الشريعة والحياة مخصص للمواضيع والقضايا الإسلامية المعاصرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2013, 08:01 PM   #1
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418420084932.png






حرف ساكن غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 69575
حرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond reputeحرف ساكن has a reputation beyond repute

افتراضي حقيقة البهائية

حقيقة البهائية

http://www.alukah.net/sharia/1051/41502/



جاءنا من حضرة صاحب التوقيع السؤال الآتي:



ما البهائية؟ وما اعتقاد مؤسسيها وأتباعهم؟ وهل يعتقدون في الحشر والجنة والنار؟ وهل يعتقد البهائيون بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ وإذا كانوا يعترفون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يعتقدون بنبي بعده ودين غير دينه؟
وما الواجب عمله لإحباط مساعيهم حتى لا يقع أحد في شراكهم؟

بورسعيد


مصطفى محمد عبدالفتاح


الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله "أما بعد" فقد احتوى هذا الخطاب مسائل متعددة، ونحن نورد كل سؤال ونقفي على أثره بالجواب عنه مستندين فيما نكتب إلى مؤلفات (1)للبهائيين أنفسهم، وكتب(2) ألفها بعض من اطلع على كتبهم المؤلفة باللغة الفارسية والعربية بقصد بيان أمرهم نصيحة للإسلام والمسلمين.

س- ما البهائية؟
ج- البهائية نسبة إلى بهاء الله؛ لقب يدعى به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب الذي تتولاه الطائفة المسماة بالبهائية. وتسمى هذه الطائفة البابية نسبة إلى "الباب" وهو لقب "ميرزا علي محمد" ذلك الذي ابتدع هذه النحلة.

وإليك ملخص القول في نشأتها:
أصل نشأة هذه النحلة أن "ميرزا علي محمد" الملقب بـ"الباب" نشأ في شيراز بجنوب إيران، وأخذ شيئا من مبادئ العلوم ثم اشتغل بالتجارة، ولما بلغ من العمر الخامسة والعشرين ادعى أنه المهدي المنتظر، وكان إعلانه بهذه الدعوة سنة 1260هـ، نعق بهذه الدعوة فأخذها بالتسليم طائفة من الجاهلين، وأرسل بعض هؤلاء إلى نواح مختلفة من إيران للإعلام بظهوره وبث شيء من مزاعمه، وتنبه العلماء لهذه الدعاية فقاموا في وجهها، وعقد بعض الولاة بينهم وبين ميرزا علي هذا مجالس للمناظرة، فرأى بعضهم ما في أقواله من غواية وخروج عن الدين فأفتى بكفره، ورأى آخرون ما فيها من لغو وسخافة فنسبه إلى الجنون واختلال الفكر.

واعتقل في شيراز ثم بأصفهان، وساقته الحكومة الإيرانية في عهد الملك ناصر الدين شاه إلى تبريز، وثارت بين أشياعه وبين المسلمين فتن وحروب سفكت فيها الدماء، وكانت عاقبته أن أعدمته الحكومة في تبريز صلبا عام 1265هـ.

وقعت بعد قتله فترة كان أتباعه فيها على اختلاف في شأن من ينوب عنه إلى أن دبروا اغتيال الملك ناصر الدين انتقاما لزعيمهم، فهجم عليه اثنان منهم فخاب سعيهم. وأخذت الحكومة تتقصى أثر البابيين وتسوق زعماءهم إلى مجلس التحقيق، وكان الميرزا حسين علي الذي لقبوه بعدُ بـ"بها الله" من شيعة الباب ودعاة نحلته، فقبض عليه وسجن بطهران بضعة أشهر؛ ثم أبعد إلى بغداد سنة 1269هـ.

لما أدركت الحكومة الإيرانية خطر هذه الفئة وما يبيتونه من فتن جعلت ترقبهم بحذر واحتراس، فالتحق طوائف منهم ببغداد، واجتمعوا حول ميرزا حسين الملقب ببهاء الله، ثم حدث بينهم وبين الشيعة ببغداد شقاق كاد يفضي إلى قتال، فقررت الحكومة العثمانية وقتئذ إبعاد البابيين من العراق، فنقلتهم إلى الآستانة ونفتهم إلى أدرنة.

قام المسمى "بها الله" لهذا العهد يدعو إلى نفسه، ويزعم أنه هو الموعود به الذي أخبر عنه الباب(3)، وقَبِل دعوته أكثر البابيين وتسموا حينئذ بالبهائيين، وممن رفض دعوته أخوه ميرزا يحيى الملقب "صبح أزل".

ثم إن الحكومة العثمانية أمرت بإبعاد الفريقين من أدرنة فنفت الميرزا يحيى وأتباعه(4) إلى "قبرص"، ونفت البهاء وأتباعه إلى "عكة" بفلسطين، وبقي البهاء بعكة إلى أن هلك عام 1309هـ فتولى رئاسة الطائفة ابنه "عباس" الذي لقبوه بـ (عبدالبهاء) فأخذ يدعو إلى هذا المذهب ويتصرف فيه كما يشاء، ولم يرض عن صنيعه هذا أصحاب البهاء فانشقوا عنه والتفوا حول أخيه "الميرزا علي" وألفوا كتبا بالفارسية والعربية وطبعوها في الهند؛ يطعنون بها في سيرة عباس ويصفونه بالمروق من دين البهاء.


