الشريعة والحياة مخصص للمواضيع والقضايا الإسلامية المعاصرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-2011, 10:07 PM   #1
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418383841111.png
 
الصورة الرمزية بحوردعويه
 






بحوردعويه غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 99420
بحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond reputeبحوردعويه has a reputation beyond repute

التوبه

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابن القيم رحمه الله: (ولما كان التائب قد رجع إلى الله بالاعتذار والإقلاع عن معصيته كان من تتمة ذلك رجوعه إليه بالاجتهاد والنصح في طاعته


كما قال تعالى:" إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا "فلا تنفع توبة وبطالة فلا بد من توبة وعمل صالح، أي لابد من ترك لما يكره الله وفعل لما يحب الله ولابد من تخل عن معصيته وتحل بطاعته، فالإنابة هي الرجوع إلى الله بالإسراع إلى مرضاته والتقدم إلى محابه في كل وقت، والإنابة تتضمن أربعة أمور: محبته والخضوع له والإقبال عليه والإعراض عما سواه فلا يستحق إسم المنيب إلا من جمع هذه الأربع، قال تعالى: " وأنيبوا إلى ربكم " وقال عن خليله إبراهيم إن إبراهيم لحليم أواه منيب –

والرجوع إلى الله يستقيم بثلاثة أشياء:


بالخروج من التبعات والتوجع للعثرات واستدراك الفائتات، والمقصود بالخروج من التبعات هو التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الله وأداء الحقوق للخلق – والمقصود بالتوجع للعثرات أي يتوجع القلب وينصرع ويتألم إذا عصى ربه وتجاوز أمره وأن يتوجع كذلك لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر حتى كأنه هو الذي عثر ولايشمت به فهو دليل على رقة قلبه وإنابته، والمقصود بإستدراك الفائتات هو المسارعة إلى الطاعة والتقرب إلى الله بكل ما يرضيه وتدارك العمر بالصالحات قبل فوات الأوان، أيها الإخوة والرجوع إلى الله يستقيم ويصلح بالخلاص من لذة الذنب بحيث يعود مكانها التوجع والألم لذكر الذنب والتفكر فيه,


ويستقيم الرجوع إلى الله بترك الإستهانة بأهل الغفلة والخوف عليهم مع فتح باب الرجاء للنفس, فترجوا الرحمة لنفسك وتخشى على أهل الغفلة النقمة، والصحيح أن ترجوا لهم الرحمة وتخشى على نفسك النقمة ويستقيم الرجوع إلى الله في الاستقصاء في رؤية علل العمل والتفتيش عن حظوظ النفس فيه وتمييز حق الرب من حظ النفس


قال ابن القيم رحمه الله : (فكم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون لله خالصة وتمنع أن تصل إليه)
وإن العبد ليعمل العمل حيث لايراه أحد وهو غير خالص لله ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه وهو خالص لوجه الله،


ثم قال رحمه الله : (فبين العمل وبين القلب مسافة فيها قطاع تمنع وصول العمل إلى القلب فيكون الرجل كثير العمل وما وصل إلى قلبه منه محبة ولاخوف ولارجاء ولازهد في الدنيا ولارغبة في الآخرة ولانور يفرق به بين أولياء الله وأعدائه وبين الحق والباطل ولاقوة في أمره فلو وصل أثر الأعمال إلى القلب لاستنار وأشرق)


ثم بين القلب وبين الرب مسافة عليها قطاع تمنع وصول العمل إليه من كبر وإعجاب ورياء وسمعة وإدلال ورؤية العمل ونسيان المنة من الله وعلل خفية ومن رحمة الله تعالى أن ستر تلك العلل على أكثر العابدين إذ لو رأوها لوقعوا فيما هو أشد منها من اليأس والقنوط والإستحسار وفتور الهمة.

