منتدى السيرة العطرة منتدى فيه كل مايخص احاديث وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-23-2015, 05:34 AM | #1 | |||
|
الم نشرح لك»{صدرك
ما شرحنا لك صدرك فصار وسيعا فسيحا ﻻ ضيق فيه، وﻻ حرج وﻻ همّ وﻻ غمّ وﻻ حزن، بل مﻸناه لك نورا وسرورا وحبورا.
أما شرحنا لك صدرك ومﻸناه حكمة ورحمة وإيمانا وبرا وإحسانا. وشرحنا لك صدرك فوسعت أخﻼق الناس، وعفوت عن تقصيرهم، وصفحت عن أخطائهم، وسترت عيوبهم، وحلمت على سفيههم، وأعرضت عن جاهلهم، ورحمت ضعيفهم. شرحنا لك صدرك فكنت كالغيث جوادا، وكالبحر كرما، وكالنسيم لطفا، تعطي السائل، وتمنح الراغب، وتكرم القاصد، وتجود على المؤمّل. شرحنا لك صدرك فصار بردا وسﻼما يطفئ الكلمة الجافية، ويبرد العبارة الجارحة، فإذا العفو والحلم والصفح والغفران. شرحنا لك صدرك فصبرت على جفاء اﻷعراب، ونيل السفهاء، وعجرفة الجبابرة، وتطاول التافهين، وإعراض المتكبرين، ومقت الحسدة، وسهام الشامتين، وتجهّم القرابة. شرحنا لك صدرك فكنت بسّاما في اﻷزمات، ضحّاكا في الملمّات، مسرورا وأنت في عين العاصفة، مطمئنا وأنت في جفن الردى، تداهمك المصائب وأنت ساكن، وتلتفّ بك الحوادث وأنت ثابت، ﻷنك مشروح الصدر، عامر الفؤاد، حيّ النفس. شرحنا لك صدرك فلم تكن فظا قاسيا غليظا جافيا، بل كنت رحمة وسﻼما وبرا وحنانا ولطفا، فالحلم يُطلب منك، والجود يُتعلّم من سيرتك، والعفو يؤخذ من ديوانك. {ووضعنا عنك وزرك}: حططنا عنك خطاياك وغسلناك من آثار الذنوب. فأنت مغفور لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت اﻵن نقيّ طاهر من كل ذنب وخطيئة، ذنبك مغفور، وسعيك مشكور، وعملك مبرور، وأنت في كل شأن من شؤونك مأجور، فهنيئا لك هذا الغفران، وطوبى لك هذا الفوز، وقرة عين لك هذا الفﻼح. {الذي أنقض ظهرك}: أثقل هذا الوزر كاهلك، وأضنى ظهرك حتى كاد ينقضه ويوهنه، فاﻵن أذهبنا هذا الثقل وأزلنا هذه التبعة، وأعفيناك من هذا الخطب، وأرحناك من هذا الحمل، فاسعد بهذه البشرى، وتقبّل هذا العطاء، وافرح بهذا التفضّل. {ورفعنا لك ذكرك}: ﻻ أُذكر إﻻ تذكر معي، يقرن ذكرك بذكري في اﻷذان والصﻼة والخطب والمواعظ، فهل تريد شرفا فوق هذا؟ يذكرك كل مصلّ وكل مسبّح وكل حاجّ وكل خطيب، فهل تطلب مجدا أعلى من هذا؟ أنت مذكور في التوراة واﻹنجيل، منوّه باسمك في الصحف اﻷولى والدواوين السابقة، اسمك يشاد به في النوادي، ويُتلى في الحواضر والبوادي، ويُمدح في المحافل، ويُكرر في المجامع. رفعنا لك ذكرك فسار في اﻷرض مسير الشمس، وعبر القارات عبور الريح، وسافر في الدنيا سفر الضوء، فكل مدينة تدري بك، وكل بلد يسمع بك، وكل قرية تسأل عنك. رفعنا لك ذكرك فصرت حديث الرّّكب، وقصة السّمر، وخبر المجالس، وقضية القضايا، والنبأ العظيم في الحياة. رفعنا لك ذكرك فما نُسي مع اﻷيام، وما مُحي مع اﻷعوام، وما شُطب مع قائمة الخلود، وما نُسخ من ديوان التاريخ، وما أغفل من دفتر الوجود، نُسي الناس إﻻ أنت، وسقطت اﻷسماء إﻻ اسمك، وأغفل العظماء إﻻ ذاتك، فمن ارتفع ذكره من العباد عندنا فبسبب اتّباعك، ومن حُفظ اسمه فبسبب اﻻقتداء بك. ذهبت آثار الدول وبقيت آثارك، ومُحيت مآثر السﻼطين وبقيت مآثرك، وزالت أمجاد الملوك وخلّد مجدك، فليس في البشر أشرح منك صدرا، وﻻ أرفع منك ذكرا، وﻻ أعظم منك قدرا، وﻻ أحسن منك أثرا، وﻻ أجمل منك سيرا. إذا تشهّد متشهّد ذكرك معنا، وإذا تهجّد متهجّد سمّاك معنا، وإذا خطب خطيب نوّه بك معنا، فاحمد ربّك ﻷننا رفعنا لك