• • •




س- ما اعتقاد مؤسسيها وأتباعهم؟
ج- ليست البهائية بالنحلة المحدثة التي لم يتقدم لها في النحل المارقة من الإسلام ما يشابهها؛ أو تتخذه أصلًا تبني عليه مزاعمها، وإنما هي وليدة من ولائد الباطنية، تغذت من ديانات وآراء فلسفية ونـزعات سياسية، ثم اخترعت لنفسها صورا من الباطل؛ وخرجت تزعم أنها وحي سماوي، ولولا أن في الناس طوائف يتعلقون بذيل كل ناعق لما وجدت داعيا ولا مجيبا لندائها. وها نحن أولاء نسوق إليك كلمة في مذهب الباطنية ونحدثك عن البابية أو البهائية حتى تعلم أنها سلالة من ذلك المذهب الأثيم.

تقوم دعوة الباطنية على إبطال الشريعة الإسلامية، وأصل نشأة هذه الدعوة:"أن طائفة(5)من المجوس راموا عند شوكة الإسلام تأويل الشرائع على وجوه تعود إلى قواعد أسلافهم، وذلك أنهم اجتمعوا فتذكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك؛ وقالوا: لا سبيل لنا إلى دفع المسلمين بالسيف لغلبتهم واستيلائهم على الممالك، لكنا نحتال بتأويل شرائعهم إلى ما يعود إلى قواعدنا ونستدرج به الضعفاء منهم، فإن ذلك يوجب اختلافهم واضطراب كلمتهم".

وقد رسموا لهذا المذهب خطة دبروها بنوع من المكر، وهو أنهم جعلوا الدعوة مراتب:
1) تفرس حال المدعو أقابل هو للدعوة أو لا؟

2) استهواء كل أحد بما يميل إليه من زهد أو خلاعة.

3) التشكيك في أصول الدين.

4) أخذ الميثاق على الشخص بأن لا يفشي لهم سرا.

5) دعوى موافقة أكابر رجال الدين والدنيا لهم ليزداد الإقبال على مذهبهم.

6) تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقع لديه موقع القبول.

7) الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية.

8) سلخ المدعو من العقائد الإسلامية ثم يأخذون بعد هذا في تأويل الشريعة على ما تشاء أهواؤهم.

اتخذ هذه الخطة وسيلة إلى محاربة الدين الإسلامي طوائف كانوا يتظاهرون بأنهم من شيعة آل البيت، وهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء، ولا بشيء من الكتب المنزلة، ولا بيوم الجزاء، ولا أن للعالم خالقًا. وتراهم يستدلون بالقرآن والحديث؛ ولكن يحرفونهما عما أراد الله ورسوله منهما.

ومن الباطنية المتظاهرين بالتشيع لآل البيت من ادعى النبوة لبعض آل البيت كفرقة الإسماعيلية؛ قالوا بنبوة "محمد بن إسماعيل بن جعفر"؛ بل زعمت هذه الفرقة أنه لا يخلو زمان من نبوة نبي إلى يوم القيامة. ولم يقفوا عند دعوى النبوة؛ بل تجاوزوها إلى القول بإلهية جماعة من آل البيت وغيرهم. فقالوا بإلهية علي عليه السلام وإلهية كثير من أولاده وأحفاده.

وكم أحدث هؤلاء الذين يدعون المهديّة أو النبوة أو الإلهيّة من فتن!! وكم جروا على العالم الإسلامي من بلاء!!

وكان أهل العلم يقاومون باطلهم، ويهتكون أستارهم، وممن تصدى للرد عليهم:
أبو حامد الغزالي فألف كتابه المسمى (حجة الحق)0(6)وكتابه المسمى (فضائح الباطنية)(7)، وذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه طالع الكتب المصنفة فيهم فوجدها مشحونة بفنين: فن في تواريخ أخبارهم وأحوالهم من بدء أمرهم إلى ظهور ضلالهم، وتسمية كل واحد من دعاتهم في كل قطر من الأقطار، وبيان وقائعهم فيما انقرض من الأعصار. وفن في إبطال تفاصيل مذاهبهم وعقائد تلقوها من الثنوية والفلاسفة وحرفوها عن أوضاعها وغيروا ألفاظها قصدا للتغطية والتلبيس، ثم بين أنه قصد في كتابه إلى الإعراب عن خصائص مذهبهم، والتنبيه على مدارج حيلهم، والكشف عن بطلان شبههم.

ولأبي بكر بن العربي مع بعض زعمائهم مناظرات ذكرها في كتاب (القواصم والعواصم)(8)

وتناول الشيخ ابن تيمية مذهب الباطنية ورد على بعض فرقهم في بعض مؤلفاته.

عرفنا تاريخ الباطنية وقرأنا بعض كتب البابية والبهائية؛ فوجدنا روح الباطنية حلت في جسم ميرزا علي وميرزا حسين علي، فخرجت باسم البابية والبهائية.

