08-01-2011, 08:53 AM | #1 | |||
|
نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
اسمح لي بأن أهمس في أذنك بحديث يخصك ، نعم هو من شؤون حياتك وعلاقاتك الخاصة ، لكن لمَّا كان المسلم أخو المسلم لا يقف عن نصحه وإرشاده ، ولا يتردد في إنقاذه ما استطاع ، أريد أن أقول لك: لماذا تتأخر عن الزواج؟؟؟ لماذا تحرم نفسك الاستقرار؟؟؟ نعم أخي لقد حرمت نفسك من خير متاع الدنيا ، وكيف لا يكون الزواج من خير متاع الدنيا ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) يقول: « حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة » [صحيح الجامع: 3124] وليت شعري أرضيت لنفسك العنوسة عن الزواج ، وأنت تعلم وتسمع قول الودود الرحيم سبحانه:- { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21]. نعم آيات لقوم يتفكرون في هذا الزواج الذي جعله الله سكناً ومودة ومحبة ورحمة ، فيا الله كم من المودة والمحبة والألفة والرحمة التي تكون في قلب كلا الزوجين ، ألم تر إلى الفتاة تكون في بيت أبيها لا تريد الخروج منه ، ثم ما أن تدخل بيت زوجها وتبدأ بينهما المودة والرحمة حتى يكون هذا العش الجديد السعيد أحب إليها من بيت أبيها. ثم أخي ألم تسمع إلى قدوتنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حين نادى الشباب إلى الزواج وحثهم عليه فقال: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » [صحيح ابن ماجه: 1495] وكيف أيها المحب لو علمت أن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عاتب من عزف عن الزواج من أجل التعبد فضلاً عن ما يدّعيه بعض الشباب والفتيات من إكمال الدراسة ونيل الشهادات العليا ، فعن أنس -رضي الله عنه- أن نفراً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال بعضهم لا أتزوج ، وقال بعضهم أصلي ولا أنام ، وقال بعضهم أصوم ولا أفطر. فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: « ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ، لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني » [صحيح النسائي: 3016] وقد يزداد الأمر سوء حينما يكون هذا العزوف من فتاة شابة وما ذلك إلا لإكمال الدراسات العليا وأخذ الوظيفة المثلى أو الحصول على فتى الأحلام الذي رسمته لنفسها ، إمَّا عن طريق أضغاث أحلام أو صور أفلام الغرام. و ما تكون اليقظة منها إلا عندما يفوتها القطار أو بذهاب ريعان الشباب ، فكم نقرأ بين الحين والآخر في الصحف اليومية أو المجلات الدورية صرخات امرأة تقول:- ** خذوا شهاداتي ومعطفي وكل مراجعي ، وأسمعوني كلمة ماما قالت إحداهن والبكاء يقطع أحشاءها: لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقـــد قيل ، فما نالني من مقالها .. فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها .... وكل مناها بعض طفل تضمه فهـــــل ممكن أن تشتريه بمالها .... أختاه ولو أن المرء منا يدرك ما يتمنى لقلت لك امض على ما تودين أن يكون لك ، لكن كما قال الشاعر: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فإن الصغير يكبر ، والجديد يقدم ويبلى ، والعمر يمضي ، والشيخوخة تقبل. فاحذري أختي المسلمة حتى لا تقعي في شباك العنوسة ، وتندمي حين لا ينفع الندم. وأخيراً أدعوك أخي الشاب وأختي الشابة أن نقول معاً بقلب قانع وصدر منشرح ، وعقل متزن: نعم للزواج الشرعي..... لا لحياة العزوبية من فوائد الزواج : كم في الزواج من فوائد غفل عنها كثير من المسلمين ومنها:- 1- البعد عن الوقوع في الفواحش والمنكرات التي حرمها الله عز وجل ، فإن الشاب تتهيج غريزته مع فوران شبابه وطيشه فيكون عندها على خطر مقحم بل على استعدادٍ أن يقع في شباك الرذيلة والدعارة -إلا من رحم الله- فإذا تزوج أمن بإذن الله من ذلك ونجا بنفسه. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي » [صحيح الجامع: 6148] 2- الزواج مجلبةٌ للمال والرزق الحلال: قد تقول وكيف يكون ذلك ومع الزواج تزداد المصاريف والنفقات ، مأكل ومشرب وإيجار منزل وغير ذلك مما يقصم الظهر ولا أستطيع حمله فكيف يكون الزواج مجلبة للمال. أقول لك رويداً أيها المؤمن بقضاء الله وقدره ، واسمع إلى ما يقوِّي إيمانك ويهدئ من روعك. قال الله عز وجل: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32] قال ابن عباس (رضي الله عنهما): " رغبهم في التزويج وأمرهم به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله" . ولعلّي أن أهديك هذا الحديث المطمئن لقلبك والشادِّ لأسرك وهو قوله (عليه الصلاة والسلام): « ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف » [صحيح الجامع: 3050] 3- تكثير أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فبالكثرة تقوى الأمة وتهاب بين الأمم وتكتفي بذاتها عن غيرها إذا استعملت طاقتها فيما وجهها إليه الشرع المطهر. إضافة إلى تحقيق مباهاة النبي (صلى الله عليه وسلم) القائل: « تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم » [صحيح الترغيب: 1921] وهناك الكثير الكثير من فوائد الزواج غير أني لم أذكرها مخافة الإطالة والسآمة عليك راض بالقليل من غير عدلٍ علَّ القليل يرضي ويقنع قبل الدخول في عش الزوجية.. هذه وصايا ونصائح إليك أخي قبل دخولك في عش السعادة والمودة ، عش الزوجية....... أولاً: من هي زوجتك.....؟! من هي الزوجة التي ستكون لك أنساً ومودةً ورحمة..؟! من الزوجة التي ستكون حاملةً لهمومك وغمومك..؟! من الزوجة التي ستكون أمينة سرك وحافظة عهدك..؟! من الزوجة التي ستكون أمَّا وراعية لفلذات كبدك..؟! من الزوجة التي ستكون معك فيما بقي من حياتك أو حياتها.؟ نعم إنها أسئلة تدور في أذن كل شاب يريد أن يبني بيته وعشه الذي يتمنى أن يكون عشاً عامراً بالسعادة والمحبة ولذيذ العيش. حقاً لك أن تسأل هذه الأسئلة... إليك هذا الدواء الشافي الكافي في باقةٍ عبقة قالها المصطفى (صلى الله عليه وسلم): روى البخاري ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:« تنكح المرأة لأربع لمالها , ولحسبها ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك » [صحيح الجامع: 3003] فهل علمت من هي زوجتك التي تختار..!! كلاَّ إنها ليست الغنية كثيرة المال ، وليست الجميلة الحسناء ، وليست صاحبة النسب العالي. كلاَّ أخي كلاَّ.. فالغنى بلا دين ضياعٌ ومذلة والجمال بلا دين تكبرٌ وفساد والنسب بلا دين سرابٌ وزوال وكم من الذين تعرفهم ونعرفهم بحثوا عن الغنى والجمال والحسب والنسب ولكنهم بعد فترة من الزمن انقلبوا خاسرين لحياتهم الزوجية. وكم من الذين تزوجوا من ذات الدين فجمعوا السعادة تحت أطناب بيوتهم من خير ما يتخذ الإنـــسان فــــي دنياه كيما يستقيم دينه قلبٌ شكــورٌ ولســــــــــــانٌ ذاكــــرٌ وزوجــةٌ صـالحـــةٌ تـعينه فهل علمت من هي الزوجة التي تختار؟؟ أخي وكما أن الزوج يبحث عن الزوجة الصالحة ومطالب بها ، فإنه يجب على وليِّ أمر المرأة أن يحسن اختيار الرجل المناسب لموليته. وإنه لمن المؤسف أن يستحوذ السؤال عن المنصب والمكانة والوظيفة على ذهن الوليِّ ويتناسى الدين الذي لا يجوز التنازل عنه البتة. وليس اهتمامه بالأمور الأخرى مضر إلا إذا اقتصر عليها وتنازل عن رأس الأمر كله وهو الدين ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلاَّ تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير » [غاية المرام: 219] وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.. عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها فأجاب:. (أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلق والدين ، أمَّا المال والنسب فهذا أمرٌ ثانوي لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلق ، لأنَّ صاحب الدين والخلق لا تفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكها بمعروف وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان ثمَّ إنَّ صاحب الدين والخلق يكون مبارك عليها وعلى ذريتها تتعلم منه الأخلاق والدين ، أمَّا إن كان غير ذلك فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة أو من عرف بشرب الخمر والعياذ بالله ، أمَّا الذين لا يصلون أبداً فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات ولاهم يحلون لهن ، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين. أما النسب فإن حصل فهذا أولى لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه » [إرواء الغليل: 1868], ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل). وسأل رجلٌ ((الحسن البصري)) فقال: يا إمام عندي ابنة فلمن أزوجها ، فقال له: (زوجها التقي فإنَّه إن أمسكها برَّها وإن طلَّقها لم يضرَّها). ثانيا: رؤيتك للمخطوبة... .... « فإنَّه أحرى أن يؤدم بينهما ».. سئل سماحة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل الدخول عليها ، وما هو تعليقه حول هذا الموضوع؟ فأجاب:- (( لاشك أنَّ عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح ، قد يكون من أسباب الطلاق ، إذا وجدها خلاف ما وصفت له ، ولهذا شرع الله- سبحانه- للزوج أن يرى المرأة قبل الزواج ، حيث أمكن ذلك ، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): « إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ، فإنَّ ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما » .. وروى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه خطب امرأة ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): « انظر إليها فإنَّه أحرى أن يؤدم بينكما » [صحيح الترمذي: 868] وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً ذكر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنَّه خطب امرأة ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « أنظرت إليها؟ » [غاية المرام: 211] وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على شرعية النظر للمخطوبة قبل النكاح ، لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة. وهذا من محاسن الشريعة ، التي جاءت بكلِّ ما فيه صلاحٌ للعباد ، وسعادةٌ للمجتمع في العاجل والآجل ، فسبحان الذي شرعها وأحكمها! وجعلها كسفينة نوح ، من ثبت عليها نجا ومن خرج عنها هلك )). أعلمت أخي فوائد النظر إلى المخطوبة قبل النكاح وكيف يجمع المودة بين الزوجين بعد الزواج ، ويكفيك أيها المسلم أن تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حثَّ على ذلك ورغَّب فيه ولكن يجب أن تعلم أنَّ النظر إلى المخطوبة لا يعني الخلوِّ بها والاجتماع بها عند غير أهلها أو المقابلة في الحدائق والمنتزهات أو الحديث عبر سماعة الهاتف ساعات تلو الساعات كلاَّ ثم كلاَّ لأنَّ مثل هذا دعوة للرذيلة والفاحشة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة فإنَّ الشيطان ثالثهما » [مشكاة المصابيح: 3054] ولك أن تتخيل حال رجل وامرأة التقيا على غير طريقة شرعية وكان الشيطان ثالثهما يأزهما إلى