07-04-2013, 12:02 AM | #1 | |||
|
تجاهل الجدل العقيم
كتب زميلي ( هناك البداية ) باحد المنتديات نقلا عن شبكة تجاهل الجدل العقيم إن الجدل الناجح , والمناقشة التي تؤدي إلى نتيجة معناها ؛ أن هناك شيئاً من الأساس متفقاً عليه , ومن المبادئ مسلماً به , فإذا لم يكن هناك أساس ولا مبادئ , فالجدل ضرب من العبث . إذا كان خصمك يريد الغلبة بالحق وبالباطل , وأداته في ذلك طول اللسان وقوة الحنجرة , فما معنى مناقشته ! إنك تحتكم إلى العقل وهو لا يؤمن به , وتحتكم إلى وقائع , وهو يكذبها , وإن صدقها فسرها تفسيراً يخدم غرضه ويوفي بغايته , وإن سلكت مسلكاً سلك غيره عناداً , فكيف تناقشه , ولم تناقشه ؟ كيف تلتقيان إذا كان يريد الغلبه وتريد الحق ويسلك مسلك التهويش , وتسلك طريق المنطق , وتلتزم أنت صحة الواقع , ولا يلتزم هو شيئاً , ففيم الجدل ؟ إذا كان خصمك قد وضع نصب عينه في جدله أن يصل إلى منفعته الشخصية , ووضعت نصب عينيك أن تصل إلى الحق حيث كان , فكيف تلتقيان ؟ ثم هناك من يتحجر عقله على عقائد اعتقدها , أو مبادىء اعتنقها , فكيف تلينه بعد هذا التحجر؟ أو تكسبه المرونه بعد هذا التصلب؟ إنما ينفع الجدل قوماً يبرهنون فيعتقدون , لا قوماً يعتقدون ثم يبرهنون. ولقد كره الإسلام الإمعان في الجدل , وذم قوماً فقال ( بل هم قوم خصِمون ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ضل قوم قط إلا أتوا الجدل " , فلم هذا الإسراف في المخاصمة والإمعان في المجادلة ؟ إن شئت فانظر إلى ما يكتب في الجرائد والمجلات والمنتديات , كيف يتجادلون ويمعنون في الجدل ! حتى ليصدق عليهم أنهم ( قوم خصِمون ) , لا يقفون عند نقطة , ولا يقتنعون ببرهان , وكل ما فعل خصمهم فهو ضلال , وهو باطل , وهو أسود , وكل ما فعله حزبهم فهو حق , وهو صواب , وهو أبيض حتى ولو فعل خصمهم ما طلبوا منه أن يفعل لجرَّحوه في فعله , ورموه بسوء القصد من عمله . وفرق كبير بين النقد يخضع للدليل وللبراهان , وبين اللجاجة في الجدل بالتهويش والسباب والتشهير والإمعان في الخصومة . إن الجدل للوصول إلى الحق لا يخرج الإخوان عن الصفاء , ولا يمس صداقة الأصدقاء , بل يكون الجدل أفعل في توكيد الصداقة , وتثبيت العلاقات لأن كلاً عاون الآخر . أما الجدل للغرض الباطن , فيفسد العلاقة , ويقلب الصداقة عداوة , لأنه ليس إلا وسيلة للانتقام , وشفاء الغليل . ثم استعرض الجدل في المجالس كيف تتشعب الآراء ويطول الجدل , ويكثر الاستطراد , وكثيراً ما ينهى ذلك كله إلى غير نتيجة . فما السر في هذه الفوضى كلها ! وهذا الجدل الطويل كله ؟ سره في قلة العقل فاقل الناس عقلاً أكثرهم كلاماً , ومن لم يحاسب نفسه على ما يقول قال مايشتهي . وسره في عدم ضبط النفس , فالنفس إذا لم يكن لها ضابط من عقل وحكمة شردت وذهبت كل مذهب. وسره في عدم تقويم الزمان , فلا بأس عند الناس أن نضيع الساعات في كلام فارغ , وجدل تافه , فهم يتفكهون بهذا كما يتفكه بعض الناس بلعب الكرة . وسره في تشتت العقلية , فالتفاهم إنما يكون حين تتقارب العقلية , ولكنك تنظر فترى أميين بجانب متعلمين وهؤلاء المتعلمون لا وحدة بينهم , منهم من تعلم في الخارج فأصبحت ثقافته غربيه ومنهم تعلم في الداخل فأصبحت ثقافته محليه , كل ذلك من غير أن يكون هناك دعامة متحدة من ثقافة إسلامية ، ثم الفروق التي تنتجها معيشة الطبقات في العقلية ؛ فعقلية الطبقة الأرستقراطية غير طبيعة الطبقة الكادحه , وهكذا تمزقت الأمة كل ممزق , فلم يعد وحدة في العقلية , ولا وحدة في المزاج . فإن كنت عاقلاً فوفر على نفسك الجدل فيما لا طائل تحته , واقتصد من وقتك وتوارث نفسك , فإن من أهم الأسباب في خلق الأرض واسعة والسماء فسيحة أن نهرب حيث نشاء من الجدل العقيم . يقول أحد الحكماء : العقل كالبحر كلما إزداد عمقاً قلت ضوضاءه. اتمنى لكم قراءة مفيدة دمتم بود واحترام المصدر: منتديات ديوانية بني شهر j[hig hg[]g hgurdl hg[dg hgurdl j]hil
|
|||
07-04-2013, 01:58 AM | #2 | |||
|
سلمت يمينك
__________________
|
|||
07-05-2013, 10:48 AM | #3 | |||
|
الله طرح جدا رائع ...
اسعد الله قلبك ع جمال اطروحاتك دام نبض حرفك الساكن
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجيل, العقيم, تداهم |
|
|