الباطنية يستدلون بكلام النبوة ويحرفون كلم القرآن والحديث عن مواضعه، كما فسروا حج البيت العتيق بزيارة شيوخهم. والبابية أو البهائية يستدلون بالقرآن والحديث ويذهبون في تأويلهما إلى مثل هذا الهذيان نفسه، ولميرزا علي المسمى بـ"الباب" تفسير لسورة يوسف مشى فيه على هذا النمط؛ فقال في قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) [الآية: 4]، المراد من يوسف: حسين بن علي، والمراد بالشمس: فاطمة، وبالقمر: محمد، وبالنجوم: أئمة الحق، فهم الذين يبكون على يوسف سُجَّدًا.

وهذا أحد دعاتهم المسمى "أبا الفضل الجرفادقاني" قد أورد في كتابه المسمى (الدرر البهية) قوله تعالى: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾ [يونس: 39]. وقوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 53]. وقال:"ليس المراد من تأويل آيات القرآن معانيها الظاهرية ومفاهيمها اللغوية؛ بل المراد المعاني الخفية التي أطلق عليها الألفاظ على سبيل الاستعارة والتشبيه والكناية" ثم قال بعد هذا:"قرر الله تنـزيل تلك الآيات على ألسنة الأنبياء، وبيان معانيها وكشف الستر عن مقاصدها إلى روح الله حينما ينـزل من السماء" وقال:"إنما بعثوا عليهم السلام لسوق الخلق إلى النقطة المقصودة، واكتفوا منهم بالإيمان الإجمالي حتى يبلغ الكتاب أجله، وينتهي سير الأفئدة إلى رتبة البلوغ فيظهر روح الله الموعود ويكشف لهم الحقائق المكنونة في اليوم المشهود" وقال:"وفي نفس الكتب السماوية تصريحات بأن تأويل آياتها إلى معانيها الأصلية المقصودة لا تظهر إلا في اليوم الآخر، يعني يوم القيامة ومجيء مظهر أمر الله، وإشراق آفاق الأرض ببهاء وجه الله" ثم قال:"ولذلك جاءت تفاسير العلماء من لدن نـزول التوراة إلى نـزول البيان(9)تافهة باردة عقيمة جامدة؛ بل مضلة مبعدة محرفة مفسدة".

كنا نود أن نصرف القلم عن نقل مثل هذا السخف، ونصون صحف المجلة(10)عن أن تحمل لقرائها شيئا من الزيغ والإلحاد في آيات الله، والاعتداء على علماء الإسلام الذين رفعوا منار الحق وأذاقوا بحججهم أعداء الإنسانية عذابا أليما، ولكن دعاة هذا المذهب قد استهووا فريقا من أبناء المسلمين، وأصبحوا يدعون إلى مذهبهم في النوادي، ويتحدثون عنه في الصحف، وألفوا كتبا تقع في أيدي بعض الشباب فذلك ما اضطرنا إلى أن نبسط القول في بيان نحلتهم وسرد أقوالهم؛ حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم.

لهج البابية البهائية مقتفين أثر إخوانهم الباطنية بهذا النوع من التأويل ليدخلوا منه إلى العبث في تفسير القرآن والحديث، وصرفهما عن ما يراد بهما من حكمة وهداية ﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

أنزل الله تعالى القرآن بلسان عربي مبين، ودلنا على أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقوم ببيان ما خفي على الناس علمه فقال تعالى: ﴿ وَأَنـزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44]. وما زال السلف - من الصحابة والراسخين في العلم من بعدهم - يفسرون القرآن بما يروونه عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وبما يفهمونه منه على مقتضى استعمال لغتهم أساليب بلاغتهم، فجاؤوا بعلم كثير وأدب غزير، وتركوها حكما رائعة وشريعة سمحة باهرة وقوانين اجتماع طاهرة، حتى قام جماعة من أوشاب الناس يزعمون أن هذا القرآن الذي أنـزله الله بلسان العرب لم يوكل بيانه إلى من كان يقرؤه على الناس بكرة وعشيا، ولم يفهم المراد منه أولئك الذين يتهجدون به في الأسحار سجّداً لله وبكيّاً، وإنما وكل بيانه إلى أمثال "ميرزا علي محمد" وميرزا حسين "وعباس" و"أبي الفضل الجرفادقاني" ليخوضوا فيه بلغو من القول ويعثوا في تأويله مفسدين.

قال "أبوبكر بن العربي" في كتاب (القواصم والعواصم) يرد على إخوانهم الباطنية - قولهم إن خليفة الله هو الذي يبلغ عنه:"الخليفة هو النبي الذي بين ثم استأثر الله به ولا معصوم بعده".

وفي كتاب (فضائح الباطنية) بسطة في رد ما يدعونه من ظهور الإمام المعصوم؛ وحصر مدارك الحق في أقواله، وقد عرفت أن الإمام المعصوم الذي يدعيه الباطنية هو ما يسميه البابية والبهائية بـ"من يظهره الله" ويزعمون أنه هو الذي يعرف تأويل ما جاء به الرسل عليهم السلام، ويصرح هذا الإيراني في كتابه هذا بأن قصص القرآن غير واقعة وقال:"لا يمكن للمؤرخ أن يستمد في معارفه التاريخية من آيات القرآن" وقال:"إن الأنبياء عليهم السلام تساهلوا مع الأمم في معارفهم التاريخية وأقاصيصهم القومية ومبادئهم العلمية، فتكملوا بما عندهم، وستروا الحقائق تحت أستار الإشارات، وسدلوا عليها ستائر بليغ الاستعارات".

