أنزلوا الناس منازلهم ...

أنزلوا الناس منازلهم ...

بسم الله الرحمن الرحيم

قد شاع بين المسلمين اليوم ما ينافي الأدب والاحترام في تعاملاتهم وسلوكياتهم ، فنحن نرى من ينادون من هو أكبر منهم سناً ومقاماً باسمه مجرداً من صِفَتِه ، وليس هذا من الأدب في شيء ، فنحن وقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام ، لابد أن نتأدبَ بأدب الإسلام ، فقد قال عليه وآله الصلاة والسلام : " إنَّ مِنْ إِجْلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم .." ..[ حديث حسن ، النووي ـ التبيان : 35 ] .

ولابد أن نربي أولادنا على هذا منذ صِغرهم ، وعلى غيره مـن الآداب ، وقد ذكرها علماؤنا الأجِلاء ، ومنهم الإمام الغزالي ، حيث قال : (( ويُعَوَّد ـ أي الصبي ـ أن لا يبصق في مجلسه ، ولا يتمخّط ، ولا يتثاءب بحضرة غيره ، ولا يضع رجلاً على رجل ، ويُمنَع من كثرة الكلام ، ويُعَوَّد أن لا يتكلم إلا جواباً ، وأن يحسن الاستماع إذا تكلم غيرُه ممن هو أكبر منه ، وأن يقومَ لمن هو فوقه ويجلس بين يديه ، ويُمنع من فُحش الكلام ، ومن مخاطة من يفعل ذلك ، فإنَّ أصل حفظ الصبيان حفظهم من قرناء السوء )) .

فإن لم يترب الأولاد على الأدب في صغرهم ، فمتى يتربون ؟! .

قد ينفع الأدبُ الأولادَ في صغر *** وليس ينفعهم من بعــده أدبُ
إنَّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قومتها الخُشُبُ

ثم إنك ترى من لا يتأدب في بيوت الله ، ولا عند سماع القرآن ، ومن يستهتر بمَواطن القداسة ولا يحتفل بها ، لا يصلُح للنهـوض بأمته .

كما أنك ترى من لا يُجِلُّ العلمَ والعلماء ، ومن لا يتأدب في مجالس العلم ، ولا أثناء الدرس ، فلابد من الأدب ، والأدب يأتي قبل العلم ، فقد قيل : (( إن طلب العلم له ركنان : أدب النفـس ، وأدب الدرس )) .

وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه - : (( تأدبـوا ثم تعلمــوا )) . وقال أبو عبد الله البلخي : (( آداب النفس أكبرُ من آداب العلم ، وآداب العلم أكبر من العلم )) .
وقال ابن المبارك : (( نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوج منا إلى كثيرٍ من العلم )) ، وقيل أيضاً : (( اعلم بأن طالب العلم لا ينال العلمَ ولا يَنتفع به إلا بتعظيم العلم وأهله ، وتعظيم الأستاذ وتوقيره ، فإن مَن عَلَّمَكَ حرفاً واحداً مما تحتاج إليه في الديـــن ، فهو أبوك في الدين ، ومن توقيره توقير أولاده ومَن يتعلّق به )) .

رأيت أحقَّ الحقِّ حقُّ المعلـم *** و أوجبُه حفظاً على كل مسلم
لقد حُق أن يُهدى إليه كرامةً *** لتعليم حرف واحدٍ ألفُ درهم

فانظر كيف كان أدبُ العلماء بعضهم مع بعض ، وكيف كان أحدهمُ يعرف فضلَ الآخر ، فقد قال الإمام الشافعي في الإمام ابن حنبل :

قالوا يزورك أحمد وتــزوره *** قلتُ الفضائل لا تفارق منزلَــه
إن زارني فبفضله أو زُرتُـه *** فلفضلِه فالفضل في الحالين له

وقيل : (( إذا أردتَ العلمَ النَّفيس ، فعليك بابن إدريس ، فقال الشافعي : وكيف ذلك ، وفي المدينــة مالك ؟ )) .

ومِن أدب المسلم أن يعرف لأهل الفضل فضلَهم ، وأن لا يذكر عيوبَهم تقديراً لهم ، كما قال التابعي الجليل ابن المسيّب : (( ليس من شريفٍ ولا عالمٍ ولا ذي فضلٍ إلا فيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكرَ عيوبُه )) .