الحرام أزاً. وبهذا نعلم خطأ الذين يجعلون من أيام الخطبة أيام للخلوِّ والنزهة ولربما للسفر والمتعة. يقول ابن قدامة في كتابه المغني (ولا يجوز للخاطب الخلوة بالمخطوبة لأنَّها محرَّمة ، ولم يرد الشرع بغير النظر ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور) يزعم الذين انحرف بهم المسار عن دين الله وشرعه أنَّ مصاحبة الخاطب للمخطوبة ، والخلوة بها ، والسفر معها ، أمرٌ لابد منه لأنَّه يؤدي إلى تعرّف كلاً من الخاطبين إلى صاحبه. من نظر في مسيرة الغرب في هذه المسألة وجد أنَّ سبيلهم لم يؤد التعارف والتآلف بين الخاطبين ، فكثيراً ما يهجر الخاطب خطيبته ، بعد أن يفقدها شرفها ، وقد يتركها ، ويترك في رحمها جنيناً تشقى به وحدها ، وقد ترميه من رحمها من غير رحمةٍ حتى الذين توصلهم الخطبة إلى الزواج كثيراً ما يكتشف كلٌ من الزوجين أنَّ تلك الخطبة الطويلة لم تكشف له الطرف الآخر. ذلك أنَّ كل واحد منهما كان يتكلف غير طباعه أثناء تلك الفترة حتى إذا استقر بهما المقام بالزواج عاد كل واحد منهما طباعه الحقيقية ، ولذلك يصاب كثير من الأزواج بصدمة بعد الزواج يشعر أنَّ الطرف الآخر قد مكر به. والكشف عن أخلاق الطرف الآخر وطباعه يمكن التعرف عليها ممن جاوروا الفتاة وأهلها ، أومن عرفهم عن طريق الصداقة والقرابة. فهل عرفت أخي المبارك كيف يكون النظر للمخطوبة على سنَّة خير الأنام (صلى الله عليه وسلم)؟.. إذا عرفت فالزم. وأسأل الله أن يقرَّ عينك وييسر لك أمرك. ثالثا:- لا تخطب على خطبة أخيك المسلم... اعلم بارك الله فيك أنه لا يجوز لك أن تخطب على خطبة أخيك المسلم فقد نهاك المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن هذا فقال: « لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك » [إرواء الغليل: 1816] فاحذر أيها الخاطب أن تخطب أو تهمس إلى امرأة قد خطبها رجلٌ قبلك حتى ينكح ، فتبارك له ، ويعوضك الله خيراً منها إن شاء الله ، وإن تركها فعند ذلك إن أردت خطبتها فتقدم لها واسأل الله التوفيق والصلاح. رابعاً:- إياك ثم إياك... إنَّ من الخطأ الجلل الذهاب إلى الكهَّان والعرَّافين والمنجَّمين وضاربي الودع والرمل من قبل الخاطب أو المخطوبة ، لمعرفة نجم الخاطب أو المخطوبة ، ولكشف سر هذا الزواج وما يحدث بعده ، فإن ذكر له أن فيه خير قدم على الزواج وإن كان العكس أحجم عنه. ونسي هؤلاء الجهلة دعاء الاستخارة الشرعية التي علمنا إيَّاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلِّم أصحابه دعاء الاستخارة كما يعلِّمهم السورة من القرآن. [صحيح أبي داود: 1361] وفات أولئك الجهلة أنَّه لا يجوز الذهاب إلى السحرة والكهَّان والعرَّافين ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » [شرح الطحاوية: 768], وقال أيضا: « من أتى كاهنا فسأله عن شيءٍ لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة » فاحذر أيها الأخ المبارك أن تتبع أهواء المضلِّين عن سبيل الله. خامسا:- عادةٌ سيئةٌ منتشرة... لا شك أيها الخاطب أنَّ العادات والتقاليد منها ما هو حسن ، وطيب, وموافق لهدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فهذا لا بأس به إن شاء الله. ومنها ما هو مخالفٌ لهدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فهذا معلوم حرمته عند من أراد النجاة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون. ومن هذه العادات المنتشرة بين بني الإسلام وللأسف هي:-
