السفهاء .. من هم ؟ وكيفية التعامل معهم وافضل الطرق للرد عليهم

بداية المسرح

فكرة المسرح قديمة ، فقد ظهر مسرح العرائس عند قدماء المصريين والصينيين واليابانيين وبلاد ما بين النهرين، وقد برع فيه اليابانيون حتى أصبح إحدى أدواتهم التعليمية والتربوية المؤثرة، وكان فتية الإغريق يتعلمون «الرقص التعبيري» ضمن برنامجهم الدراسي، وفي «جمهورية أفلاطون» ثمة ضرورة لتلقين الجند فن المحاكاة، وتمثيل أدوار درامية تتعلق بالمروءة والفضيلة والشجاعة دون غيرها من الأدوار المشهدية.

الهدف من المسرح

المسرح في الحقيقة اداة تلقين غير مباشرة وتعبير باسلوب شيق ومحبوب للنفس هذا اذا صيغ بشكل جيد

ويعتبر مدرسة تعليمية مؤثرة ولهذا استخدم المسرح من قبل الليبراليين في اوربا ابان ثورتهم على الكنيسة الكاثولوكية
واستخدمت لنشر الافكار والاهداف المضادة للدين الكنسي الكهنوتي والتي اصابته في مقتل .

صورالكاتب مارك توين - Mark Twain




يقول مارك توين الكاتب الأميركي أن المسرح «من أعظم الاختراعات التي اهتدت إليها عبقرية الإنسان، ولسوف تتجلى قيمته بمرور الوقت، فسيكون أقوى معلم للأخلاق، وخير دافع للسلوك الطيب، حيث دروسه لا تُلقن بطريقة مُرهقة أو مملة، بل بإبداع يبعث الحماسة، ورسائل تصل مباشرة إلى القلوب والعقول ».

وعندما ننتقل الان الى واقعنا في القرن الحادي والعشرين ومنه الى العالم العربي ثم الى السعودية نرى مطالبات السفهاء بالمسرح والسينما .. سادع السينما الان واركز على المسرح لانه موضوعنا اليوم فاقول

من الوسائل التي ينطلق منها السفهاء في مطالباتهم انهم يعرفون انها غير قابلة للموافقة ابتداء لهذا يلبسونها لباس البراءة وهي الطفولة ( ومن منا لا يحب الطفولة )

فيطلبون مسرح للطفل وهذا كفيل لهم بان تقل نسبة الاعتراضات الى اكثر من 70%

لماذا 70% ومن 30% الباقون ( النسبة تقديرية )

طبعا الغالب يرحب بمسرح الطفل لانه وسيلة ترفيه ولا يرى هناك موانع شرعية حيث انهم اطفال اما 30%
والتي اسميها دائما العين الثالثة فهي التي تتوقف عن التصويت حتى تعلم ما يقدم على المسرح

وسؤالهم : مانوع الترفيه الذي سيقدم وهل هو صالح للطفل ؟

هنا عنق الزجاجة بالنسبة للسفهاء فلطالما عنق الزجاجة عقبة كؤود يصعب صعودها او ازالتها

يقول د.ناصر أحمد سنة

مسرح الطفل- الذي يفوق في تأثيره على الأطفال وسائل ثقافية أخرى- يهدف لخدمة الطفولة، إمتاعا وترفيها وإثارة وتنمية، وهو مسرح حقيقي بكل مفرداته وعناصره وأدواته وتقنياته وجمالياته سواء قام به- تأليفًا وتمثيلا وإخراجًا- الصغار أو الكبار أو كلاهما معًا.

ثم تطورت المطالبة بناء على النسبة الكبيرة التي رحبت بالفكرة وايدت
فطالبوا بمسرح للنساء

وهنا يلبسونها لباس البراءة وهي ( مسرح نسائي دون اختلاط ) .

ايضا هنا ترحيب بالفكرة وهي جيدة في مضمونها ولكن ؟؟!!

العين الثالثة ( عنق الزجاجة ) بالمرصاد نفس التساؤلات السابقة في مسرح الطفل

مانوع الترفيه الذي سيقدم وهل هو صالح للنساء ؟

تذكروا ماقال مارك توين الكاتب الأميركي في اول المقال لتعرفوا الهدف من السؤال

الحقيقة الغائبة أو المغيبة

لو تلاحظون ان مطالبتهم للمسرح سواء للطفل او غيره هي مجرد ذر الرماد في العيون والهدف اكبر من هذا
وان تشدقوا بالترفيه والتعليم .. المسارح موجودة بالمدارس بجميع فئاتها الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي بنين وبنات

نعم موجودة ونشاطاتها قائمة من سنين وهي ضمن الانشطة اللامنهجية وفيها ابداع وترفيه وتعليم

وهو ما اسميه انا التعليم بالترفيه

وانا اسرد لكم هنا بعض الابداعات المسرحية الطلابية

مقطع من مسرحية الجواله _جامعة الملك سعود


مسرحية ثانوية الليث الجزء الأول


الحفل المسرحي لمدرسة ابن الأثير المتوسطة


مسرح الطفل مدرسة الإمام مالك الابتدائية بالروضة



وكما تلاحظون فقد تعمدت ان يكون الاداء من مستويات تعليمية مختلفة
ومن مناطق مختلفة ايضا لاثبات شمولية المسرح

اذا ماهو مكمن الخطر

المسرح من حيث فكرته واساسه فهو رائع ونؤيده وخصوصا في مجال التعليم والتثقيف العام
ولكن بشرط ان تكون مواد العرض مناسبة

اولا من حيث تعاليم الاسلام

ثانيا مناسبة للفئة العمرية والجنس

ثالثا ان تكون هادفة من حيث الاخلاق والسلوك والقيم

رابع ان يحدد لها اوقات مناسبة للعرض لا تنافي مع الصالح العام ( 12 مساء مثلا في الاجازات )

اذا كانت كذلك فحيا هلا بالمسارح بكل مدننا وقرانا

وما قلناه هنا ينطبق ايضا على المسارح النسائية ان استوفت الشروط فهي كذلك

والان نسأل انفسنا سؤالا صادقا

هل من يروجون للمسرح اعلاميا عبر الجرائد والمقابلات يسعون لمثل هذه المسارح ؟

الجواب شبة معروف .. واترك الاجابة للقارئ .

الخلاصة

المسرح اداة إن استعملت في الخير نفعت باذن الله وان استعملت في الشر اضرت باذن الله

مثلها كمثل السكين ان قطعت بها تفاحة فكلها هنيئا مرئيا وان قتلت بها مؤمن متعمد فالنار
فالحكم على الفعل لا على السكين