دعوى أن في القرآن قصصًا غير واقعية بزعم أنها رمز إلى معان خفية، ليس لها من داع سوى ما يضمره أصحابها من الكيد للقرآن الكريم، وإدخال الريب في أنه تنـزيل من لدن حكيم عليم.

لم يقم حتى الآن دليل تاريخي أو نظري يطعن في صحة قصة ساقها القرآن الحكيم، ونحن نستند في صحتها إلى الآيات الدالة على أن المبعوث به لا ينطق عن الهوى، فالمؤرخ المسلم ومعلم التاريخ لأبناء المسلمين يستمد في معارفه التاريخية من آيات الذكر الحكيم، وهى عندنا أصدق قيلا وأقوى سندا مما يقصه المؤرخ من حوادث تقع في عصره أو قريب منه، وهذه الثقة بالطبيعة لا تحصل لمن ينكر أو يرتاب في أن القرآن حجة الله على العالمين، فلا نطالب المجوسي أو البهائي بأن يدخلوا في مؤلفاتهم التاريخية ما جاء في القرآن من أنباء الأولين، وهم لم يطمئنوا إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول صادق أمين.

يزعم هذا الإيراني أن الرسول ينطق ببعض المبادئ العلمية مجاراة لقومه وهي في الواقع غير صحيحة، وهذه جهالة غبي وجراءة غوي، والرسول عليه الصلاة والسلام وإن لم يبعث لتقرير المسائل العلمية التي تدركها عقول البشر بسهولة أو بعد جهد كالطبيعيات والرياضيات لا يتحدث عن شيء منها حديث من يصدق بها إلا أن تكون صوابا، ودعوى أن لها رموزا إنما اخترعها الإيراني وأمثاله ليستروا بها وجه جحودهم، والبرقع الشفاف لا يحجب ما وراءه.

ولم يكن تأويل البهائية وأسلافهم الباطنية لنصوص الشريعة على هذا الوجه الناقض لأصولها بشيء ابتدعوه من أنفسهم ابتداعا، وإنما هو صنع عملوا فيه على شاكلة طائفة من فلاسفة اليهود من قبل. فإنا نقرأ في ترجمة "فيلون" الفيلسوف اليهودي - المولود ما بين عشرين وثلاثين قبل ميلاد المسيح - أنه ألف كتابا في تأويل التوراة ذاهبا إلى أن كثيرا مما فيها رموز إلى أشياء غير ظاهرة.

ويقول الكاتبون في تاريخ الفلسفة: إن هذا التأويل الرمزي كان موجودًا معروفًا عند أدباء اليهود بالإسكندرية قبل زمن " فيلون"، ويذكرون من أمثلة تأويلهم أنهم فسروا آدم بالعقل، والجنة برياسة النفس، وإبراهيم بالفضيلة الناتجة من العلم، وإسحاق عندهم هو الفضيلة الغريزية، ويعقوب الفضيلة الحاصلة من التمرين، وهذا الكلام لا يقول به إلا الجاحدون المراؤون، ولا يقبله منهم إلا قوم هم عن مواقع الحكمة ودلائل الحق غافلون.

و"أبو الفضل" هذا من أبعد دعاة البهائية في الهذيان شأواً، وأشدهم لعلماء الإسلام ضغينة، وإذا أخذ في شتمهم لا يشفى غليله إلا أن يصب كل الجمل التي يعرفها في المعنى الذي أراد شتمهم به، انظروا إلى قوله في صفحة 147 من ذلك الكتاب المسمى بـ (الدرر البهية):"فتمادوا في غيهم، وأصروا على باطلهم، وتاهوا في ضلالتهم، ومردوا في جهالاتهم، وعموا في سكرتهم وانهمكوا في غوايتهم".

فالرجل حفظ جملا التقطها من بعض الصحف السائرة، أو من الكتب الغابرة، صار يلقيها فيما يكتب من غير وزن، حاسبا أن هذا الصنيع من تزويق القول ينقل الناس من الجد إلى الهزل، ومن الحق إلى الضلال.

في الباطنية من يدعي أنه نبي أو يعتقد في آخر أنه نبي يوحى إليه. وميرزا علي الملقب بـ"الباب" يدعي أنه رسول من الله، ووضع كتابا ادعى أن ما فيه شريعة منـزلة وسماه (البيان) وقال في رسالة بعث بها إلى الشيخ محمود الألوسي صاحب التفسير المشهور المسمى (روح المعاني) يدعوه فيها إلى مذهبه:"إنني أنا عبدالله قد بعثني الله بالهدى من عنده" وسمى في هذه الرسالة مذهبه دين الله فقال:"ومن لم يدخل في دين الله مثله كمثل الذين لم يدخلوا في الإسلام".

وكذلك يدعي زعيمهم المسمى "بهاء الله" ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد):"وقرر بهاء الله أن رسالته هي لتأسيس السلام على الأرض". وقال صاحب هذا الكتاب يتحدث عن الباب والبهاء:"من المستحيل إيجاد أي تغيير لعظمهما إلا بالاعتراف بأنهما إنما عملا بوحي من الله".