فيا أيها المسلمون ، أنزلوا الناس منازلهم ، وأكرموا ذا الشيبة المسلم ، واعرفوا للعلماء حقهم ، ولذي الفضل فضلهم ، فهذا مما أدَّب به النبيُّ ـ عليه وآله الصلاة والسلام ـ أصحابَه ، فلما دخل مكةَ المكرمة ، ودخل المسجدَ الحرام ، أتى أبو بكر بأبيه أبي قحافة يقـــوده ، فلما رآه رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام قال : " هلاّ تركتَ الشَّيْخَ في بيته حتى آتيه ؟ " فقال يمشي هو إليك يا رسول الله أحق أن تمشي إليه ..[ إسناده صحيح ، ابن حجر العسقلاني ـ الإصابة : 2/461 ] .
وجاء شيخ يريد النبي عليه وآله الصلاة والسلام ، فأبْطأ القومُ أن يُوَسِّعوا له ، فقال : " ليس مِنّا مَن لم يَرحم صغيرَنا ، ولم يُوَقِّر كبيرَنا " ..[ صحيح ، الألباني ـ صحيح الترمذي : 1919 ] ........

و الحمد لله رب العالمين .

بقلم : لبنى شرف ـ الأردن .

أزكى تحي

المصدر: منتديات ديوانية بني شهر

---

Hk.g,h hgkhs lkh.gil >>>

 

يعطيك الف عافيه اخؤؤي ابو عادة
تقبل مروري

 

حياك الله أختي الفاضلة
ونشكرك على مرورك

أزكى تحية

 

أخي أبو غادة

الله يعطيك العافية على اثارة مثل هذا الموضوع المهم
فوالله اننا في هذا الزمن نرى العجب العجاب
لكن بأقولها لك في البداية ....
هل تلوم الجيل إذا أصبح بهذا السوء ؟؟؟
من يربي أو أين من يربي !!!
أصبحنا نرى من يسعى لأن ينجب الأبناء ويفعل المستحيل إن لم يرزق بحثا عن العلاج وغيرهم من يسعى ليكثر نسله ...وماذا بعد ذلك ؟؟
لم يعد لهذا الطفل إلا ...
أم تخلت أو أب مشغولا !!
عندما تقول عليه احترام كبار السن ...أولا أنظر إلى من تطلب منه ان يحترم كبير السن كيف يخاطب والديه وكيف يكون احترامه لهما!!!
نشاهد في مجتمعنا التندر بكبار السن والسخريه منهم وتصويرهم لنشر مقاطع مضحكة عنهم
أصبحنا نسخر من علمائنا ومشايختنا ونتندر بهم أو نسفه أرائهم وكلامه
أصبحنا ننظر إلى من هم أقل منا بنظرة احتقار وكأنهم عبيد عندنا
أين من يحترم في المجالس كبير السن ويقف له اجلالا ويمسك به ويجلسه في مكانه لا نراها ؟؟
أين من يخفض صوته ويحسن أدبه ويحترم تصرفاته ؟؟
أين قم للمعلم وفه التبجيلا ؟؟
أين وأين ...؟؟
وقبلها كل ذلك لن نلوم الا من يربي هذا الجيل
والذي أنجبه وأهمله...
هجر في تربيته قال الله وقال رسوله وأصبح يبحث عن أساليب التربية الحديثة وليته وصل لهذا عندما خسر السابق

أشكرك أخي الكريم مرة أخرى ...
ترى باقي في جعبتي المزيد لكن ارتفع ضغطي فتوقفت

تحياتي لك

 

اولا اشكرك اخوي ابو غاده على هذا الموضوع
بصراحه اضيف على رد اختي قمه
انا لا نلوم الصغار فقد
فالكبار اذا حترمناهم وناديناهم اما عمي لكبر سنه
او خاله لكبر سنها
وماهو الا احترام ربونا اهلنا عليه
نتفاجاء بموجه غضب منهم لهذي المناده
فوالله انها حصلت معي
وترد عليه تقول شايفتني ايش عشان تقولين لي خاله
لا تقولين خاله
اضطر اني ما اتكلم معها
بالنسبه لي خالاتي والله العظيم انهم اشتكو على امي
عشان ما اقولهم خالاتي
وهم خالاتي
اخوات امي
فلما اناديهم باسمائهم
هم اللي طلبو بعدم الاحترام لهم
وفيه موقف صار قدامي ويمكن ما تصدقوني
وحده نادت امها ماما واحنا في مناسبه
ماكان من امها الا ان هزئتها وبشده وقالت لها لا تقولين ماما تكبريني
ماكان من البنت الا انها انهارت بالبكاء
ومن اشد الموقف اللي اثرت فيني
هذا الموقف
السبب لعدم الاحترام في تفكير شريحه معينه من المجتمع
ان احترمناهم زعلو
اسفه على الاطاله
تقبل مروري المتواضع

