07-05-2015, 01:32 PM | #1 | |||
|
رمضان شهر القرآن «}
ثمة عﻼقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام، تلك العﻼقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم، فيُقْبِل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه، وتمتلئ المساجد بالمصلين والتالين، وتدوي في المآذن آيات الكتاب المبين، معلنة للكون أن هذا الشهر هو شهر القرآن، قال جل وعﻼ: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، قال الحافظ ابن كثير: "وكان ذلك -أي إنزال القرآن- في شهر رمضان في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكان جبريل عليه السﻼم يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان -كما في "الصحيحين"-، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين.
وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته، وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثﻼث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكانوا يقرؤون القرآن في الصﻼة وفي غيرها، فكان لﻺمام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصﻼة، وكان اﻷسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثﻼث، وفي العشر اﻷواخر في كل ليلة، وكان اﻹمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقْبِل على قراءة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته وأن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل ﻻ لمجرد تﻼوته والقلب غافل ﻻه، قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (ص:29)، وقال: {أفﻼ يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد:24)، وقد وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم {أميون ﻻ يعلمون الكتاب إﻻ أماني} (البقرة:78)، وهذه (اﻷمية) هي أمية عقل وفهم، وأمية تدبر وعمل، ﻻ أمية قراءة وكتابة، و(اﻷماني) هي التﻼوة -كما قال المفسرون-، بمعنى أنهم يرددون كتابهم من غير فقه وﻻ عمل. وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حين حدث أصحابه يوماً فقال: (هذا أوان يُختلس العلم من الناس، حتى ﻻ يقدروا منه على شيء)، فقال زياد بن لبيد اﻷنصاري: كيف يُختلس منا، وقد قرأنا القرآن؟! فوالله لنقرأنه، ولنُقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال: (ثكلتك أمك يا زياد! إن كنتُ ﻷعدُّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة واﻹنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم) رواه الترمذي.* إذن، فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته، وليس القصد من تﻼوته هذَّه كهذَّ الشِّعر، دون تدبر وﻻ خشوع وﻻ ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني، ليصبح همُّ الواحد منا الوصول إلى آخر السورة، أو آخر الجزء، أو آخر المصحف، ومن الخطأ أيضاً أن يحمل أحدنا الحماس -عندما يسمع اﻵثار عن السلف التي تبين اجتهادهم في تﻼوة القرآن وختمه- فيقرأ القرآن من غير تمعن، وﻻ تدبر، وﻻ مراعاة ﻷحكام التجويد، أو مخارج الحروف الصحيحة، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً، وقد جاء رجل ﻻبن مسعود رضي الله عنه، فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال ابن مسعود: "أهذّاً كهذِّ الشِّعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن ﻻ يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع"، وكان يقول: "إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك، فإنه خير تُؤْمَر به، أو شر تُصْرَف عنه"، وقال الحسن: "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تﻼوته عمﻼً". فاحرص -أخي الصائم- على تﻼوة القرآن في هذا الشهر بتدبر وحضور قلب، واجعل لك ورداً يوميًّا ﻻ تفرط فيه، ولو رتبت لنفسك قراءة جزأين أو ثﻼثة بعد كل صﻼة لحصَّلت خيراً عظيماً، وﻻ تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأوﻻدك نصيباً من ذلك. والله يهدي السبيل. المصدر: منتديات ديوانية بني شهر vlqhk aiv hgrvNk «C hgrvHk vlqhk aiv «C
__________________
|
|||
07-05-2015, 03:28 PM | #2 | |||
|
قمة الإبدآآع والتألق ..
|
|||
07-10-2015, 03:11 PM | #3 | |||
|
__________________
|
|||
07-11-2015, 04:04 AM | #4 | |||
|
يععطيـك الـعـآفيـهَ ع جم ـآل طرحـك
|
|||
07-15-2015, 08:31 AM | #5 | |||
|
__________________
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
القرأن, رمضان, شهر, «} |
|
|