يدعي الباب الرسالة، ويزعم أن شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية فابتدع لأتباعه أحكاما خالف بها أحكام الإسلام وقواعده، فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروق الشمس إلى غروبها، وعين لهذه الأيام وقت الاعتدال الربيعي، بحيث يكون عيد الفطر عندهم هو يوم النيروز على الدوام، وفي كتابه (البيان):"أيام معدودات وقد جعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها" وجعل "ميرزا حسين" الملقب ببهاء الله الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وكان "عبدالله ابن الخراب الكندي" الذي اعتقد إلهيته كثير من أشباه الناس قد جعلها تسع عشرة صلاة في اليوم والليلة.

وقبلة البهائيين في صلاتهم التوجه أين يكون ميرزا حسين المسمى "بهاء الله" فإنه يقول لهم:"إذا أردتم الصلاة فولوا وجوهكم شطري الأقدس" وقال ابنه "عباس":"يلزمنا التوجه إلى مركز معلوم وهو مظهر الله" ومظهر الله في زعمهم هو هذا المسمى بهاء الله.

أما الحج فقد أبطله البهاء، وأوصى بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل مقتدر من أشياعه.

ومن الباطنية من منع العوام من مدارسة العلوم، والخواص من النظر في الكتب المتقدمة حتى يبقوا في عماية، وهو "الحسن بن محمد الصباح" ونجد ميرزا علي المسمى "الباب" قد حرم في كتابه (البيان) التعلم وقراءة كتب غير كتبه، فكان كل من يؤمن بالباب يحرق القرآن الكريم وما وقع في يده من كتب العلم، ولكن الميرزا حسين المسمى "بها الله" أدرك ما في هذا التحجير من خطا مكشوف وأنه مما يصرف عنهم ذوي العقول النابهة فأتى في كتابه الذي سماه (الأقدس) بما ينسخه فقال:"قد عفا الله عنكم ما نـزل في البيان من محو الكتب وأذناكم بأن تقرؤوا من العلوم ما ينفعكم".

وفي الباطنية من يدعي حلول الإِله في بعض الأشخاص؛ كما قال القرامطة بإلهية محمد بن إسماعيل بن جعفر، وهذه الدعوى أعنى دعوى الحلول تظهر في بعض مقالات البهائية.

قال "عباس" المقلب بـ"عبدالبهاء":"وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود والأب الأزلي، ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان - كما أنذر جميع الأنبياء - عبارة عن تجليه في الهيكل البشري، كما تجلى في هيكل عيسى الناصري؛ إلا أن تجليه في هذه المرة أتم وأكمل وأبهى، فعيسى وغيره من الأنبياء هيأوا الأفئدة والقلوب لاستعداد هذا التجلي الأعظم".

يريد بهذا أن الله تجلى فيه بأعظم من تجليه في أجسام الأنبياء على ما يزعم.

وقال مهذارهم "أبو الفضل" الإيراني:"فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويستند إلى الله من العزة والعظمة والقدرة والعلم والحكمة والإرادة والمشيئة وغيرها من الأوصاف والنعوت إنما يرجع بالحقيقة إلى مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره".

ويظهر هذا من اللوح الذي كتبه المسمى "بها الله" في التنويه بشأن ابنه "عباس" فإنه قال:"إن لسان القدم(11)يبشر أهل العالم بظهور الاسم الأعظم(12)الذي أخذ عهده بين الأمم أنه نفسي ومطلع ذاتي ومشرق أمري. من توجه إليه فقد توجه إلى وجهي؛ واستضاء من أنوار جمالي؛ واعتراف بواحدانيتي؛ وأقر بفردانيتي... الخ".

وقلد البهائية الفلاسفة فيما يدعونه من قدم العالم، ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد):"علم بهاء الله أن الكون بلا مبدأ زمني، فهو صادر أبدي من العلة الأولى، وكان الخلق دائما مع خالقه وهو دائما معهم" وقد تصدى أهل العلم الراسخ لتزييف ما تعلق به هؤلاء في الإستدلال على هذا الرأي، وحققوا أن المعلول لابد أن يتأخر عن العلة في الوجود، إذ معنى العلة ما أفاض على الشيء الوجود، والمعلول ما قبل منه هذا الوجود، ولا معنى لإفاضة الوجود على الممكن إلا إخراجه إلى الوجود بعد أن كان في عدم، وذلك معنى الحدوث.

ومن عجيب أمر هذه الطائفة أنهم يدعون النبوة والرسالة وما فوق الرسالة وينكرون المعجزات بدعوى أنها غير معقولة، تجدون هذا الإنكار في كتاب داعيتهم المسمى "أبا الفضل" فقد ذكر انفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر لموسى عليه السلام، وإبراء عيسى عليه السلام للأكمة والأبرص وإحياءَه الموتى بإذن الله، ونبع الماء من بين أصابع محمد صلى الله عليه وسلم وقال:"وكثير من أهل الفضل وفرسان مضمار العلم اعتقدوا بأن جميع ما ورد في الكتب والأخبار من هذا القبيل كلها استعارات عن الأمور المعقولة والحقائق الممكنة مما يجوزه العقل المستقيم"، ثم أخذ يؤول ما ورد في تلك المعجزات من قرآن وحديث ويحمله على معان لا يقبلها منه إلا من فقد عقله قبل أن يفقد إيمانه، وإنكارهم للمعجزات ينبئكم أن القوم يمشون مكبين على وجوههم وراء الفلسفة التي لا تؤمن بأن لهذا العالم خالقا فعالًا لما يريد.

