05-24-2015, 11:10 AM | #1 | |||
|
حسان بن ثابت «}
حياة حسان بن ثابت قبل اﻹسﻼم
هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج التي هاجرت من* اليمن إلى الحجاز وأقامت في المدينة مع اﻷوس . ولد في المدينة قبل* مولد النبي بنحو ثماني سنين ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي* اﻹسﻼم ستين أخرى . شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو* والشرب والغزل . فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي ، من* سادة قومه وأشرافهم . وأمه " الفريعة " خزرجية مثل أبيه .* وحسان بن ثابت ليس خزرجيا فحسب بل هو أيضا من بني النجار* أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فله به صلة وقرابة . وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين اﻷوس والخزرج ،* تكثر فيها الخصومات والحروب ، وكان قيس بن الخطيم شاعر اﻷوس* ، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك* الحروب التي نشبت بينهم وبين اﻷوس في الجاهلية ، فطارت له في* البﻼد العربية شهرة واسعة . وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة ، يمدحهم بشعره ، ويتقاسم هو* والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان . فقد طابت له* الحياة في ظل تلك النعمة الوارف ظﻼلها . ثم اتصل ببﻼط الحيرة* وعليها النعمان بن المنذر ، فحل محل النابغة ، حين كان هذا اﻷخير* في خﻼف مع النعمان ، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس* النعمان ، فتركه حسان مكرها ، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة* بالشعر المدحي وأساليبه ، ومعرفة بالشعر الهجائي ومذاهبه . ولقد* كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم ، واشتمل على* ألفاظ جزلة قوية .* وهكذا كان في تمام اﻷهبة لﻼنتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه وسلم* نبي اﻹسﻼم ، والمناضلة دونه بسﻼحي مدحه وهجائه . حياة حسان بن ثابت في اﻹسﻼم لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره ، هاجر إلى مدينة المصطفى* صلى الله عليه وسلم، فدخل في اﻹسﻼم . وراح من فوره يرد هجمات* القرشيين اللسانية ، ويدافع عن محمد واﻹسﻼم ، ويهجو* خصومهما . قال صلى الله عليه وسلم يوما لﻸنصار :* " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسﻼحهم أن ينصروه* بألسنتهم ؟ " فقال حسان بن ثابت : أنا لها ، وأخذ بطرف لسانه ،* وقال عليه السﻼم :* " والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء " . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان ،* وكان يحثه على ذلك ويدعو له بمثل :" اللهم أيده بروح القدس"* عطف عليه ، وقربه منه ، وقسم له من الغنائم والعطايا . إﻻ أن* حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة اﻷوثان ، إنما كان* يهجوهم باﻷيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب واﻷنساب . ولو* هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا . .* حادثة اﻹفك : إمتدح حسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأشعار* يمدحها بها مدحا رائعا مثل قوله : حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم* الغوافل فإن كان ما قد قيل عني قلته فﻼ رفعت سوطى إلي* أنامـل وقال أيضا : أمسى الجﻼبيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعة* أمسى بيضة البلد آثار حسان بن ثابت* اتفق الرواة والنقاد على أن حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره ، وأشعر أهل اليمن قاطبة . ومن خﻼل شعر حسان بن ثابت نجد أن الشعر اﻹسﻼمي اكتسب رقة في التعبير بعد أن عمر اﻹيمان قلوب الشعراء ، وهي شديدة التأثير بالقرآن الكريم والحديث الشريف مع وجود اﻷلفاظ البدوية الصحراوية . ومهما استقلت أبيات حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصة فإن كﻼ منها يعبر عن موضوع واحد ، هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم . وسنقسم شخصية حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام هي : 1. حسان شاعر القبيلة : قبل أن يدخل حسان بن ثابت في اﻹسﻼم ، كان منصرفا إلى الذود عن حياض قومه بالمفاخرة ، فكان شعره النضال القبلي تغلب عليه صبغة الفخر. أما الداعي إلى ذلك فالعداء الذي كان ناشبا بين قبيلته واﻷوس . ولقد كان فخر حسان لنفحة عالية ، واندفاعا شديدا . 2. حسان شاعر التكسب : اتصل حسان بالبﻼط الغساني ، فمدح كثيرا من أمراء غسان أشهرهم عمرو الرابع بن الحرث ، وأخوه النعمان ، وﻻسيما جبلة بن اﻷيهم . وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا ، وجعلوا له مرتبا سنويا وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره :* يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلـل بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم اﻷنوف من الطراز اﻷول 3. حسان شاعر اﻹسﻼم : نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين اﻹسﻼمي ، والرد على أنصار الجاهلية ، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية ، فكان الشعر شعر نضال يهجى فيه اﻷعداء ، ويمدح فيه رجال الفريق ، ولم يكن المدح وﻻ الهجاء للتكسب أو اﻻستجداء ، بل للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . وهذا ينقسم لقسمين : · أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد فهو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه وكبار الصحابة ، والذين أبلوا في الدفاع عن اﻹسﻼم بﻼء حسنا.