طوبى لجسر يوصلني لكم

أنا مع مازن وسهر وأتحدى العالم فيما طرحوه ، ووفوا وكفوا .
ولكنني أرى أن المشكلة أعمق من ذلك بكثير .
المشكلة كما تبدو للناس وما زرع في عقولهم انه صراع بين طرفين
الصالحين و غير الصالحين .
الهيئة ومناصريهم هم من الصالحين و من يرفضها أو يرفض أعمالها غير صالحين في نظر بقية المجتمع حتى غير الصالحين منهم .
النقطة المهمة فيما سبق أنه لا يوجد جهاز أو تطبيق الكتروني يستطيع الكشف عن قياس الصلاح لدى الاشخاص من خلال نبضات قلبه - مثلاً - أو تحليل دمه .
ولأننا لا نستطيع الكشف عن بواطن الشخص لا يوجد أمامنا إلا مظهره الخارجي .
ومن هنا يبدأ التقسيم بين فئات المجتمع حسب مظهره .
صاحب اللحية والثوب القصير أكثر صلاحاً من الحليق المسبل .
إذن ، المشكلة تتلخص في الحكم على الناس من خلال مظاهرهم ، بل أن الأخطر من ذلك عندما يكون مفهومنا عن الصلاح ليس بمقدار إنتاج هذا الشخص أو انجازاته ، إنما مقدار ما يملك من فضائل مثل العفة والزهد .
لذلك ارتبط في الاذهان أن كل ذي لحية زاهد في اموال الدنيا ونسائها ، وإن حدث و نهب مالاً أو ضبط مع امرأة أو حتى تسبب في قتل انسان فسنبحث عن كثيراً من المبررات لتبرئته ، حتى وأن اضطررنا إلى إلقاء التهم على المقتول أو المنهوب .
لماذا ؟
لأن اللحية في مجتمعنا تغني عن الاوسمة والشهادات العلمية وشهادات حسن السيرة والسلوك .
لماذا هذه النظرة لها ؟
لأن اللحية منذ القدم ارتبطت بالحكمة والوقار والدهاء والنضال ، وليس بالأيمان والفضيلة فقط .
فأبو جهل كان له لحية ، وجيفارا وكاسترو كذلك .
والعرب في الجاهلية والاسلام كانوا يطلقون اللحى ، بل أن أجدادنا منذ أن يبلغ الخمسين لا يمكن أن يحلقوا لحاهم
فتجد أن كل كبار السن بلا استثناء في مجلسهم كانوا ذو لحى الصالح منهم والطالح ، من صدر المجلس إلى طرفه
الحل في نظري لا يخرج عن حلين .
إما إجبار الجميع على إطلاق اللحى وتقصير الثياب
وإما إجبار الجميع على حلقها واسبال الثياب
وبذلك تتساوى المظاهر ويتساوى الجميع أمام المجتمع وأمام القانون .
وأنا طبعاً مع الحل الثاني ، لنتساوى مع كل شعوب العالم ومع المقيمين في المظهر .
ويستثنى من ذلك كبار السن أو لمن أراد اطلاقها لموضة ما أو تقليعة ما ، القصد منها التميز في المظهر الخارجي فقط ، دون أن ترمز لصفة باطنة مثل الصلاح والعفاف أو الانحلال والسفور .
........
الهيئة لن يستقيم عملهم وهم يحملون كل تلك الأوسمة والميداليات التي يعتقدون أنها تفضلهم عن بقية الناس المتمثلة في تربية اللحية والاسبال والاستغناء عن العقال والتي يرون أنها ممنوحة من الله وأنهم مفوضون من الله بهذا العمل .
من يمنحك الأوسمة هو من وظفك بهذا العمل وهو من يمنحك الراتب على عملك .
والادهى والأمر أنهم يريدون أن يمنحوا صلاحيات كصلاحيات رجل الأمن ، وهذا طبعاً غير ممكن مع كل هذه المظاهر واللبس الذي لا يصلح إلا لسرير النوم أو مكتب فخم .
فكيف تريد أن تطارد الناس وتتحرك بين الجموع وأنت تلبس الثوب والغترة بدون عقال ؟
إن كنت تريد أن تقوم بعمل رجل الأمن البس بدلة عسكرية وبسطار أولاً لتكون مهياً لهذا العمل .
وتعلم ركوب الدراجة النارية لتستطيع أن تطارد الناس في الأماكن الضيقة والممرات الصغيرة دون الحاق الضرر بهم .
والأهم من هذا كله هو أن يكون التوظيف بناء على الشهادة العلمية وشهادة حسن السيرة والسلوك وشهادة الأصل والمنشأ كما هو معمول به في الشرطة ، لا باللحية والمظهر .
الميزة الوحيدة الحسنة للمرأة في السعودية أنها لا تمتلك كل تلك المظاهر الجسدية ، لذلك هم أقل عناء من الرجل اجتماعياً وفي بيئة العمل وأمام القانون .
أخيراً ( لو حلق كل الرجال لحاهم لرأيناهم كما هم ، لا كما يظهرون لنا )
الحل :
الغاء هذا الجهاز نهائياً . كخطوة أولى .
منع الموظفين في أجهزة الأمن الأخرى من تربية اللحىة ، خطوة ثانية مستقبلية .