الصلاه تزيل الهموم ما تبقي غموم ...

07-21-2012, 12:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاھ والسلام على آشرف الآنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

قال تعآلى ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )
دعوھ الخليل إبراهيم عليه السلام أن يجعلھ مقيم الصلاھ
على الوجه الذي يرضاھ الله سبحانھ وتعالى،
وأن يجعل ذريتھ متمسكين بهذھ الطاعة الجليلة.

أيها المسلمون :
أمر الله - عز وجل - خلقھ بإفرادھ بالعبادھ فلا يُقبَل عملٌ بلا توحيد،
وثنى بعبادھ بعد توحيدھ - سبحانھ - وأكثر من ذكرها، وأمر الرسل بها؛
فقال لموسى: ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) [طه: 14 ]،
وعيسى - عليه السلام - : ( ‎وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) [مريم: 31 ]،
ودعا إبراهيم ربه أن يكون هو وذريته من المؤدين لها: ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ) [إبراهيم: 40 ]،
وأثنى على إسماعيل لأمرھ أهلھ بها: ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ) [مريم: 55 ].

وهي من الميثاق الذي أخذ على الأمم السابقة:
( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة ) [البقرة: 83 ].

وهي من وصايا لقمان: ( يا بني أقم الصلاة ) [لقمان: 17 ].
وأمرت هذھ الأمھ بالمحافظۃ عليها: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى
وقومواْ لله قانتين ) [البقرة: 238 ].
وأمر بها النساء: ( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة) [الأحزاب: 33 ].

وهي من أسس الإيمان، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
لوفد عبد القيس: « هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا
إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة »؛ متفق عليه.

منزلتها وعظم شأن الصلاة :
منزلتها في الدين بعد الشهادتين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -
يأمر بها في أوائل دعوتھہ، قال هرقل لأبي سفيان: ( بم يأمركم به؟
يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بالصلاة والزكاة،
والعفاف والصلة )؛ متفق عليه.
وهي أحب الأعمال إلى الله؛ سئلَ النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها، ثم بر الوالدين )) متفق عليه.
وخصت من بين سائر العبادات بفرضيتها في السماء
فلم ينزل بها ملك إلى الأرض؛ بل كلم الله نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم-
بفرضيتها من غير واسطھۃ
قال - عليه الصلاة والسلام -: « ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فأوحى الله إلي ما أوحى،
ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة »؛ متفق عليه.
عظمت منزلتها ففرضت خمسين صلاة، ثم خففت إلى
خمس في العدد وبقيت خمسين في الثواب.
أحبها الصحابة - رضي الله عنهم - فكانوا
يؤدونها في أشد المواطن، قال جابر - رضي الله عنه
-: « غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قوما فقاتلونا قتالا شديدا، فقال المشركون:
إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من أولادهم »؛ رواه مسلم.
وبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم – عليها، قال جرير -
رضي الله عنه -: « بايعنا النبي - صلى الله عليه وسلم -
على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم »؛ متفق عليه.

وأثر الصلاة يتعدى إلى أشياء كثيرة في حياة المسلم،
إذا أقامها كما أمر الله فمن ذلك أن

- الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر:

في سورة العنكبوت يقول الله تعالى: ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [45]
فللصلاة دور في النهي عن المنكرات والمعاصي،

- الصلاة ملاذ المسلم عند نزول المصائب والهموم ..

كان النبي عليه الصلاة والسلام يفزع للصلاة عند الشدائد والمدلهمات والكروب،
ويقول لبلال: أرحنا بالصلاة يا بلال، والله عز وجل يقول لنا ( واستعينوا بالصبروالصلاة )

- الصلاة تعلمنا الأخلاق والآداب الفاضلة:

فمن ذلك أنها تعلمنا الاجتماع على الخير، والترابط والتكاتف، والتراحم والتعاطف، وضبط الوقت والمحافظة عليه،
ابتداء من صلاة الفجر، وانتهاء بصلاة العشاء، وما بين ذلك، والصلاة تطهرنا من أدران الباطن،
من البغض والحسد والمعاصي والآثام القلبية، والصلاة تعلمنا الصبر على الشدائد والمحن،
ولذلك شرعت في الحضر والسفر، والسلم والحرب.

