الشريعة والحياة مخصص للمواضيع والقضايا الإسلامية المعاصرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2013, 11:26 AM   #1
معلومات العضو
مركز تحميل الصور
 
الصورة الرمزية عراقيه المحبه
 






عراقيه المحبه غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 25000
عراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond reputeعراقيه المحبه has a reputation beyond repute

افتراضي اذا لم تستحى فافعل ماشئت

عَنْ أَبيْ مَسْعُوْدٍ عُقبَة بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ البَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَاسُ مِن كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ)
رواه البخاري.

الحياء زينة النفس البشرية ، وتاج الأخلاق بلا منازع ،
وهو البرهان الساطع على عفّة صاحبه وطهارة روحه ،
ولئن كان الحياء خلقا نبيلا يتباهى به المؤمنون ، فهو أيضا شعبة من شعب الإيمان التي تقود صاحبها إلى الجنة ،
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم:
الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار
(ضد الحياء أي البذاء).

والحق أن الحياء رافد من روافد التقوى ؛
لأنه يلزم صاحبه فعل كل ما هو جميل ، ويصونه عن مقارفة كل قبيح ،
ومبعث هذا الحياء هو استشعار العبد لمراقبة الله له ، ومطالعة الناس إليه ،
فيحمله ذلك على استقباح أن يصدر منه أي عمل يعلم منه أنه مكروه لخالقه ومولاه ،
ويبعثه على تحمّل مشقة التكاليف ؛
ومن أجل ذلك جاء اقتران الحياء بالإيمان في غيرما موضع من النصوص الشرعية ،
في إشارة واضحة إلى عظم هذا الخلق وأهميته .
وقد عُرف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق واشتُهر عنه ،
حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ذلك :
(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ ) ،
وهكذا نشأ الأنبياء جميعا على هذه السجيّة ،
فلا عجب إذا أن يصبح الحياء هو الوصية المتعارف عليها ، والبقية الباقية من كلام النبوة الأولى ،
والتي يبلغها كل نبي لأمته .
وللحياء صور متعددة ، فمنها :
حياء الجناية ، ومعناه :
الحياء من مقارفة الذنب مهما كان صغيراً ،
وذلك انطلاقا من استشعار العبد لمخالفته لأمر محبوبه سبحانه وتعالى ،
ومن هذا الباب اعتذار الأنبياء كلهم عن الشفاعة الكبرى حينما يتذكرون ما كان منهم من خطأ – وإن كان معفوا عنه - ،
وكان الإمام أحمد بن حنبل يكثر من قول :

إذا ما قال لــي ربي ... أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيــان تأتيني
فما قـولي له لــما ... يعاتبنــي ويُقصيني

وهناك نوع آخر من الحياء ، وهو :
الحياء الذي يتولد من معرفة العبد لجلال الرب ، وكمال صفاته ،
ويكون هذا الحياء دافعا له على مراقبة الله على الدوام ؛ لأن شعاره هو قول القائل :
" لا تنظر إلى صغر الخطيئة ، ولكن انظر إلى عظم من عصيته " .
ويمكن أن يُضاف نوع ثالث ، وهو حياء النساء ،
ذلك الحياء الذي يوافق طبيعة المرأة التي خُلقت عليها ، فيزيّنها ويرفع من شأنها ،
واستمع إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذ تقول :
" كنت أدخل بيتي الذي دُفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي ، فأضع ثوبي – أي أطرحه - فأقول :
إنما هو زوجي وأبي ، فلما دُفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة عليّ ثيابي ؛ حياء من عمر " .
فإذا اكتمل الحياء في قلب العبد ، استحيا من الله عزوجل ومن الناس ،
بل جرّه حياؤه إلى الاستحياء من الملائكة الكرام ، ولهذا جاء في الحديث :
{ مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ ، وَالْكُرَّاثَ ; فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ }
رواه مسلم .

لقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم الحياء في سلوكيات عملية ،

تدرّب المرء على هذا الخلق النبيل ، فعن عبد الله بن مسعود قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ "،
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا لَنَسْتَحِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ :
" لَيْسَ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءَ ،
فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا وَعَى ، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ،
وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَى مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " .
رواه الترمذي ،

وهذا التصوير النبوي لخلق الحياء ،
يدلّنا ويرشدنا إلى أسباب وصول أمتنا لهذا المستوى من الذلّ والمهانة ،
إننا لم نستح من الله حق الحياء ؛ فأصابنا ما أصابنا ،
ولو كنا على المستوى المطلوب من خلق الحياء ، لقدنا العالم بأسره ،
فالحياء ليس مجرّد احمرار الوجه وتنكيس الرأس ،
بل هو معاملة صادقة ، وإخلاص تام في حق الخالق والمخلوق .
ولعل مما يحسن التنبيه إليه أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - بحجة الحياء من الناس –

قصور في الفهم ، وخطأ في التصوّر ؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بخير ،
والنبي صلى الله عليه وسلم على شدة حيائه ، كان إذا كره شيئا عُرف ذلك في وجهه ،
ولم يمنعه الحياء من بيان الحق ،

وكثيرا ما كان يغضب غضبا شديدا إذا انتُهكت محارم الله ، ولم يخرجه ذلك عن وصف الحياء .
وجدير بنا أن نحرص على هذا الخلق النبيل ،
وأن نجعله شعار لنا حتى نلقى ربنا الجليل .


الكاتب / الدكتور حازم



h`h gl jsjpn thtug lhazj gN lhazj h`h jsjpn thtug

 

  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2013, 07:10 AM   #2
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1432899855711.png
 
الصورة الرمزية مريم عبدالله
 







مريم عبدالله غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 104897
مريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond repute

افتراضي


جزاك الله خير وبارك الله فيك
وسدد على درب الخير خطاك

أسال الله أن لا يحرمك الأجر

دمتي بحفظ الله

 

__________________


‏‏‏أنثى كوني يستجيب لصوت عقلي المتجه إلى الله سبحانه
..هادئه إﻻ عندما تنتهك حرمات الله.
.تروقني النقاشات الهادفه اثق بنفسي فﻻ داعي الظن السيئ تجاهي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لآ, ماشئت, اذا, تستحى, فافعل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

RSS | RSS2 | XML | MAP | HTML


جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team