ذكرك. { فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا}: إذا ضاقت عليك السبل وبارت الحيل، وتقطعت الحبال وضاق الحال، فاعلم أن الفرج قريب وأن اليسر حاصل. ﻻ تحزن، فإن بعد الفقر غنى، وبعد المرض شفاء، وبعد البلوى عافية، وبعد الضيق سعة، وبعد الشدّة فرحا. سوف يصلك اليسر أنت وأتباعك، فترزقون وتنصرون وتكرمون ويفتح عليك، ولكن ليس يسر واحد بل يسران. إنها سنة ثابتة وقاعدة مطّردة أن مع كل عسر يسرا، بعد الليل فجر صادق، وخلف جبل المشقة سهل الراحة، ووراء صحراء الضيق روضة خضراء من السعة، إذا اشتد الحبل انقطع، وإذا اكتمل الخطب ارتفع، سوف يصل الغائب، ويشفى المريض، ويعافى المبتلى، ويفكّ المحبوس، ويغنى الفقير، ويشبع الجائع، ويروى الظمآن، ويسرّ المهموم، وسيجعل الله بعد عسر يسرا. وهذه السورة نزلت عليه الصﻼة والسﻼم وهو في حال من الضيق، وتكالب اﻷعداء، واجتماع الخصوم، وإعراض الناس، وقلة الناصر، وتعاظم المكر، وكثرة الكيد، فكان ﻻ بد له من عزاء وسلوة وتطمين وترويح، فنزلت هذه الكلمات له وﻷتباعه الى يوم القيامة وعدا صادقا وبشر طيبة، وجائزة متقبّلة: اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ايلك بالبلج {فإذا فرغت فانصب}: إذا انتهيت من أعمالك الدنيوية وأشغالك الشخصية فانصب لنا بالعبادة، وتوجّه لنا بالطاعة، وأكثر من ذكرنا ودعائنا. إذا فرغت من الناس وقضايا الناس وأسئلة الناس فقم في محراب عظمتنا، وانطرح على بابنا، واقرب منا، ومرّغ جبينك لنا، لتلقى الفوز والفﻼح واﻷمن والنجاة. إذا فرغت من اﻷهل والولد والقريب والصاحب فاجعل لك وقتا معنا، ارفع فيه سؤالك، اعرض فيه حاجتك، أكثر فيه دعاءك، ادعنا وسبّحنا واطلبنا واستغفرنا واشكرنا واذكرنا. إذا فرغت من اﻷحكام والقضايا والموعظة والفتيا والتعليم واﻹرشاد والجهاد والنصيحة، فتعال لتزداد من قوتنا قوة، ومن مددنا عونا، ومن رزقنا زادا، ومن فتحنا بصيرة وذخيرة. نحن أولى بك منك، وأحق بفراغك من غيرنا، ويا له من توجيه له وﻷتباعه عليه الصﻼة والسﻼم في صرف الفراغ في العبودية، وملء هذا الزمن بذكره وشكره جلّ في عﻼه، ليحصل المقصود من الرضا والسكينة والفرج والعاقبة الحسنة وصﻼح الحال والمال، وعمار الدنيا واﻵخرة. {وإلى ربّك فارغب}: إلى ربك وحده فارغب، وﻻ ترغب من غيره شيئا، وإليه وحده فاتجه وعليه توكّل، وفيه فأمل، فإن الرغبة والرهبة ﻻ تكون إﻻ إليه ﻷنه صاحب الثواب لمن أطاعه والعقاب لمن عصاه، والرغائب الجليلة ﻻ يملكها إﻻ الله، فعنده مفاتح الخزائن ومقاليد اﻷمور، فهو أهل أن يدعى وأن يسأل وأن يؤمل وأن يقصد جلّ في عﻼه: إليك وإﻻ ﻻ تشدّ الركائب ومنك وإﻻ فالمؤمّل خائب وفيك وإﻻ فالغرام مضيّعٌ وعنك وإﻻ فالمحدث كاذب وقد تنزلت هذه الكلمات على رسولنا صلى الله عليه وسلم في فترات عصيبة، وفي لحظات حاسمة عاشها صلى الله عليه وسلم وتجرّع غصصها وحسا مرارتها. للدكتور/ عائض القرني المصدر: منتديات ديوانية بني شهر hgl kavp g;»Vw]v; hgl
__________________
|
|||
06-17-2015, 02:38 AM | #2 | |||
|
طرح رائع راق لي كثيرا
وبطاقات طرحك ولا أروع لاحترمنا الله من إبداعك سلمتى وسلمت مواضيعك الراقية كنت هنا وراق لي إبداعك فقول بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
|
|||
06-17-2015, 02:47 PM | #5 | |||
|
__________________
|
|||
06-17-2015, 02:48 PM | #6 | |||
|
__________________
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لك»{صدرك, الم, وشرح |
|
|