رجاءً ، بلا فلسفة زايدة .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوو ماجد

من الحبة قبة
لا تستهين بالحبة لأنها صغيرة ، فلقد بينا سابقاً أن كل شيء قابل للانقسام إلى ما لا نهاية صغراً .
لا لا .. ليس إستهانة بالحبة لأنها صغيرة .. مجرد مقارنة بما هو أكبر وماهو أصغر وأهمية ذلك في وجود الاشياء والاستفادة منها .. فالصغير يكبر ويتجزأ والجزئيات الصغيرة تشغل مساحة ولها وجود وقابلة للأنقسام إلى ذرات وما دون ذلك وقد نراها بالعين المجردة وقد لانراها لكنها تشغل حيزاً من المكان وتظل قاعدة نبني عليها ما يختزنه العقل من فلسفة منهكة تباعد بيننا وبين إختصار حقيقة الشيء وأثبات وجوده من أقصر الطرق .. ولك أن تحك أذنك الأيمن بيدك اليمنى أو الأيسر باليسرى .. بعيداً عن الفلسفة وليس من الضروري أستخدام الفلسفة لتصل يدك اليسرى للأيمن أو العكس .. إذن لايهمنا تقسيم الاشياء إلى ما لا نهاية فتلك عملية منهكة ومضنية وقد تجاوزنا ذلك وأصبحنا في عالم الاختصارات التي تقربنا من حل المسائل المستعصية وتبعدنا عن الصفوف الأولى من التعليم .. لهذا ليس من الضروري بقاءنا في دائرة الفلسفة التي تجعلنا نربط جزئياتها وأبعادها اللامتناهية بتعاملنا اليومي فنتعب ونتعب من بعدنا .
تحياتي لك مرة أخرى

حتى القرد يحك أذنه اليمنى باليد اليمنى ، ولكن القرود لا تضع الحلق في آذانها .
و من يخرم أذنيه ليضع بها حلقات معدنية يبدو كائناَ غبياً في المنظور العلمي التجريبي والتجريدي ، وهذا ايضاً لا يعني أن القرود أذكياء .و لكن بالمنظور الفلسفي يكون الأمر أعمق بكثير فهو يتناول الحالة مجمله من منظور أخلاقي ثم علمي
والجمال هو صفة اخلاقية .
فالعلم يهتم مثلاً بجسد المرأة من الناحية التشريحية والوراثية ،فالعيون الزرقاء هي لأسباب وراثية ولكن الفيلسوف يضيف اليها الناحية الاخلاقية وهو جمال العيون الزرقاء ، واللون الازرق علمياً هو موجة ضوئية ذات طول 475 نانومتر
ولا يهتم بكون اللون الازرق هو لون السماء والماء .
لماذا تتعب نفسك لتقرأ نونية ابن زيدون في حبيبته ولادة ، ماهي الفائدة العلمية من قراءة قصيدة غزلية في واحدة اسمها ولادة ؟
عندما تمتليء جمجمتك بالأفكار المجردة تصل إلى النتيجة بسرعة كالآلة الحاسبة ، ولكن عندما تجعل جزء منها للمشاعر والتأملات يجعلك تصل لنفس النتيجة ولكنك مؤمن بها أيضاً .
و حتى من ناحية دينية ، جمال الزهرة وألوانها ليس فقط لاستقطاب النحلة ، فالنحلة لا ترى كل الألوان ، ولو ان الطبيعة هي من أوجد نفسها لأكتفت بالألوان التي تراها الحشرات بدون ذلك التداخل الجميل في أوراق الزهرة ، فهذا الجمال هو الجانب الأخلاقي الذي لا تهتم به الطبيعة بما أنها ستستمر بدونه ، فهناك إذن من يهتم بهذا الجانب وهو خالق الكون ، فجمال الكون خارج الادراك العقلي لذلك لا يتناوله العلم ، إنما يتناول قوانينه الفيزيائية من جاذبية وضوء وصوت . وبهذه القوانين استطاعوا الوصول إلى المريخ ولكنهم لم يستطيعوا الوصول الي سر جمال زحل .