منتدى السيرة العطرة منتدى فيه كل مايخص احاديث وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
10-31-2014, 08:49 PM | #1 | |||
|
دموع في حياة النبي«صل الله عليه وسلم
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده* قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ،* فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ،* والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها . ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد اﻹنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم –* حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ ﻷجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ،* ويخفق معها فؤاده الطاهر . ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن واﻷلم فحسب* ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على اﻵخرين ، والشوق والمحبّة ،* وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى . فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لموﻻه ، وهيبته من جﻼله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم* وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء* عند غليانه - " رواه النسائي . وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله* – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي )* فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى* بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ اﻷرض ، وجاء بﻼل رضي الله عنه* يؤذنه بالصﻼة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك* ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفﻼ أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان . وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك* عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - :* ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم )* فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه اﻵية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد* وجئنا بك على هؤﻻء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك اﻻن) ، فالتفتّ إليه* فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري . كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير اﻹنسان بعد موته* فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله* - صلى الله عليه وسلم - في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه -* فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة وإنما كان بكاؤه عليه الصﻼة والسﻼم بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليﻼً* ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه. وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله* كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل* { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى . وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن* علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إﻻ نائم* إﻻ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح )* رواه أحمد .* وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب اﻹلهي بسبب قبوله الفداء من اﻷسرى ، قال تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في اﻷرض } ( اﻷنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه. ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، ولده إبراهيم عليه السﻼم ، أوفراق غيرهم من أصحابه ،* فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه . فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال :* ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، وﻻ نقول إﻻ ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه. ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى* أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم . ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي* – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه اﻻخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم . ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر* وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصﻼة والسﻼم :* ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب* - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري . ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً* من مظاهر النقص ، وﻻ دليﻼً على الضعف ، بل قد يكون عﻼمةً على* صدق اﻹحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما ﻻ يرضاه الله تعالى . ﻻ تنس الصﻼة على الحبيب .. رسول رب العالمين* عليه أفضل الصﻼة و أتم التسليم المصدر: منتديات ديوانية بني شهر ]l,u td pdhm hgkfd«wg hggi ugdi ,sgl hgkfd«wg dlku pdhm ugdi tn
__________________
|
|||
10-31-2014, 09:08 PM | #3 | |||
|
__________________
|
|||
11-03-2014, 12:19 PM | #4 | |||
|
__________________
|
|||
11-03-2014, 01:17 PM | #5 | ||||
|
اقتباس:
اسعدك الباري
__________________
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, النبي«صل, يمنع, حياة, عليه, فى, وسلم |
|
|