الخشوع والخضوع في الصلاھۃ هما أساسا القبول ، وبدونهما لا يستمتع الإنسان بالصلاھۃ ولذتها ،
وهما ثمرھہ لصلاح القلب واستقامھۃ الجوارح ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفھۃ الله جل وعلا،
ومعرفھۃ قدرتھہ وعظمتھہ – سبحانه وتعالى - ومعرفھۃ أوامرھہ والعمل بها، ومعرفھۃ نواهيھہ واجتنابها.

قال تعالى " ( قد أفلح المؤمنون *الذين هم في صلاتهم خاشعون )

من الأسباب التي تؤدي للخشوع في الصلاھۃ

• أول طريق الخشوع يبدأ من قبل أداء الصلاھۃ،
فهذھہ الرحلة الإيمانيھۃ تبدأ من النداء لها ( الآذان ) فهو يحمل الدعوھۃ للفلاح
المنشود ( حي على الفلاح ) ، والفلاح يعني سعادھۃ الدارين
فيقبل المسلم إلى الصلاھۃ لأنه لا شيء يوازي هذا الفلاح.

• ثم إن المرحلھۃ الثانيھۃ من مراحل هذه الرحلھۃ المباركھۃ
يتمثل في الوضوء فهذھہ القطرات التي تتساقط معها الذنوب والسيئات
تذكير آخر بالاستعداد للصلاھۃ.

• ثم محرك آخر لهذا الخشوع يتمثل في استشعار
الأجر العظيم المتمثل في الذهاب إلى المسجد، فخطوھۃ ترفع درجة وأخرى
تحط خطيئھۃ فكم من الحسنات المكتسبھۃ وكم من السيئات المكفرھۃ

• ثم تذكر الرحمھۃ التي تسألها ربك حين تضع أول رجل لك في المسجد
وتذكر المغفرھۃ التي تسألها ربك حين تضع أول رجل في دخولك للمسجد
( اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك )،
نعم لقد دخلت الآن إلى مكان الرحمات والمغفرھۃ والتوبھۃ والأوبھۃ،
الملائكھۃ تستقبلك وتستغفر لك، ( اللهم اغفر له، اللهم ارحمه )
تصلي ركعتي المسجد فتزداد قربا من الله،
تأخذ مصحفا وتفتحه وتقرأ منه فتزداد قربا من الله، ترفع يديك وتدعو ربك،
وتتوسل إليه وتتضرع إليه فتزداد قربا منه، تذكر الله وتسبحه وتستغفره،
وتكبره فتزداد قربا منه،وهكذا تستعد للخشوع في الصلاھۃ ، بهذه الطمأنينة وذلك القرب من الله .

• ثم قبل الصلاھۃ يأتي تذكير ثان
بـ ( حي على الفلاح ) عند إقامھۃ الصلاھۃ فتنهض الهمھۃ قبل القامھۃ ،
وهكذا لكي يقبل الإنسان إلى الصلاھۃ وهو في أتم الاستعداد لها.

• وهناك يقف المصلون صفا واحدا متوجهين لاتجاھہ واحد إلى القبلة
ليعلم هؤلاء المصلين أن قلوبهم ينبغي أن تتجھہ إلى الله الواحد
كما اتجهت أجسامهم إلى قبلھۃ واحدھۃ.

• ثم ليعلم من يريد الخشوع في صلاتھہ أن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاھۃ
تدبر ألفاظ الصلاھۃ وما يتلى من الآيات،

• ثم إن من أعظم أسباب الخشوع استشعار عظمھۃ الله جلالھہ،
فأنت في الصلاھۃ واقف أمام الله تناجيھہ وتدعوھہ،
تعبدھہ وتستعين بھہ وتسبحھہ بـ ( سبحان ربي العظيم ) في ركوعك فتصفھہ بالعظمھۃ،
و( سبحان ربي الأعلى ) في سجودك ، فتصفھہ بالعلو ، فهو سبحانھہ العلي الأعلى المستوي على عرشھہ ،

جل جلاله، فتفكر أخي الكريم أنك في هذا الموضع أعني موضع السجود
حين تضع جبهتك على الأرض وتذل نفسك لخالقك أتعلم أن هذا الموضع ـ
هو موضع العزھۃ والارتفاع والقرب ـ
وصدق إمام الخاشعين صلى الله عليه وسلم: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 482
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وصلى الله على نبينا محمد :")

المصدر: منتديات ديوانية بني شهر

hgwghi j.dg hgil,l lh jfrd yl,l >>>