أقبل يا أبا رشيد (قصة قديمة عن التعليم) إهداء

أقبل يا أبا رشيد (قصة قديمة عن التعليم) إهداء

كما وعدتك يا أبا رشيد
هذه قصة عن التعليم في الماضي
تكملةً لموضوعك السابق وقد سبق ان كتبتها
في إحدى المنتديات سابقاً.

http://www.baniathlah.com/vb/showthr...ed=1#post89343

بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ

(الجمل ألأخضر)

نعم انها حقيقة وليست ضرب من ضروب الخيال
فقد دارت احداثها في مدرستي في زمن كنا فيه صبيه, تلك المدرسة الجميلة والتي بنيت من الحجر
وغطيت بأغصان اللوز والرمان لستة فصول سابعها مكتب المدير.

وصممت على شكل الرقم ( 2 ) والذي لم يكشف عن سره
الأ في العصر الحديث جدآ من قبل علماء الأثار وهو
( رفع اليدين ألأثنتين عاليآ دلالة على الأستسلام والتسليم لما سيحدث للتلميذ من عذاب خلال الست سنوات) .

الله لايسقيها من أيام

نعود لموضوعنا , وبطل هذه القصه هو أحد أبناء المنطقة والذي أكن له كل محبة وتقدير
وأستسمحه عذرآ لسرد تلك القصة لتكون عبرة لطلاب الجيل الحديث
ولتكون سببا في شكر النعمة التي هم مغموسون فيها.

كنا يا أحبة في الصف الثالث وكان علينا حصة علوم , وقد كان الدرس عن الحيوانات الأليفة.
وكان الدرس في الصفحة اليمنى من الكتاب واليسرى لصور حيوانات أليفة مفرغة
مطلوب من الطلاب تلوينها وكان من ضمن الصور (صورة جمل).

وكانت الألوان نادرة ولا يمتلكها سوى واحد أو أثنين من الطلاب وكانت من ألوان المعجون
فكان من السهل كسرها وتقسيمها على اكبر عدد من الطلبة.
وكان صاحبها مجبرأ على توزيعها على الفصل لأنه ميقن أيقان تام
أنه لو رفض فلن يعود بها الى البيت.

قمنا بتقسيم الألوان بيننا وكان نصيب بطل القصة اللون ألأخضر
وبدأنا بتلوين الصور ونحن في بهجة وفرح فأستاذ المادة أطال الله في عمره
كان مسترخيا على الكرسي مشبكآ يديه وواضعهما وسادة خلف رأسه ومتجها نحو الباب (شرقآ)
وكنا واثقين أنه لن يقوم من مكانه ويرى ما قمنا به
فقد كان منسجما سارحا في جمال الطبيعة, والنسيم العليل.

وفجأة قام وتنحنح ثم أتجه نحونا وهو طويل القامة عريض المنكبين كبير الكفين (الله يعطيه الصحة والعافية)
ونحن مثل الوبران ورؤسنا كثمار السفرجل والرقاب كأغصانها
ثم دار بين الصفوف وكان الفصل ثلاثة صفوف كل صف اربعة طلبة
وعند المنحنى الأخير توقف فجأة ثم صرخ صرخة جعلت أرجلنا تنشد كأغصان العرعر
قاذفةً الحذايين من أقدامنا كقذائف المنجنيق, وأهتز الشث والشوك في بطون الأودية.

قائلآ:

(فيه يمل أخضر)

ثم رفع صاحبنا بأذنه اليسرى حتى رأينا شحمة أذنه كالعلك بين أصابعه
ثم أطلق سراحه فهوى على الكرسي كجلمود صخر حطه السيل من علي
ثم اتبعها بضربة من أصبعه الوسطى معكوفة على رأسه
فقطعت جميع ألأسلاك الموصلة بين خلايا المخ.
ثم ألتفت الينا وصرخ مرة أخرى :

يا أولاد فيه يمل أخضر؟

فأجبنا بالنفي.

فقال مالون الجمل؟
فقلنا : ابيض-بني – أسود

فقال يعني مافيه يمل أخضر؟

ثم أخذه الى السبورة ثم ضرب برأسه فيها ثلاثا.
ثم أخذه الى الصف ألأول وسألهم ما سألنا من قبل ,فأجابوه كما أجبنا.
ثم أخذه الى الصف الثاني وفعل نفس الفعل, ثم أخذه الى الصف الرابع والخامس والسادس
وكان يسأل نفس السؤال و يضرب برأس بطل قصتنا ثلاثآ في الصبورة في كل مرة.
فطاف به فصول المدرسة كاملة ولم يبقى سوى مكتب المدير
وعند خروجه من الصف السادس وإذا بالمدير فقال له ألأستاذ:

(يا أستاذ فيه يمل أخضر)

فأجاب المدير بسرعة فائقة :

(والله من النعمة)

ثم هوى المدير بيده على خد صاحبنا فالتفت رقبته 180 درجة وجعلته يستنشق الهواء من أذنيه بدلا من أنفه وفمه.
وألحقها ألأستاذ بضربة في الدماغ حتى رأينا وميضآ في عينيه كفلاش الكاميرا.
ثم سدد اليه المدير ركلة بقدمه والتي كان يحميها بنعال مصنوع من جلد الجاموس ألأفريقي
جعلت صاحبنا يتسلق سارية العلم وكاد يتخذ الى السماء سلمآ.

وكنا نشاهد هذا المنظر المهول من الباب والنافذة فالتفت المعلم الينا لفتةً
جعلتنا ننتعل أحذيتنا المقذوفة بالمعكوس
(يمين يسار-يسار يمين).

ولم نعلم بها ألأ ونحن في الطريق الى بيوتنا.

ولازال حبيبنا وصاحبنا يكره الجمل منذو ذلك الوقت.
وأذا رأى جمل في طريقه سلك طريقا أخر.

الله لايحرمه من ألأجر.

هذا وصلوا على النبي الهاشمي (صلى الله عليه وسلم)

كان معكم من الماضي البعيد القريب
مراسلكم (أبو غادة)

طيب الله أوقاتكم

(بقلم أبا غادة)

أزكى تحية

المصدر: منتديات ديوانية بني شهر

---

Hrfg dh Hfh vad] (rwm r]dlm uk hgjugdl) Yi]hx