وهنا ندخل معك أخي الكريم إلى قفصك الذهبي كما يقال. ولهذا أهدي إليك هذه الوصايا عسى أن تتذكرها عند دخولك على عروسك وهي نابعةٌ من منهل الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة رحمهم الله. أولاً: ملاطفة الزوجة والأنس معها: وذلك لما فيه من تآلف القلوب وانشراح الصدور وذهاب القلق والروع ويكفي في ذلك أن يكون لنا أسوة حسنة في قدوتنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث تقول أسماء بنت يزيد بن السكن: (إنِّي قيَّنت ((أي: زيَّنت )) عائشة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم جئته فدعوته لجلوتها ((أي: للنظر إليها مجلّوة مكشوفة)) فجاء ، فجلس إلى جانبها ، فأتى بعس لبن ، فشرب ، ثم ناولها النبي (صلى الله عليه وسلم) فخفضت رأسها واستحيت ، قالت أسماء: فانتهرتها ، وقلت لها: خذي من يد النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت: فأخذت ، فشربت شيئاً ، ثم قال لها النبي (صلى الله عليه وسلم): « أعطي تربك » ((أي: صديقتك )) قالت أسماء فقلت بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك ، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه ، قالت: فجلست ، ثم وضعته على ركبتي ، ثم طفقت أديره واتبعه بشقي لأصيب منه شرب النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال لنسوةٍ عندي: ناوليهن ، فقلن: لا نشتهيه! فقال (صلى الله عليه وسلم): « لا تجمعن جوعا وكذبا ». أخي .. تكون الملاطفة أيضاً بالحديث والمناقشة والضحكة والابتسامة لطرد الوحشة وإدخال الألفة. ثانياً: لا تنسى الدعاء بمثل هذا... وهو أن يدعو الله عز وجل بالبركة ، وذلك بأن يضع يده على مقدمة رأسها ، ويسمي الله تبارك وتعالى ، ويقول ما جاء في قوله (صلى الله عليه وسلم): « إذا أفاد أحدكم امرأةً أو خادماً أو دابة ، فليأخذ بناصيتها ، وليدع بالبركة. وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها ، وخير ما جبلت عليه ، وأعوذ بك من شرِّها ، وشرِّ ما جبلت عليه » [صحيح الجامع: 360] ثالثاً: ابدأ حياتك الزوجية بالصلاة: لا بأس أن تصلي مع زوجتك ركعتين ، وهذا منقول عن بعض السلف رحمهم الله. وذلك لما فيه من الألفة وجمع الشمل. فعن شفيق قال: جاء رجلٌ يقال له: أبو حريز ، فقال إنِّي تزوجت جاريةً شابةً بكر إنِّي أخاف أن تفركني ، فقال عبد الله بن مسعود: (إن الإلف من الله ، والفرك من الشيطان ، يريد أن يكرِّه إليكم ما أحلَّ الله لكم ، فإذا أتتك فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين) وروي أن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- تزوج امرأة ، فلما دخل عليها وقف على بابها ، فإذا هو بالبيت مستور فقال: ما أدري أمحمومٌ بيتكم أم تحوَّلت الكعبة إلى كندة؟ والله لا أدخل حتى تهتك أستاره! فلما هتكوها... دخل... ثم عمد إلى أهله فوضع يده على رأسها... فقال: هل أنت مطيعتي رحمك الله؟ قالت قد جلست مجلس من يطاع ، قال: إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي: « إن تزوجت امرأة فليكن أول ما تلتقيان على طاعة الله » فقومي فلنصل ركعتين ، فما سمعتني أدعو فأمِّني ، فصليا ركعتين وأمَّنت ، فبات عندها ، فلما أصبح ، جاءه أصحابه ، فانتحاه رجلٌ من القوم ، فقال: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنه ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، فلمَّا رأى ذلك صرف وجهه إلى القوم وقال: رحمكم الله ، فيما المسألة عما غيبت الجدران والحجب والأستار؟! بحسب امرئ أن يسأل عمَّا ظهر ، إن أخبر أو لم يخبر. رابعاً: ما يقال حين الجماع: هذه الكلمات إن قلتها قبل جماعك أهلك ، وكتب الله بينكما ولداً لم يضرَّه الشيطان أبداً. وهي: « بسم الله, اللهمَّ جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا » قال (صلى الله عليه