وهو يختلف عن المدح التكسبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود ، واﻻنطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقة والعقيدة النفسية ، قال حسان : نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل واﻷوثان في اﻷرض تعبد فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما ﻻح الصقيل المهنـد وأنذرنا نارا وبشر جــنة وعلمنا اﻹسﻼم ، فالله نحــمد وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد ويلحق بهذا المدح رثاء محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمنه الشاعر لوعة وذرف دموعا حارة ، وتذكرا ﻷفضال رسول الدين الجديد ، وحنيا للقائد في النعيم : مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد · وأما الهجاء النضالي : فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا صلى الله عليه وسلم . وكان موقف الشاعر تجاههم حربا لما بينهم وبين محمد من نسب . أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية ، ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها كعبد ، ثم يذكر نسبه ﻷمه فيطعن به طعنا شنيعا ، ثم يسدد سهامه في أخﻼق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقا في إقذاع شديد ، ويخرج ذلك الرجل موطنا للجهل والبخل والجبن ، والفرار عن إنقاذ اﻷحبة من وهدة الموت في المعارك .قال حسان هاجبا بني سهم بن عمرو : والله ما في قريش كلها نفر أكثر شيخا جبانا فاحشا غمرا هذر مشائيم محروم ثويهم إذا تروح منهم زود القـمرا لوﻻ النبي ، وقول الحق مغضبة لما تركت لكم أنثى وﻻ ذكرا ويقول في مقطوعة يعير قريشا فيها بهزيمتها يوم بدر : فينا الرسول وفينا الحق نتبعه حتى الممات ونصر غير محدود مستعصمين بحبل غير منجذم مستحكم من حبال الله ممدود من جانب آخر ، فإننا نبعد عن حسان بن ثابت ما اتهمه الرواة به ، وأﻻ نقبل من شعره إﻻ ما يغلب عليه اﻹقذاع باﻷيام واﻷنساب . قيمة شعر حسان بن ثابت شعر حسان بن ثابت طبع مندفع ، وقريحة هائجة . ومن جوانب قيمة شعره : 1. القيمة الفنية : حسان بن ثابت شاعر شديد التأثر ، قوي العاطفة ، يفوته التأني ، ولهذا ترى شعره يتدفع تدفعا ، متتبعا في ذلك الطبع والفطرة ﻻ الصنعة والتعمل . ومن ثم تلقى شعره خاليا من كل ما يتطلب النظر الهادئ المتفحص ، فمطالعه مقتضبة اقتضابا شديدا ، يسرع في اﻻنتقال منها إلى موضوعة الذي تحتدم به نفسه ، وانتقاله غير بارع عادة . ثم إن كﻼمه يخلو من الترتيب والتساوق لما في عاطفته في فوران . وهذا الفوران نفسه يحول دون التنقيح . وقد نتج عن ذلك لين وضعف في شعره اﻹسﻼمي خصوصا ، لتقدمه في السن ولما كان هنالك من أحوال مثيرة للعاطفة وقد حمي النضال واستعر القتال ، وﻻنصراف الشاعر إلى اﻻرتجال والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي بذكر الغزوات وأربابها . وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول . ويخلو شعره من الوصف والتمثيل اللذين كانا في الشعر الجاهلي عموما . إﻻ أنه ﻻ يخلو على كل حال من اﻻندفاع العاطفي العنيف ، والصدق في ذلك اﻻندفاع ، وانتفاض العصب في اﻷبيات التي تنطلق أحيانا كالسهام أو كالسيل الذي يجرف السخط والهيجان ، والكﻼم المقذع الذي يهشم تهشيما . وإننا نلمس في كﻼم حسان أثرا للدين الجديد وللقرآن ، وذلك ظاهر في المعاني الجديدة من ارتياح إلى المصير ، وتفصيل بعض العقائد والشعائر من توحيد وتنزيه وثواب وعقاب ، وذلك ظاهر أيضا في اﻷلفاظ التي أعطاها اﻹسﻼم إيحاء جديدا ، ونثرها حسان في شعره . ولقد حق بعد ذلك أن يقال أن حسان بن ثابت هو مؤسس الشعر الديني في اﻹسﻼم . 2. القيمة التاريخية : لشعر حسان ، فضﻼ عن القيمة الفنية ، قيمة تاريخية كبرى ، فهو مصدر من مصادر تاريخ تلك اﻷيام ، يسجل مآتي الغساسنة ويصف غزواتهم وممتلكاتهم ، ويسجل أحداث الفجر اﻹسﻼمي ، ويطلعنا على أخبار محمد صلى الله عليه وسلم في غاراته وغزواته وفتح مكة ، كما يطلعنا على أسماء الصحابة وأعداء اﻹسﻼم . وهكذا كان حسان بن ثابت شاعرا ومؤرخا كما كان شعره فاتحة للشعر السياسي الذي ازدهر في عهد بني أمية . المصدر: منتديات ديوانية بني شهر pshk fk ehfj «C fk pshk
__________________
|
|||
05-24-2015, 01:56 PM | #2 | |||
|
بارك الله فيك
__________________
أسوأ ما يحصل منا إننا حين نرى سلبية في أحدهم نُخبر كل من حوله ولا نخبره بها .! نحن نجيد التحدث عن بعضنا، لا مع بعضنا ! |
|||
05-24-2015, 05:22 PM | #3 | |||
|
__________________
|
|||
06-09-2015, 02:27 AM | #4 | |||
|
طرح اكثر من رائع
|
|||
06-09-2015, 07:30 PM | #5 | |||
|
__________________
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ثابت, بن, حسان, «} |
|
|