الأخ العزيز : يزيد
أكون صريح معك
إن كان المعارضون على تحويل أحد مساري الشارع العام لغرض مصالحهم الخاصة , فهذا من حقهم ، ومن الطبيعي أن تبحث عن مصلحتك الخاصة أولاً وتقدمها على المصلحة العامة وهذا يحدث حتى بين الأسرة الواحدة ، مالم تتعامل بالرشوة أو بمحذور شرعي ، وهذه لغة المال والتجارة
وعلى الداعمين لهذه الخطوة ـ تحويل الشارع العام – أن يضعوا أمام ناظريهم المصلحة العامة فقط وليس لغرض معارضة الفئة الأولى لمجرد المعارضة فقط .
هاجس الشارع العام في النماص لا يختلف عن هاجس طريق أبها الخميس ، فعلى مدار 30 سنة كان سكان الخميس يلقون باللائمة على عدم فتح مسارات أخرى تؤدي إلى الخميس دون المرور بأبها على التجار والمنتفعين .
هذا الهاجس سيطر على عقول الناس منذ عقود ، نفس الهاجس وهو ( أن السبب في تأخر تطوير النماص هو تمركز التجارة على هذا الطريق ) ،
هذا الهاجس كبر مع الناس وأصبح هو السبب الرئيسي الذي نعلق شماعتنا عليه متغافلين عن أمور كثيرة تتعلق بالسكان أنفسهم وفساد الدوائر الحكومية وعلى رأسهم البلدية .
السكان كانوا يرددون هذا الكلام في مجالسهم الخاصة أما في الدوائر الرسمية فلم تتعد حناجرهم ، كانوا في سبات عميق ، ولم يتجرأ أحداً في الوقوف أمام رؤساء البلديات السابقين رغم التجاوزات والاهمال ، كانوا في موقف المتفرج فإذا ذهب لبيته أو شلته بدأ يفرغ ما في صدره .
وانشغلوا بقضايا تافهة مثل قضية ( طه ) المصري وقضية (موظفوا البنك ) وغيرها من القضايا التي لا يعقبها إلا الهرج والمرج والكلام الفاضي .
وعندما قدم الرئيس الجديد – أعانه الله وسدد خطاه – وجد أمامه هذا الهاجس الذي يتحدث عنه الناس فكانت أول خطواته هي ( الشارع العام ) .
وهنا بدأت الحناجر تنتعش من سباتها وبدأت الأصوات تعلو وتتقاطع وتتدافع وكلها تتمحور حول الشماعة القديمة الشارع العام والمنتفعين والمتنفذين والمفسدين وأصبحت القضية قضية ملاسنات واتهامات .
قضية الشارع العام حلها ليس في تحويل جزء منه إلى مسار آخر ، إنما في فتح طرق أخرى ، ولن يكون ذلك إلا بتعاون الأهالي الواقعة أملاكهم غرب الشارع العام مع الرئيس الجديد واستغلال حماسه ونشاطه وتوجهاته في تطوير المنطقة .
بالنسبة للبلدية ، فهناك الحرس القديم أو الادارة العميقة إن صح التعبير ، لن يصلح حالها بمجرد مجيء رئيس جديد ، فالعراقيل القديمة ستنبت من جديد وخيوط المحسوبيات ستظل مترابطة .
وأعتقد أن الشارع العام سيعود لحالته الأولى وسيتداول الناس نفس الشماعة القديمة والموال القديم ( المتنفذون والمنتفعون) حتى وإن كان السبب فشل التجربة اساساً .
بالنسبة لي أنا فلا أقف مع أي جانب ، وبعيد عن المنطقة ولم أر بعيني هذه التغييرات ولكن كما نقل لي أن الزحام في المسار الجديد لا يطاق ونحن لا نزال في موسم الشتاء .
تحياتي