01-08-2010, 07:37 PM | #1 | |||
|
مسجونة عند مسجون
حديثي اليوم عن واقع حال كثير من النساء في مجتمعنا.. الذي لا أراه يختلف في عمومه عن حال تلك الطيور الحزينة التي يتلذذ أصحابها برؤيتها تأكل وتشرب تحت ناظريهم ضمن حدود القفص!!.. لا يهم أن تكون الضحية مسلوبة الإرادة، مشلولة القدرات، محطمة النفس داخل تلك الأقفاص التي وإن اختلفت في ألوانها، وأحجامها، وفي رفاهيتها، إلا أنها تتفق في كونها سجوناً وضعت من اجل سلب إرادة وحرية مخلوق استثنائي اسمه المرأة!.. ولد على كرهٍ لأسبابٍ استثنائية أيضاً.. فالمهم في نظرهم هو الاهتمام بالقفص، ونوعه، ونوع ما يقدم به من طعام وتسهيلات.. وعلى السجين بالمقابل التقيد بقواعد السجن.. فالتميز هنا لا يقاس بالإبداع والنتاج الإنساني.. بل بالانضباط، ودرجة الالتزام بتنفيذ قائمة طويلة من المحظورات التي لا ترتكز على دين، أو منطق ، قدر ارتكازها على عادات بائدة.. وإرثٍ ضخم من التقاليد التي كان يمكن أن تكون مقبولة لو ظل العربي والصحراء صديقين لا ثالث لهما!. * في القفص الأول التفكير جريمة، والاختيار ممنوع حتى فيما يتعلق بالتفاصيل الشخصية كنوع التعليم، أو مواصفات الزوج.. ولا غرابة فالسجان نفسه يعيش داخل قفص اجتماعي كبير.. يحرك تفكيره ويوجه سلوكه.. فإن دخل في صراع متوقع بين العقل والمأثور.. رجحت كفة المأثور!.. لتصبح الفرصة الوحيدة للضحية للخروج من هذا القفص هي قدرتها على الدخول إلى قفص آخر، ذهبي اللون.. وهو في الغالب قفص أبدي لا يمكن الفكاك منه بسهولة مهما كانت احتمالية الخطأ في الاختيار.. فلو حاول السجين الخروج منه لأسباب إنسانية أو منطقية.. يعاد إليه لاعتبارات اجتماعية غير منطقية!. * أعجب كثيراً من القافزين على المراحل، الذين ما انفكوا يطالبون للمرأة بحق قيادة السيارة.. وكأنه الحق الأعظم المسلوب منها.. جاهلين أو متجاهلين أن ما ينقص المرأة هو أن تقود إرادتها قبل سيارتها.. أن تمتلك حقها في الاختيار.. في التعبير عن نفسها.. في تقرير مصيرها.. في تحقيق ذاتها.. في ممارسة الحياة بشكل سلس وطبيعي.. في المشاركة المجتمعية الفاعلة كمواطن كفل له القانون والنظام كل حقوقه، وحرمته منها نظرةٌ بدائية قاصرة تسببت في خلق ثقافة غير عادلة وغير إنسانية تتعلق بوضعها الإنساني ومركزها الحقوقي.. فالمرأة حرة من الناحية القانونية النظرية، لكنها في الواقع حرية غير محققة نظراً لعدم الاعتراف بشخصيتها الإنسانية المكافئة للرجل.. فكم في بلادنا من نساء لا يستطعن قضاء ابسط حوائجهن في الحياة العامة، ولا حتى في بعض المصالح الحكومية، دون حضور السجان نفسه.. وهنا الكارثة. * من عجائب النسور أن الأنثى التي يقال إنها تعمر قرابة المئة عام.. وبعد أن يموت عنها ذكرها.. تصعد إلى أعلى قمة تستطيع الوصول إليها ثم تلقي بنفسها من علوٍ لتلقى حتفها!.. ومن عجائب النساء في بلادنا أن نهايتهن تتشابه كثيرا مع تلك النهاية المأساوية.. فلا يمكن لامرأةٍ قضت حياتها كاملة منتقصة الحرية.. مسلوبة الإرادة.. إلا أن تموت على طريقة النسور.. فلا معنى لبقائها بعد موت السجان الذي تعودت عليه و على سجنه!.. فمن يألف الحياة داخل قفص.. لن يكون قادراً حتى على مجرد التفكير في الحياة خارج حدود ذلك القفص!!. * لكن الله يا ساكنات الأقفاص. اعجبني فنقلته لكم المصدر: منتديات ديوانية بني شهر ls[,km uk] ls[,k
|
|||
01-08-2010, 09:10 PM | #2 | |||
|
رد: مسجونة عند مسجون
الله يعطيك العافيه اخوي " ابو خالد "
طرح رائع ومجهود كبير شكرا جزيلا لك
|
|||
01-09-2010, 01:03 AM | #3 | |||
|
رد: مسجونة عند مسجون
موضوع رائع ولا يستحق القراءة فقط...............
|
|||
01-11-2010, 12:14 PM | #5 | ||||
|
رد: مسجونة عند مسجون
اقتباس:
اشكر لك مداخلتك وأنا اتفقك معك في ماذكرت ولاكن يبقى للكاتب حرية الكتابة حسب نظرته التي يرها وليس كل مايكتب حقيقة أو يصدق وخاصة فيما يخص من شؤون المرأة والخوض في هذا الموضوع واسع وله عدة محاور 00 اشكر مرة اخرى وخالص ودي واحترامي اقدمه لك
|
||||
01-15-2010, 09:05 PM | #6 | |||
|
رد: مسجونة عند مسجون
القلم يكتب والابداع يضهر وليس لدينا الا المشاهدى وتئمل
__________________
طبعي كذا ياصاحبي وطبع الناس اغراب ومن يجهل الناس يجهلونه
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|