في النت.. لا ينتظرون الطوفان كي يضعوك تحت أقدامهم
فهم يرتفعون عليك قبل الطوفان
في النت.. يمارسون الخيانة كوجبة سريعة على طريق مهجور
ويستسهلون قذف المحصنات الغافلات
في النت.. يبترون يمينهم بيسارهم ويضعون قلوبهم تحت أقدامهم
ويضعون فلاناً فوق رؤوسهم مادامت مصالحهم لدى فلان
في النت.. قد تتحول الأقرب إلى عقرب بسبب رجل
وقد يتحول الرجل إلى ثور ساقية/ بسبب امرأة
في النت.. قد يتحول «سيف يمينك» إلى «خنجر ظهرك»
لأن مصلحته بكسر ظهرك وليس بحماية يمينك
في النت.. حواراتهم لا تشبههم، ومناقشاتهم لا تشبههم
وكتاباتهم لا تشبههم ومبادئهم لا تشبههم, وصورهم لا تشبههم
في النت.. يتناسون التربية الأولى والقيَم الأُولى والأخلاق الأُولى
في النت.. يعشقون من أول محادثة
فكل إضافة جديدة «صيدة»، وكل رسالة خاصة «صيدة»، وكل وردة في رد «صيدة».
في النت.. لا يعترفون بالحب بلا مكالمات
ولا بالمكالمات بلا مواعيد
ولا بالمواعيد بلا لقاءات
ولا باللقاءات بلا معصية
في النت.. كلهم «المتنبي»، وكلهم »أبو فراس»
وكلهم «حاتم الطائي»، وكلهم في الحب «ابن الملوح»
في النت.. الحكايات في الجيوب.. والأحلام في الجيوب.. والوعود في الجيوب
ويبيعون الأحلام الملوثة في طرقات «النت» كبائع الحلوى المتجول
في النت.. لا يتقدَّم العمر بأحد
فلا يوجد رجل مسن.. ولا توجد امرأة قبيحة
فكلهن ملكات جمال وكلهم فرسان قبيلة
في النت.. أنت لديهم «أون لاين» مادامت صلاحيتك سارية المفعول
وتتحول إلى حالة «أوف لاين» أبدية حين تنتهي صلاحيتك ومصالحهم
في النت.. أنت صديقهم مادمت معهم
فإن غبت عن أعينهم نسيتك أعينهم
وتذكَّرتك بالسوء ألسنتهم
في النت.. أنت الوفي مادمت أمامهم
فإن غيبتك عنهم ظروفك أو جُروحك..
فأنت الحاقد، وأنت الجاحد، وأنت الناكر، وأنت الخائن في أعينهم
في النت.. الثمار ليست على بذورها
فلا تنتظر أن تحصد مازرعت
فقد تزرع الوفاء وتحصد الخيانة، وتزرع الصدق وتحصد الخذلان
في النت.. كلهم في البدايات إخوة لم تلدهم أمك
وكلهم في النهايات ذئاب طريق جائعة
في النت.. لا تشوه رموزك ولا تقترب من كاتبك المفضل أكثر من اللازم
كي يبقى رمزك رمزك، ويبقى مُفضّلك مفضلك
في النت.. توسَّد خصوصياتك عند النوم.. واحتفظ بزادك في يديك
فرفيق طريقك قد يتحول إلى ذئب طريق
في النت.. العالم كله في جهازك والعالم كله في غرفتك
والعالم كله بين يديك
لكنك لا تملك منه شيئاً
فالنت جاء لنا بالدنيا كلها، لكنه لم يمنحنا منها ما تمنينا
ليته لم يأتِ لنا بها.. ليته لم يأتِ لنا بها