07-25-2011, 08:32 AM | #1 | |||
|
الحث على بلوغ مراتب الغرباء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا، فطوبى للغرباء )) ـ أخرجه مسلم في صحيحه] قال محمد بن الحسين -رحمه الله-: من أحب أن يبلغ مراتب الغرباء فليصبر على جفاء أبويه وزوجته وإخوانه وقرابته فإن قال قائل: فلم يجفوني وأنا لهم حبيب !! ، وغمّهم لفقدي إياهم إياي شديد؟؟ قيل: لأنك خالفتهم على ماهم عليه من حبهم الدنيا وشدة حرصهم عليها ولِتمكّن الشهوات من قلوبهم ، ما يبالون ما نقص من دينك ودينهم إذا سَلِمَتْ لهم بك دنياهم ، فإن تابعتهم على ذلك كنت الحبيب القريب، وإن خالفتهم وسلكت طريق أهل الآخرة باستعمالك الحق جفا عليهم أمرك ، فالأبوان متبرّمان بفعالك، والزوجة بك متضجرة فهي تحب فراقك ، والإخوان والقرابة قد زهدوا في لقائك، فأنت بينهم مكروب محزون، فحينئذٍ نظرت إلى نفسك بعين الغربة فأنست ما شاكلك من الغرباء ، واستوحشت الإخون والأقرباء ، فسلكت الطريق إلى الله الكريم وحدك ، فإن صبرت على خشونة الطريق أيامًا يسيرة واحتملت الذّل والمداراة مدةً قصيرةً وزهدت في هذه الدار الحقيرة ؛ أعقبك الصبر أن ورد بك إلى دار العافية؛ أرضها طيبة ورياضها خضرة وأشجارها مثمرة وأنهارها عذبة ؛ {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ} [الزخرف:71] وأهلها فيها مخلدون؛ { يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ* عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:25-28] { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ }[الصافات:45] {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة:19-24] المصدر: منتديات ديوانية بني شهر hgpe ugn fg,y lvhjf hgyvfhx
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|