أيها الإخوة وحقيقة الإنابة إلى الله أن يفتقر العبد لربه جل جلاله وأن يذل وينكسر ويخضع بين يديه وأن يستكثر ما منَّ به ربه عليه من الخير وإنه لايستحق منه قليلاً ولاكثيراً وأن يستحضر العبد أن رحمة ربه هي التي اقتضت اعترافه بنعم الله واقتضت استقلاله طاعاته لربه ورآها من أقل ما ينبغي لربه والمنيب هو من يستكثر قليل معاصيه وذنوبه وينكسر قلبه إذا ذكر تلك الذنوب

قال ابن القيم: فما أقرب أن يجبر الله قلب العبد المكسور وما أدنى الرحمة والرزق منه وذرة من هذا ونفس منه أحب إلى الله من طاعات أمثال الجبال من المدلين بأعمالهم وعلومهم وأحوالهم، وأحب القلوب إلى الله قلب تمكنت منه هذه الكسرة وملكته هذه الذلة فهو ناكس الرأس بين يدي ربه لايرفع رأسه إليه حياءً وخجلاً من الله فإذا سجد القلب لله هذه السجدة العظمى سجدت معه جميع الجوارح وعنا الوجه حينئذ للحي القيوم وخشع الصوت وذل العبد واستكان وخضع واضعاً خده على عتبة العبودية ناظراً بقلبه إلى ربه ووليه نظر الذليل إلى العزيز الرحيم فلا يرى إلا متملقاً لربه خاضعاً له ذليلاً منكسراً مستعطفاً له يسأله عطفه ورحمته يترضى ربه ليس له هم إلا استرضاءه واستعطافه ويقول: كيف أغضب من حياتي في رضاه؟ وكيف أعدل عمن سعادتي وفلاحي وفوزي في قربه وحبه وذكره؟


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من أراد العبادة الأبدية فليلزم عتبة العبودي



لاتنسونا من صالح دعائكم

--
(( ساهم دائما في نشر محتوى الرسالة في المواقع والمنتديات والجروبات ..وكسب بشارة النبي صلى الله عليه وسلم))

وتذكروا أن الدال على الخير كفاعله
------------------------------------



hgj,fi

 

__________________



  رد مع اقتباس
قديم 02-04-2011, 11:34 PM   #2
معلومات العضو
مركز تحميل الصور






قطرات ندى غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 170
قطرات ندى has a spectacular aura aboutقطرات ندى has a spectacular aura about

افتراضي رد: التوبه

جزاك الله الف خير على هذا الموضوع الاكثر من رائع
جعله الله في موازين حسناتك
واللهم ثبتنا على طاعتك
تقبلي مروري ودمتي بود

 

  رد مع اقتباس
قديم 02-04-2011, 11:57 PM   #3
معلومات العضو
مركز تحميل الصور







وردة فرساي غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 151
وردة فرساي has a spectacular aura aboutوردة فرساي has a spectacular aura about

افتراضي رد: التوبه

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عزيزتي


بحور



لكِ ودي واحترامي وتقديري



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

  رد مع اقتباس
قديم 02-05-2011, 12:34 AM   #4
معلومات العضو
مركز تحميل بني اثلة بني شهر
 
الصورة الرمزية الصقار القشيري
 






الصقار القشيري غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 32
الصقار القشيري is on a distinguished road

افتراضي رد: التوبه

بارك الله فيك
وجزاك خير ما نقلتي من علم ومعرفه

 

__________________



»آلـطّـيـحـﮧ آللـيـﮯ تعلّمنيـﮯ بشيﮯ جـديـد أحبهآ ڲـثـر
حـبّـيﮯ ][..للأمل وآلنجـآح ••

»وقنآعتيﮯ«إن عنديﮯ صدرمـآهـوحـديـد
يـجـبـر عـزآي آن تـعـرّض خـآفـقـيﮯللرمـآح ••

ولو آلخسآير ڲـثيرهـ أعـتـبـرهـآ رصـيـد
بـعـض آلـخـسـايـر حـرآم نـقـول عـنـهـآ جـرآح ••
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

RSS | RSS2 | XML | MAP | HTML


جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team