قيام الدول في غياب العدل

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد

اخي العزيز وكاتبنا القدير كاتب من زمن اخر
دائماً تمتعنا باطروحاتك المفيدة


لله حكمة في قيام وسقوط الملوك والدول وله الامر من قبل ومن بعد، والعدل الحقيقي في السماء وليس على الارض ، وما العدل الذي يفهمه البشر إلا عدل نسبي يتفق وقدراتهم العقليه، لذا لا توجد قاعدة ثابتة يتبعها من يحكم بين الناس إلا القواعد الشرعية التي جاءت في القرآن الكريم وما عدا ذلك اجتهادات يخطئ الحاكم فيها ويصيب وان صلحت نيته.


اعتقد والله اعلم ان المقصود في قول ابن تيميه هو استمرار الدولة ونموها وليس ولادتها وما يرافقه من مخاض، كما اعتقد ان مقولته صحيحة فلا يمكن ان تستمر دولة غير عادلة وان كانت مسلمة، وفي التاريخ الاسلامي خير شاهد وبرهان على صحة مقولة شيخ الاسلام واستشهد هنا بكتاب " دراسة لسقوط ثلاثين دولة اسلاميه للدكتور عبدالحليم عويس" وان لم يكن محور هذه الدراسة هو عدل الحاكم مع الرعية ولكن يستطيع القارئ ان يستنتج من الاسباب التي بينها المؤلف ان للعدل الدور الكبير في سقوط تلك الدول الاسلاميه.


رابط تنزيل الكتاب لمن يرغب الاطلاع عليه.
http://www.4shared.com/document/9-nrldjw/_____-_____.html


الصين بلد يرجع تاريخه لأكثر من 5000 سنه ، ولا اعتقد انه عاش على الارض اباطرة اكثر عدداً ولا اوسع سلطة ولا اكثر بذخ مثلما كان في ألصين، الحديد والنار هما عصى الامبراطور السحريه في ادارة امبراطوريته وكان الشعب يقسم الى فئات، الطبقة الحاكمة والجيش والعبيد وهم الفلاحين والحرفيين، وللحاكم مطلق الصلاحية فهو المشرع والحاكم والجلاد. وكان يوجد عدد من الامبراطوريات في نفس الحقبة الزمنية وتتقوى واحدة على حساب ضعف او فناء امبراطوريات اخرى ويدور الزمن على القوي ليسود غيرة، كل هذا يحدث في ضل غياب العدالة ألاجتماعية ولم تستقر الصين إلا بعد الثورة وانتهاء حكم الاباطرة وبداية عصر العدالة الاجتماعية النسبي.


وجود وتطبيق العدل في اي مجتمع يريح هذا المجتمع من التفكير في الاحتمالات ليتفرغ للبناء والتطوير وهو يدرك ان ما يبذله من جهد محفوظ له ولن يتم التعدي عليه بغير حق، هكذا تتطور المجتمعات وتستمر الدول.
عزيز شكري وتقديري
لاستاذنا القدير كاتب من زمن اخر

أعجبتني هذه المشاركة جداً جداً .