طوبى لجسر يوصلني لكم

إليك أيها الزمن القادم وأعضاء هذا الجسر الجميل وأطراف النزاع المحمود

فإني قد أتاني البارحة آتٍ فقال لي: يا مقادير احكم بيننا بالحق ولا تشطط وانصفنا من عموم الظالمين، فنظرت فإذا بي بأعين الحسناوات، يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به، وهن أضعف خلق الله إنسانا، فإذا بهن يشكين ويندبن حظهن من أزواجهن الذين تركوهن بعد أن تزوجوا عليهن فعزوني في الخطاب، وقلن لي في آخر ما قلن فاحكم بيننا بالعدل ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، فوعدتهن خيرا.

واستيقظت اليوم من نومي وإذا ببابي عجوز مسكينة هدها الدهر، تشكو هجران زوجها لها منذ أن سلبت عقله زوجته الثانية، فنظرت إلى وجهها فإذا البؤس قد بلغ منها مبلغا، وعيناها تقول لي وامقاديراه، فتوشحت سيفي وتقلدت درعي ولبست كنانة قوسي وشددت منطقتي وامتطيت صهوة حصاني ونويت الالتفاف عليكم معشر الرجال، وإذا بي اليوم في جيش أنين وسهر.

فلا يرميني أحدكم بالخيانة أو الجبن، ولا يحقدن علي أحد، ولا يقولن لي أحد أني صبأت.
ههههههههه حلوة صبأت

سأقول:

أولا صحيح أننا نحب أن ندندن أحيانا حول هذا الموضوع خصوصا أمام النساء ولكننا لا نريد في كل مرة تنفيذه، فأحينا يكون حبا في إغاظتهن، وأحيانا إظهارا لرجولتنا، وأحيانا أخرى تباهيا بفحولتنا.

ولكن ما قاله زحل فيه الكثير من الصواب، فمن حق المرأة أن ترفض هذا التعدد إن كانت لا تستطيع أن تحتمل زوجة أخرى معها، والدليل على ذلك ما فعلته فاطمة الزهراء رضي الله عنها مع على بن أبي طالب وموقف الرسول منهما.

وهنا ينبغي على القضاة ألا يضروا بالمرأة التي لم تعد تستطيع الاستمرار مع زوجها بعد زواجه وما يفعلونه ظلم لها وهضم لحقوقها، أؤيدك يا سهر.

ومن ناحية كفران العشير فوالله يا أخي كاتب لا أبالغ إن قلت لك أن المرأة قد تكفر العشير بلسانها ولكن الرجل إن كفر العشير كفر به بأعماله، وهو أشد وأنكى.

فكم من النساء اللواتي كرههن الرجال بعد زواجهم بالثانية ولم يعد ينظر لها ولا لأبنائها ولم يعد يصرف عليهم كما ينبغي ولم يعد يعدل بينهن كما أمر الله، أفليس هذا من كفران العشير الذي كان بينهن وكفران صبرها على زواجه.

أتعلمون أن من النساء اللواتي يبعن الخردوات والذهب الفالصو في أزقة الأسواق من هذه الفئة المقهورة.

ولقد وقفت وسمعت من قضاة عن حال نساء رُمين هن وأولادهن بلا نفقة بعد أن تزوج أزواجهن ولم يرعوا حق الله فيهن.

فالرجل الذي لا يستطيع أن يدير بيته ويسيطر على تربية أبنائه ويحافظ عليهم من الضياع أو لا يستطيع أن يعدل أو ليس أهلا للزواج فمن المفترض أن تقرر عليه المحكمة عقوبة تردعه وتردع أمثاله، لأن ما سيحصل لهؤلاء النساء قد يحصل لبناتنا وأخواتنا يوما.

فإذا وجد العدل والقدرة فمعظم النساء سيتقبلن هذا الزواج، ولا يغررنكم ما يرعدن به ويزبدن من تهديد لترك البيت والأولاد فالذي عنده بصيرة لفهم نفسية النساء وشخصية زوجته الأولى ويمتلك المهارة في التعامل مع النساء هو من يستحق التعدد وهو من لا يكترث لهذا التهديد لأنه يعرف أبعاده وحدوده، ويستطيع التعامل معه.

إن فن التعامل مع الزوجات لا يتقنه الكثير من الرجال لذا نجد الكثير من القضايا والشكاوى حول هذا الموضوع،

حتى الزوجة التي لا يمكن أن تحتمل أن يتزوج عليها زوجها إما أن يأخذ بخاطرها ويأخذ وقتا كافيا لترويضها أو أن يعزم ويتوكل على الله ثم يأخذها باللين والكرم قدر المستطاع فإن رضخت له وإلا إكراما للعشير الذي بينهما أن يسرحها بإحسان وإكرام.

وأخيرا أحب أن أقول أن للزواج من الثانية أسباب مقنعة إذا توفرت وهي أسباب تستحق فغالب تلك الزواجات تنجح وتستمر ومن تزوج غالبا لنزوة لا تبرر هذا الزواج غالبا تفشل ويكون سببا في ضياع بيته وأسرته.

أرجو أن أكون قد أنصفتكم معشر النساء، فأنتن شقائق الرجال، ولا لنا غنى عنكن.