 

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
تقبل مروري

 

لله درك ع مالمسته في ً زمننا هذا الله المستعان
يعلم الله انك اصبحت تملل وتتضجر من هذا ً في الوقت الحاضرً
الان ً اذا ريت رجل مسن في مقام والداي ً حماه الله ارى الكل يستهزي به
ولايلقي اهميه
ولكن لووووو جعلت الشريط في الماضي ان الرجل هذا المسن ً لابد ان نقدر ونحترمه ً ونجله مكاننا ً
وحتى بالالقاء النظر لنا نستحي ً ونقدر لكن لو كان بجيل البطاطس والشوكلاته ووو الدلع
لايلقي اهتمام او التقديرً ...
لكن ان كان فكل ً راع مسؤؤؤل عن رعيته وتربيته ...
كل التحايا لروحك ً ياراقي ً واكليل ورد لروحكً.....!
@

 

قــــمــــة
بنت الجنوب
الأميرة
سحابة المحيط
أشكركن على مداخلاتكن التي أثرت الموضوع
وأحترم جميع أرائكم
أخواتي
قد ينفع الأدبُ الأولادَ في صغر *** وليس ينفعهم من بعــده أدبُ
إنَّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قومتها الخُشُبُ

ابناؤنا في أمس الحاجة الى تعليمهم الأدب وما ذاك إلا أن نكون قدوة حسنة في تعاملاتنا وكلامنا.
باختصار .. اذا كان فاقد الشيء لا يعطيه , فكيف نطلب من أبنائنا إحترامنا.

للأسف الشديد بعض الناس يؤثرون مشاغلهم بأمور الدنيا على ابنائهم دون توجيه أو تعليم فكيف لنا أن نجد أبناء يحترمون ويقدرون كبير سن أو معلم أو . . أو ... حتى الوالدين انفسهم.

أذكر ذات يوم دخل رجل مسن مجلساً وقال السلام عليكم فردوا عليه السلام فنظر لهم ليفسحوا له مكاناً تقديراً وأحتراماً فلم يتزحزح أحدٌ من مكانه , وبما أنه رجل مبدأ وصاحب كرامة وله تاريخ لا يعرفه إلا من كان معه في زمانه , فإنه لم يجد بداً من أن يغادر المجلس في حينه حزيناً قائلاً ((( أستودعكم الله) ولم يحضر مناسبة بعدها.

حتى أن رجل كان يُقعد إبنه صاحب العشر سنوات بجواره وكان يحضه على المحافظة على كرسي الرئاسة فنعم الوارث والمُورث والموروث.

وبعد وقت وجيز دخل رجل مقتدر في الخمسينات فتسابقوا كالأبل الهائجة يخلون له ألأماكن
رغم معرفتهم الكاملة له وضعي ألف خط تحت معرفتهم له.

زمن عجيب , سيأتي زمان ندفع فيه فاتورة تربيتنا هذه
وثقوا ثقة تامة أننا سنلاقي نفس المصير إن لم نحسن تربية أبنائنا.

هنالك أبناء يُفاخر بهم وهنالك من يُدعى عليه كل صباح ومساء.
الموضوع كبير وذو شجون ولكن

السبب الرئيسي هو ألأباء والأمهات وما ينقلونه من قيم وتعاليم إلى أبنائهم
وكل نفس بما كسبت رهينة.
أزكى تحية

 

موضوع رائع وفيه دروس كثيره
وقد استفدنا كثيرا من الموضوع والمداخلات من الاخوان
اشكرك

 

أبو غاده
ياااا عيني عليك وعلى طرحك الراقي برقي شخصك الكريم ..
كلام جميل يطول الشرح عنه وقد سبقوني أحبابي من قبلي بالرد الشافي ..
أكتفي بإعجابي لما سردت لنا هنا .. ربي يعطيك العافية ..
وسلمت أناملك على هذا الطرح ..
تحياتي لك