11-24-2012, 07:31 PM | #1 | |||
|
تحية لكم بني شهر!
خالص جلبي ٢٠١٢/١١/٢٤ تحية لكم بني شهر! في هذا الصباح البارد والضباب يطوقني في جبال السروات قلت في نفسي والدمعة تكاد تخرج من عيني؛ لو لم أكن سورياً للبست البشت والعقال وكنت رجلاً من بني شهر! نعم إنها كرامة أن تكون بين الكرام. قلت لأبي عبدالعزيز المزهر من أين لكم كل هذه الطيبة؟ أهي من الجينات أم المناخ؟ ضحك وغلبني: لأنك ترى هكذا! زاد حبي لهم أكثر بمزيج طيب العشرة والتواضع. إنها أخلاق أصحاب الجنة. ثم تذكرت تلك الموعظة من رسول الرحمة وهو يعظ الأنصار بعد فتح مكة وهو يعطي قريشاً ما لم يعط أحداً. أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، ووجوهاً كثيرة من القرشيين أموالاً وإبلاً وفيرة. كان صلى الله عليه وسلم مثل الريح المرسلة. ظن بعضهم أنه اجتمع بقومه أخيراً فساد اللغط والإشاعات؛ فجمعهم وقال: ما قالة بلغتني عنكم؟ فهز الأنصار رضوان الله عليهم رؤوسهم بل الله ورسوله أعلم. هنا تحدث ففاض؛ وأنا فاضت دمعتي من عيني حين تذكرت تلك الموعظة المشهورة وأنا انغرس في قلبي يا بني شهر حبكم ولستم الوحيدين من كرام جبال عسير. لقد نبت في قلبي حبكم كما تنبت من الكف الأصابع. قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بما معناه هل ترون أني تألفت قلوب قوم بلعاعة من الدنيا ووكلتكم إلى إيمانكم. والله لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار. الناس دثار والأنصار شعار. والله لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار (الله أكبر على الكرامة!) لقد أثبت الأنصار ذلك في بيعة السقيفة فتركوا الملك والحكم حفاظاً على وحدة الأمة وبايعوا أبا بكر. تابع نبي الرحمة: ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم (هنا بكيت أنا). يتابع نبي الرحمة: اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار! الله أكبر يبكي الأنصار بشدة حتى تتحدر الدموع من العيون إلى اللحى ويصيحوا بصوت واحد رضينا برسول الله قسماً. أي نور؟ أي ضوء؟ أي مستوى؟ أي اندماج وتآلف؟ أي أمة صنع هذا الرجل المعجزة هذه المعجزة. لقد طفت المملكة جيداً وخالطت معظم أهلها فلم أجد أطيب وأكرم وأنبل من هذا الشعب؛ بني شهر. وهذا لا ينقص قدر الآخرين ولكن الله فضل الرسل بعضهم على بعض فكيف بالعباد؟ وموسى الرسول تعلم من الرجل الصالح. كما أن القضية هي في عمومها زاوية شخصية قد تكون صالحة لبعض دون بعض.أما أنا فقد عشقت جبال السروات وذرى عسير وضباب النماص وبرد تنومة وخاصة شعبها النبيل فحياكم الله يا بني شهر. ليتني لم أغادرها منذ ربع قرن وها قد اكتحلت عيني برؤيا ترابها وذراها وقمم جبالها الشامخات وقبل ذلك شعبها النبيل. المصدر: منتديات ديوانية بني شهر jpdm g;l fkd aiv!
|
|||
11-24-2012, 08:14 PM | #2 | |||
|
رد: تحية لكم بني شهر!
فلم أجد أطيب وأكرم وأنبل من هذا الشعب؛ بني شهر.
|
|||
11-24-2012, 08:30 PM | #3 | |||
|
رد: تحية لكم بني شهر!
صدق والشاهد الله فيما قال
__________________
|
|||
11-24-2012, 10:20 PM | #4 | |||
|
رد: تحية لكم بني شهر!