وملخص القول في البابية والبهائية أنه مذهب مصنوع من ديانات ونحل وآراء فلسفية. قال صاحب كتاب (مفتاح باب الأبواب) يصف البابيين:"لهم دين خاص مزيج من أخلاط الديانات البوذية(13)، والبرهمية الوثنية(14)، والزرادشتية(15)، واليهودية، والمسيحية، والإسلامية، ومن اعتقادات الصوفية والباطنية".

وما زالت البهائية مذهبًا قائمًا على أطلال الباطنية، يحمل في سريرته القصد إلى هدم الإسلام بمعول التأويل، ودعوى الرسالة والوحي بشريعة ناسخة لأحكامه، حتى جاء "عباس عبدالبهاء" إلى هذا المذهب المصنوع وأراد أن يكسوه ثوبا جديدا فخلطه، بآراء التقطها مما يتحدث به بعض الناس على أنها من مقتضيات المدنية، أو مما كشفه العلم حديثا، نحو التساوي بين الرجال والنساء في التعليم ونـزع السلاح، واتفاق الأمم على لغة واحدة تدرس في العالم كله، وتأسيس محكمة عمومية تحل مشاكل الأمم، وأن الإنسان تدرج بالإرتقاء من أبسط الأنواع حتى وصل شكله الحالي (نظرية دروين) ولهجوا بعد هذا بكلمة نشر السلام العام، ونبذ التعصبات الدينية.

وقد تخيل "عباس" أنه بإدخال مثل هذه الآراء في مذهب البهائية يستدرج المولعين بالجديد من النابتة الحديثة، ولهذا الطمع ترونه يقول:"تحتوي تعاليم بهاء الله على جميع آمال ورغائب فرق العالم سواء كانت دينية أو سياسية أو أخلاقية، وسواء كانت من الفرق القديمة أو الحديثة، فالجميع يجدون فيها دينا عموميا في غاية الموافقة للعصر الحاضر(16) وأعظم سياسية للعالم الإنساني" وصرح في مقال آخر "بأنه يريد أن يوحد بين المسلمين والنصارى واليهود ويجمعهم على أصول نواميس موسى عليه السلام الذين يؤمنون به جميعًا"(17).

ولا أحسب عبدالبهاء عباسًا يقصد من هذا الحديث إلا التزلف لليهود والتظاهر بموالاتهم ليجعلهم من أشياعه، وإلا فكيف يقع في خاطر من عرف القرآن أن يعمل على صرف الناس عن شريعة الإسلام، ويرجع بهم إلى شفا حفرة من النار بعد أن أنقذهم الله منها.

يذكر الشيخ "ابن تيمية" أن الباطنية "هم دائمًا مع كل عدو للمسلمين" وقال:"إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك الإسلام إلا بمعاونتهم" وكذا نجد في البابية تحيزا إلى أعداء المسلمين، وانظروا إلى "عباس عبدالبهاء" كيف يتحيز إلى اليهود ويبشر بأن فلسطين ستصير وطنا لهم فقال:"سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتكون أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال مجتمعة" وقال:"تأتي طوائف اليهود إلى الأرض المقدسة، ويزدادون تدريجا إلى أن تصير جميعًا وطنًا لها".

فالبهائية شأنهم شأن الباطنية في بغض الإسلام وموالاة خصومه، ولنا الأمل الوثيق في أن العرب وسائر المسلمين من ورائهم سيقفون في وجه الاستعمار الصهيوني والدعاية البهائية التي تظاهرها وتسندها حتى تبقى فلسطين وطنا عربيا إسلاميا على الرغم من عبدالبهاء والبهائيين.


• • •




س- هل يعتقدون في الحشر والجنة والنار؟
ج- لا يؤمن البهائيون بالبعث ولا الجنة والنار، ويفسرون يوم الجزاء ويوم القيامة بمجيء "ميرزا حسين" الملقب ببهاء الله، قال في كتاب (بهاء الله والعصر الجديد):"وطبقًا للتفاسير البهائية يكون مجيء كل مظهر إلهي عبارة عن يوم الجزاء، إلا أن مجيء المظهر الأعظم بهاء الله هو يوم الجزاء الأعظم للدورة الدنيوية التي نعيش فيها" وقال "ليس يوم القيامة أحد الأيام العادية؛ بل هو يوم يبتدئ بظهور المظهر ويبقى ببقاء الدورة العالمية".

هذا ما يفسرون به يوم الجزاء ويوم القيامة، ويفسرون الجنة بالحياة الروحانية والنار بالموت الروحاني، قال في هذا الكتاب:"إن الجنة والنار في الكتب المقدسة حقائق مرموزة" فعندهما - أي البهاء وابنه عباس- : الجنة هي حالة الكمال والنار النقص، فالجنة هي الحياة الروحانية والنار هي الموت الروحاني.

هذا ما يقوله البهائية، وكذلك ينقل لنا "أبو حامد الغزالي" أن الباطنية يقولون:"كلما ورد من الظواهر في التكاليف والحشر والأمور الإلهية فكلها أمثلة ورموز إلى بواطن" وساق بعد هذا أمثلة من تأويلهم الفاسق عن قانون اللغة والعقل، وقال:"هذا من هذيانهم في التأويلات حكيناها ليضحك منها. ونعوذ بالله من صرعة العاقل وكبوة الجاهل".

