04-22-2015, 06:30 PM | #1 | |||
|
ابن عثيمين«فوائد اﻹبتلاء
السؤال:
لماذا يثقل الله على المؤمنين الذي يكثرون العبادة باﻷمراض والبﻼيا في حين أن العصاة يتمتعون بكل مطايب الحياة ؟. الجواب: الحمد لله هذا السؤال يَرِد على وجهين أحدهما اعتراض والثاني استرشاد ، فأما وقوعه على سبيل اﻻعتراض فإن دليل على جهل السائل ، فإنّ حكمة الله سبحانه وتعالى أعظم من أن تبلغها عقولنا والله عز وجل يقول : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إﻻ قليﻼً ) . فهذه الروح التي هي بين جنبينا والتي هي مادة حياتنا نحن ﻻ نعرفها وقد عجز النظار والفﻼسفة والمتكلمون عن تحديدها وكيفيتها ، فإذا كانت هذه الروح التي هي أقرب مخلوق إلينا ﻻ نعلم منها إﻻ ما وُصف في الكتاب والسنة فما بالك بما وراء هذا ؟* فالله عز وجل أحكم وأعظم وأجل وأقدر ، فعلينا أن نسلم بقضائه تسليماً تاماً :* قضائه الكوني وقضائه القدري ، ﻷننا عاجزون عن إدراك غايات حكمته سبحانه وتعالى ، وعليه فالجواب عن هذا الوجه* من السؤال أن نقول : الله أعلم وأحكم وأقدر وأعظم . وأما الوجه الثاني وهو سؤال استرشاد فإننا نقول لهذا السائل :* المؤمن يبتلى ابتﻼء الله له بما يؤذيه له فائدتان عظيمتان : الفائدة اﻷولى اختبار هذا الرجل في إيمانه . هل إيمانه صادق أو متزعزع ، فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره ، ويحتسب اﻷجر منه وحينئذ يهون عليه اﻷمر ، ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في ذلك فقالت : إن حﻼوة أجرها أنستني مرارة صبرها ، والمؤمن يحتسب اﻷجر من الله تعالى ويسلم تسليماً . وهذه فائدة . أما الفائدة الثانية : فإن الله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، والصبر درجة عالية ﻻ ينالها إﻻ من أبتُلي باﻷمور التي يُصبر عليها فإذا صبر نال هذه الدرجة العالية التي فيها هذا اﻷجر الكثير ، فيكون ابتﻼء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة الصابرين ، ولهذا كان الرسول عليه الصﻼة والسﻼم وهو أعظم الناس إيماناً واتقاهم لله وأخشاهم لله كان يوعك كما يوعك الرجﻼن وشُدد عليه صلى الله عليه وسلم عند النزع كل ذلك ﻷجل أن تتم له منزلة الصبر فإنه عليه الصﻼة والسﻼم أصبر الصابرين ، ومن هذا يتبين لك الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب ، أما كونه يعطي العصاة والفساق والفجار والكفار العافية والرزق يدره عليهم فهذا استدراج منه سبحانه وتعالى لهم ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر . فهم يُعطون هذه الطيبات لتُعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ، ويوم القيامة ينالون ما يستحقونه من جزاء ، قال الله تعالى : ( ويوم يُعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في اﻷرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ). فالحاصل أن هذه الدنيا هي للكفار يُستدرجون بها وهم إذا انتقلوا إلى اﻵخرة من هذه الحياة الدنيا التي نعموا بها وجدوا العذاب والعياذ بالله ، فإنه يكون العذاب أشد عليهم ﻷنهم يجدون في العذاب النكال والعقوبة ، وﻷنه مع فوات محبوبهم من الدنيا ونعيمهم وترفهم ، وهذه فائدة ثالثة يمكن أن نضيفها إلى الفائدتين السابقتين فيما سينال المؤمن من اﻷذى واﻷمراض ، فالمؤمن ينتقل من دار خير من هذه الدنيا فيكون قد انتقل من أمر يؤذيه ويؤلمه إلى أمر يسره ويفرحه ، فيكون فرحه بما قدم عليه من النعيم مضاعفاً ﻷنه حصل به النعيم وفات عنه ما يجري من اﻵﻻم والمصائب . .. .. من فتاوى الشيخ ابن عثيمين في كتاب فتاوى إسﻼمية 1/83. رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه في علييّن المصدر: منتديات ديوانية بني شهر hfk uedldk«t,hz] hﻹfjghx hfk
__________________
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اﻹبتلاء, ابن, عثيمين«فوائد |
|
|