وسلم): « فإنَّه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضرَّه الشيطان أبداً » [صحيح الجامع: 5241] وصية أمٍ لابنتها في ليلة زفافها... قالت أمٌ لابنتها وهي في ليلة دخلتها: أي بنية: إنَّ الوصية لو تركت لفضل أدبٍ لتركت ذلك لك ، ولكنَّها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل ، ولو أنَّ امرأةً استغنت عن الزوج لغنى أبويها ، وشدة حاجتهما إليها ، كنت أغنى الناس عنه ، ولكنَّ النساء للرجال خلقن ولهنَّ خلق الرجال. أي بنية: إنَّك فارقت الجوَّ الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، إلى وكرٍ لم تعرفيه ، وقرينٍ لم تألفيه ، فأصبح عليك رقيباً ومليكاً ، فكوني له أمةً يكن لك عبداً وشيكاً ، واحفظي له خصالاً عشراً ، يكن لك ذخراً... أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة. وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشمَّ منك إلاَّ أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإنَّ تواتر الجوع ملهبةً ، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله ، والارعاء على حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً ولا تفشي له سراً ، فإنَّك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.. ثمَّ إيَّاك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً ، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً. مسك الختام وفي نهاية المطاف وقبل الوداع ، أقول لك إن كنت تريد الحياة الزوجية السعيدة ، تريد الاستقرار وراحة البال ، تريد ذريةً صالحةً تحمل بعد الممات الدعوة الصالحة. تريد أن تجمع السعادة تحت أطناب بيتك فعليك بتقوى الله عز وجل ومراقبته في كل صغيرةٍ وكبيرة ومعرفة ما لك وما عليك من حقوقٍ وواجبات. فمن اتقى الله وقاه وكفاه وزاده عزاً في الدنيا والآخرة. أما إذا أردت أن تعشش التعاسة في بيتك ، وتفرخ ، فاعص الله!!! أخي إنَّ المعاصي تهلك دولاً وشعوباً , وتزلزل محيطاتٍ وقارات ، فلا تجعلها تدمر بيتك وتحرق سعادتك. وقد كان أحد السلف الصالح يقول: (والله إنِّي لأرى أثر المعاصي على دابتي وزوجتي). فاتق الله في أهلك وكن عونا لهم على طاعة الله وكن عند قول الله تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }. [التحريم: 6] قال ابن كثير : أي تأمر نفسك وأهلك من زوجةٍ وولدٍ وإخوانٍ وقرابةٍ وإماءٍ وعبيد بطاعة الله. وتنهى نفسك وجميع من تعول ، عن معصية الله تعالى. وتعلِّمهم وتؤدِّبهم ، وأن تقوم عليهم بأمر الله ، وتأمرهم به وتساعدهم عليه. فإذا رأيت لله معصيةً ، قذعتهم وزجرتهم عنها. وهذا حقٌ على كلِّ مسلمٍ أن يعلِّم من هم تحت إمرته ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. فأوصيك أخي أن تتقي الله وتحافظ على أوامره وتجتنب نواهيه. وأسأل الله العلي القدير أن يجمع لك شملك ويجعل التوفيق والرشاد حليفك وبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله. المصدر: منتديات ديوانية بني شهر kul gg.,h[ hgavud >>>>>>> gh gpdhm hgu.,fdm
التعديل الأخير تم بواسطة بحوردعويه ; 08-01-2011 الساعة 09:02 AM. |
|||
08-01-2011, 11:33 PM | #2 | |||
|
رد: نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
جزاك االله خيرا موضوع مهم
|
|||
08-02-2011, 01:45 AM | #3 | |||
|
رد: نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
بااارك الله فيك والله موضوع رائع جداً
|
|||
08-02-2011, 06:52 AM | #4 | |||
|
رد: نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
جزاكم الله خيرجمعيا
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|