وقد قلدوا في إنكار البعث طائفة الدهريين، وأخذتهم شبههم التي لا تستطيع أن تنهض أمام أدلة القرآن الحكيم، قال تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ! وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ! قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [يس: 77 - 79].


• • •




س- هل يعتقد البهائيون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
ج- مخالفة البهائيين لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من معتقدات وأحكام، وتهجمهم على تأويل القرآن والحديث بمثل ما نقلناه عن زعمائهم شاهد على أن قلوبهم جاحدة لرسالته، وإذا تحدثوا عنه في بعض كتبهم متظاهرين بتصديق نبوته فما هم إلا كسائر الأفراد أو الطوائف الذين يعملون لهدم الإسلام تحت ستار، ومن خَبال زعيمهم الأول دعواه في تفسيره لسورة يوسف: أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلل هذا الكلام بما لا يفهمه إلا من يفهم لغة المبَرْسَمِين إذ قال:"لأن مقامه الباب هو مقام النقطة، ومقام النبي صلى الله عليه وسلم مقام الألف" وقال:"كما أن محمدًا أفضل من عيسى فكتابه (البيان) أفضل من القرآن" وقال:"إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو أنتم فيه تتفكرون".

ولسنا في حاجة إلى الرد عليه في دعوى أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في دعوى أن كتابه (البيان) أفضل من القرآن، فعامة المسلمين كخاصتهم يعلمون أن هذه الدعوى من صنف الدعاوى التي تنادى على نفسها بالزور والهذيان، وأولو العقول من غير المسلمين يعرفون عظمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما بثه في العالم من إصلاح، فمن يدعي أنه مثل محمد أو أنه أتى بكتاب يحاكي القرآن كان في حاجة إلى علاج يعيد عليه شيئًا من رشده ويجعله على بصيرة من نفسه.


• • •




س- إذا كانوا يعترفون بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فكيف يعتقدون بنبي بعده ودين غير دينه؟
ج- البهائيون لا يعترفون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا سهل على زعمائهم أن يدعوا النبوة من بعده، قال تعالى:﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]. ومعنى الآية الذي لا يذهب الفهم إلى خلافه: أنه النبي الذي انقطع به وصف النبوة فلا يتحقق في أحد من الخليقة بعده.

وورد هذا مبينا في صريح السنة الصحيحة، ففي صحيح الإمام (البخاري) وصحيح (مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا بناء فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة. فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" وقد انعقد إجماع المسلمين على هذا جيلا بعد جيل؛ وأصبح معلوما من الدين بالضرورة، فمن أنكره وادعى لنفسه أو لغيره النبوة بعد رسول الله فقد انسلخ من الإسلام وكان من الغاوين، وإذا شهد لسانه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من أولئك الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، فالبابيون لا يدخلون في المعترفين بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال.

وقد ذكرهم العلامة "الألوسي" في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]. فقال:"وقد ظهر في هذا العصر عصابة من غلاة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية لهم في هذا الباب فصول يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم في سلك ذوي العقول، وقد كاد عرفهم يتمكن في العراق لولا همة واليه النجيب الذي وقع على همته وديانته الاتفاق حيث خذلهم - نصره الله تعالى - وشتت شملهم وغضب عليهم رضي الله عنه، وأفسد عملهم؛ فجزاه الله تعالى عن الإسلام خيرا، ودفع عنه في الدارين ضيما وضيرا".


• • •


س- ما هو الواجب عمله لإحباط مساعيهم؛ حتى لا يقع أحد في شراكهم؟
ج- لو كان التعليم الديني في الشعوب الإسلامية إلزاميًا ومقررًا في جميع مدارسها، لم يجد أشباه الباطنية إلى إزاغة قلب الفتى المسلم طريقًا. وتَرْكُ كثير من أبنائنا لا يعرفون من الإسلام إلا أسماء، أو لا يلقنون إلا مبادئ مقطوعة عن حججها العقلية أو النقلية؛ قد يسر لأمثال البهائية أن ينصبوا حبائلهم بين المسلمين ويصطادوا من النفوس قليلًا أو كثيرًا.

ولا ننسى أن الذي ساعد البهائية على أن تستهوى فريقًا من المسلمين تظاهرها بأنها فرقة إسلامية، واحتجاجها بالقرآن والحديث؛ وكتمها بعض معتقداتها المنكرة على البداهة، وعدم انتشار كتبها، فكثير من أهل العلم لم تصل إليهم كتب هذه الطائفة حتى يستبينوا منها حقيقة نحلتهم ويحذروا الناس من الوقوع في شراكهم.

أما اليوم فقد أخذهم الغرور، وصاروا يذيعون شيئا من أسرار نحلتهم على المنابر وعلى صفحات الجرائد، ويتحدثون عنها في مؤلفات تطبع وتعرض على الناس في المكاتب، فهي بما تحمله من مقالات ملفقة ودعاوى غير معقولة قد بحثت عن حتفها بظلفها، فلا تخشى على من له نباهة أو فطرة سليمة أن يعتقد بنبوة "ميرزا حسين" أو "عباس عبدالبهاء"، ولا نخشى على من وصل إلى نفسه أثر من هداية الإسلام أن يتبدل بها مزاعم" أبي الفضل الإيراني"، وإذا جاز أن يكون في طبقة العامة أو أشباههم من لا يتنبه لما في البهائية من كيد للإسلام، وإغواء عن شريعته الغراء، فإن العلماء والوعاظ أينما كانوا سيكشفون للناس عن بطانة هذا المذهب ليحترسوا من دعاته، ويحذروا أن يمسهم شيء من نـزعاته.

