوال يملكون جميع مقومات الحياة في اعتقادهم
فكان لهم شاغل بها عن طلب العلم

وانخرط ضعفاء الناس والأيتام في المدارس فكانوا سادة الناس في هذا الزمن

@ في هذا الزمن وفي زمنهم يابورشيد

من ضمنهم هذا الشاب العصامي احمد عبدالله عسيري حفظك الله وهو من كل سوء 0

@ وانت والقراء

ولإيرادك لسيرة هذا العلم أذكر قصة سمعتها ذات يوم حيث كنت في مطار ابها انتظر رحلتي للرياض وكان هناك بضعة نفر
منهم كبير السن ومنهم متوسط العمر وكان جل حديثهم مركز على احدهم فيسألونه
كيف وصلت وأخوتك إلى ما وصلتم إليه وكنت أسترق السمع لحديثهم
فكان يتحدث بكل فخر ويجير كل فضل وصلوا إليه إلى والدته
ويدعو لها بالرحمة وهم يؤمنون على دعائه
حيث وصف حياتهم بكل تفاصيلها
فذكر لهم أنه مع إخوته كانوا سته أبناء وثلاث من الأخوات
وكانوا قد فقدوا عائلهم
فتولت والدتهم رعايتهم
وهم الآن كلهم من حملة درجة الدكتوراة
في
الطب
والهندسة
والقضاء
ومنهم المسؤول الكبير
وهكذا أخذ يسترسل في حديثه فأخذ يصف حياتهم بإسهاب
وأخذ من حوله جميعاً يصغون السمع له
فقال : كانت رحمها الله حريصة على تعليمنا أيما حرص

@ ماشاء الله تبارك الله ... بعض الشبيبة اليوم وبعض الفتيات يتأففون من امهاتهم وخاصة من الجيل القديم .. وربما لا يرون لها ادنى اثر عليهم

وبعد عودتنا من تلك المدارس كانت توزع علينا أدوارنا في العمل
فكان هناك راع الغنم
وهناك من يقوم على شؤون المزارع

وكانت تقوم على تعليمنا
طرق اتقان عملنا ولا ترضى منا بأي تقصير منا
وتشاركنا في كل صغيرة وكبيرة
كما تتحمل أعباء المنزل
من طبخ
وكنس
وسقيا
وعندما نعود في المساء تخصص لنا وقتاً للمذاكرة والجد ولإجتهاد حتى يحين وقت النوم
وكان إذا خرج أحدنا لعمل ما تحدد له زمن معين وويل له من خالف نظامها

وعلى ما أذكر والحديث له قال أرسلتني ذات ليلة لقضاء بعض الحوائج وحددت الزمن
ولكنني تأخرت عن الموعد بنصف ساعة قال : والله لقد وجدتها تنتظرني بمسواط العصيدة في أسفل الدرج ثم ضربتني في الجبهة وكان لها مع كل منا تجربة لاتنسى

@ تلك الام يابورشيد مثالية في وقت عصيب ... ولم يذهب تعبها سدى
ولي ولك وللاخرين حق التفكر في وأدها لعواطفها وحاجتها البشرية للزوج والمتعة بالحلال
تركتها وراء ظهرها (( كما يقولون عندنا في امثال الاولين : كسرت عود الصبى على اولادها وبناتها) عسى ياتي يوم ويردون الجميل
والواقع اليوم ياصاحبي ان بعض من الاولاد والبنات في الاسر التي تترمل عليهم امهم ثم ياتي لها نصيب زواج تجد الغالبية يسفه
احلامها وينقتص منها وربما يمنعها ان تتمتع بما احله الله لها بعد ان ادت رسالتها واصبح كل واحد منهم في بيت يأويه واسرة يجري عليها

ولذلك نجد جيلنا ومن سبقنا عركتهم الحياة حتى أخرجت لنا هذا الجيل المتفرد بعصاميته كالثوعي وعبد الله عسيري0
ويكفيك فخراً أن طرحت هذا الموضوع عن هذه القامات والمقامات التي طالما أرتشفنا من ثقافتهما فما ورد على موضوعك من تعليقات شاهد حي على تألقك 0
أخي الحرف الذهبي بارك الله جهدك وشكر لك فقد عشنا مع موضوعك أمتع اللحظات دمت ودام مدادك 0000

وتقبل عاطر التحايا وعشت في حفظ المولى