خالص جلبي لو بقي في النماص لسلم من تهمة الليبرالية نبذة عنه: طبيب وجراح كردي سوري المولد كندي الجنسية ومفكر إسلامي معاصر، من مواليد 1945م في القامشلي شمال شرق سورية. يتكلم اللغتين الألمانية والإنكليزية بالإضافة إلى العربية ولغته الأم الكردية، وتخرج من كلية الطب عام 1971 وكلية الشريعة 1974. سافر إلى ألمانيا وأتم هناك تخصصه في جراحة الأوعية الدموية، وعاش فيها حتى عام 1982. حصَل على دكتوراه في الجراحة (فاخ أرتس fachartz) ـ ألمانيا الغربية 1982. عاد من ألمانيا ليستقر في السعودية فعمل كرئيس لوحدة جراحة الأوعية الدموية (بالإنكليزية: Vascular surgery unit) في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة في القصيم بالسعودية بطاقة 570 سريراً. يقيم الآن بمدينة الرياض. وقد عرف نفسه مرة بقوله: (إنني سوري المولد، عربي اللسان، مسلم القلب، وألماني التخصص، وكندي الجنسية، وعالمي الثقافة، ثنائي اللغة، لغة التراث ولغة المعاصرة، وأدعو إلى الطيران نحو المستقبل بجناحين من العلم والسلم). إحدى مقالاته: ( عشقتُ النماص! ) مناخ يذكر بما قاله الله تعالى عن الجنة (لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً). ضباب يلف بردائه بلاد عبقر. ومطر يغسل الجبال الشاهقات. وغيوم تدفعها الرياح فوق الذرى في مدينة معلقة في السماء. حين ترى الضباب المنعش وهو يمشي فوق الرؤوس بأشكال سريالية تكاد لا تُصدق. في الرياض يحاولون ذلك في المقاهي صناعياً ولكنها هنا الطبيعة بجبروتها وسحرها وجمالها؛ فإذا الضباب اشتد لم تعد ترى سوى أمتار محدودة، وتصرخ هل من المعقول أن تجمع المملكة بين «طوز« الشرقية وضباب السروات! إنها مناخات مختلفة جداً ولكنها موجودة، فلا يفوّت أحد الفرصة على نفسه في زيارة النماص ولو أيام الأعياد فلن يندم أبداً. شعب عطره الكرم والضيافة والابتسامة. نساؤها طبعهن الخفر والحياء. عشقتُ النماص ووددت لو عشت فيها بقية عمري ففي جبالها أدفن، وتنعم عظامي بتربتها الرطيبة كما قال الكاتب عن الأندلس (الغصن الرطيب). إنها أندلس وسويسرا ويمن. طبيعة خلابة وجبال جبارة وكتل من صخور تسلم عليك في كل زاوية. قال لي محافظ المدينة (محمد بن حمود النايف) حفظه الله، الذي تشرفت بزيارته والتعرف عليه، قال لي بعد أن أهداني كتاباً بعنوان «النماص مدينة فوق السحاب»: هناك مشروع لبناء مطار في المنطقة؛ فإذا تم فلسوف تتحسن المنطقة نوعياً. وأنا أضيف صوتي لصوته في الإسراع ببناء مطار فيها يستقطب الزوار والسياح من المملكة، وهي تستحق ذلك وهي أهل له بما حباها الله من مناخ يذكر بما أخبر الله به عن الجنة. تابع المحافظ: لقد عملت في أكثر من مكان، هذه المنطقة تتميز بسلام اجتماعي فليس ثمة نزاعات إلا في أضيق الحدود، مع أن سكانها يصلون في تعدادهم إلى ستين ألفاً. إنها شهادة من المحافظ -رعاه الله- ولكنني ألمسها وأنا أتعامل مع المواطنين الذين يراجعون العيادات، أو يخضعون للعمليات، أو ممن يخسرون بعضاً من ذويهم في إصابات وأمراض متقدمة. إن خلقهم التسليم بقضاء الله وشكر الطبيب على ما بذل وليس فتح ماكينات التحقيق لنصل إلى لا شيء سوى تعكير الجو. أنا أقدر التوازن بين حرص الطبيب وصحة المريض وحذار من اختلال هذه الرافعة. وأهل النماص من النوع الذي يحب الطبيب، والطبيب يحبهم ويحرص عليهم فهم له شاكرون.حقيقة عشقت هذه المدينة وأهلها وربما قد يتعجب المرء لو قلت له لقد ندمت على تركي هذه البلدة قبل ربع قرن من الزمان. في المحاضرة التي قدمت للأطباء بعضاً من خبرتي رجعت إلى ذكرياتي في النماص والعمليات التي عملت. قلت لصديقي الطبيب من العاملين في مشفى النماص العام أنتم هنا تأخذون ثلاثة رواتب وليس راتباً واحداً! تعجب وقال كيف؟ قلت راتبك الأصلي زائداً فوقه راتب المناخ الخرافي زائداً فوقه شعب طيب تتعاملون معه بيسر ولطف؛ فلا يطلبون كثيراً وإن نطقوا فسلاماً سلاماً وشكراً شكراً. لقد أخجلوني بكثرة شكرهم المكرر ودعواتهم، بل وتقبيلهم لي على رأسي. أظن أنني في قدومي المجدد للمنطقة انتعشت روحي بالذكريات مع تنفس الهواء المنعش الرطب. لقد عدت لهم بعد ربع قرن وقد كبرت المدينة ربما عشرين ضعفاً وأنا تقدمت في العمر ربع قرن بدون مرض؛ فحيث تمشي تطالعك البيوت على ذرى الجبال. وإذا توقفت وتأملت ومر عليك أحد عرض عليك أن تأكل عنده أو إن كنت بحاجة لأي مساعدة. إنه شعب نبيل في مدينة معلقة فوق ذرى السحاب تعيش بسلام وفي القلوب المودة. لكِ الحب يا مدينة النماص وأهلها إلى آخر نسمة من حياتي.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو غادة القشيري ; 11-24-2012 الساعة 10:25 PM. |
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|