وقد علم طائفة من دعاة الإباحية والخروج على الدين ما ينطوي عليه هذا المذهب من مناوأة للدين الحق، فقاموا يظاهرونه في النوادي والصحف؛ ويزينونه في أعين الناس ظنا منهم أن علماء الإسلام ما زالوا عن سريرة هذا المذهب غافلين.

1- ككتاب (الدرر البهية)، وكتاب (عبد البهاء والعصر الجديد).
2- ككتاب (مفتاح باب الأبواب).
3-يزعم البهائية أن الباب كان يشير إلى شخص يظهر بعده، وكانوا يعبرون عنه بلفظ "من يظهره الله".
4- يسمى هؤلاء البابية "الأزلية" إذ يزعمون أن يحيى هذا هو مصداق ما أشار إليه الباب في كتاب (البيان) باسم "من يظهره الله" وهؤلاء يكفرون بالبهاء ويتناولونه وأتباعه باللعن في السر والعلانية، وليحيى هذا كتاب أراد أن يحاكى به القرآن الكريم في ترتيب الآيات والسور، وحاول أن يحاذي به أسلوبه الحكيم فافتضح أمره وظهر سخفه (والله لا يهدي كيد الخائنين).
5-كتاب (المواقف وشرحه) للسيد الجرجاني.
6-ألفه باللسان الفارسي.
7- ألفه باللغة العربية وطبع في لندن، وفي إدارة هذه المجلة نسخة منه.
"وقد طبع في مصر بتحقيق د. عبدالرحمن بدوي. أحمد حمدي".
8- كتاب (العواصم من القواصم) طبع في جزءين بالجزائر سنة 1347هـ. وأشرف على طبعه الإمام الجزائري الثائر "عبدالحميد بن باديس". والموجود منه بين الناس قسم من الجزء الثاني. أما الكتاب الكامل فيكفي أن الذي وقف على طبعه "ابن باديس" لما فيه من الفوائد في الآراء والعقائد (أحمد حمدي).
9-هو الكتاب الذي وضعه (ميرزا علي محمد) الملقب بالباب.
10- هي (مجلة الأزهر) التي نشرت هذه المقالات في أعدادها.
11- يفسره البهائية ببهاء الله.
12- يفسرونه بعباس عبدالبهاء.
13- دين الصينيين واليابانيين.
14- أصل ديانة الهنود.
15- ديانة قديمة تنسب إلى إبراهيم زرادشت الإيراني، ولا يزال لأتباعها طائفة بالبلاد الهندية وأخرى بالبلاد الإيرانية.
16- كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص87.
17- كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص93.



prdrm hgfihzdm

 

__________________



http://www.baniathlah.net/uploads/1415396084632.gif


التعديل الأخير تم بواسطة حرف ساكن ; 07-06-2013 الساعة 08:37 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 07-06-2013, 08:41 PM   #2
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418420084953.png
 
الصورة الرمزية رحاااال
 






رحاااال غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 81640
رحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond reputeرحاااال has a reputation beyond repute

افتراضي

البهائيون وغيرهم من الفرق المنحرفه تحسب الان على الشيعه .

ولهم معهم تقارب .. ولاكن هناك فرق غاويه لطريق الصحيح .. اي سنة
محمد صلى الله عليه وسلم ... وتحسب ع اهل السنه لو نجد من يبينها

لنا ماجورا .. وهي كثيره في مصر .. والسودان ولبنان وسوريا ودول

المغرب العربي .. واليمن وعمان والامارات العربيه المتحده
..
... الف شكر وزيدنا اخي الحرف الساكن ..فنحن في الانظار ..

 

__________________


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليهاتستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليهاتستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
:::::::::::::::::::::::::
..
..
..
..
..
http://www.baniathlah.net/uploads/1415383243331.gif

  رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 12:54 AM   #3
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1478626425331.png
 
الصورة الرمزية ابوخالد
 






ابوخالد غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 1749782
ابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond reputeابوخالد has a reputation beyond repute

افتراضي

موضوع يستحق الاشادة به والنظر اليه بمايحتوي

اشكرك اخي على طرحه ونتمنى ان يشمله الجميع بالمشاهدة ثم بالردود

مع خالص التقدير لك

 

__________________


الحنين للموتى ( موت آخر )
نتقآسمه مع تفآصيلهم المُتبقية
مع ضحكآتهم العآلقة في
نوآفذ الذكريآت

  رد مع اقتباس
قديم 07-08-2013, 10:58 AM   #4
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418383841111.png






المتميزة غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 103467
المتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond repute

افتراضي

موضوع قيم ..بارك الله فيك
دمت ودام جمال طرح
وكل عام وانتم بخير

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البهائية, حقيقة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

RSS | RSS2 | XML | MAP | HTML


جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team