المنتدى العــــــام كل مايتعلق بطرح المواضيع الخاصة والمقالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2014, 09:33 PM   #1
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418383841111.png
 
الصورة الرمزية غروب الشمس
 






غروب الشمس غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 95531
غروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond reputeغروب الشمس has a reputation beyond repute

افتراضي عز العزله


وأقصدُ بها العزلة عن الشرِّ وفضولِ المباحِ ،
وهي ممّا يشرحُ الخاطر ويُذهبُ الحزن .
قال ابن تيمية
:
لابدَّ للعبدِ من عزلةٍ لعبادتِه وذكرِه وتلاوتِه ،

ومحاسبتِه لنفسِه ،
ودعائِه واستغفارِه ،
وبُعدِه عن الشرِّ ،
ونحوِ ذلك .
ولقد عقد ابنُ الجوزي ثلاثة فصولٍ في ( صيْدِ الخاطرِ
) ،
ملخَّصها أنه قال :
ما سمعتُ ولا رأيتُ كالعزلة ،

راحةً وعزّاً وشرفاً ،
وبُعداً عن السوءِ وعن الشرِّ ،
وصوْناً للجاهِ والوقتِ ،
وحِفظاً للعمرِ ،
وبعداً عن الحسَّادِ والثقلاءِ والشامتين ،
وتفكُّراً في الآخرةِ ،
واستعداداً للقاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ ،
واغتناماً في الطاعةِ ،
وجولان الفكر فيما ينفعُ ،
وإخراج كنوزِ الحِكَمِ ،
والاستنباط من النصوصِ .

وفي العزلةِ استثمارُ العقلِ ،

وقطْفُ جَنَى الفكرِ ،
وراحةُ القلبِ ،
وسلامةُ العرْض ،
وموفورُ الأجرِ ،
والنهيُ عن المنكر ،
واغتنامُ الأنفاسِ في الطاعةِ ،
وتذكُّرُ الرحيمِ ،
وهجرُ الملهياتِ والمشغلاتِ ،
والفرارُ من الفتنِ ،
والبعدُ عن مداراةِ العدوِّ ،
وشماتةِ الحاقدِ ،
ونظراتِ الحاسدِ ،
ومماطلةِ الثقيلِ ،
والاعتذارِ على المعاتِبِ ،
ومطالبةِ الحقوقِ ،
ومداجاةِ المتكبِّرِ ،
والصبرِ على الأحمقِ .
وفي العزلةِ سَتْرٌ للعوراتِ
:
عوراتِ اللسانِ ،

وعثراتِ الحركاتِ ،
وفلتاتِ الذهنِ ،
ورعونةِ النفسِ .
فالعزلةُ حجابٌ لوجهِ المحاسنِ ،

وصدَفٌ لدُرِّ الفضلِ ،
وأكمامٌ لطلْع المناقبِ ،
وما أحسن العزلةَ مع الكتابِ ،
وفرةً للعمرِ ، وفسحةً للأجلِ ،
وبحبوحةً في الخلوةِ ،
وسفراً في طاعةِ ،
وسياحةً في تأمُّلٍ .
وفي العزلةِ تحرصُ على المعاني ،

وتحوزُ على اللطائفِ ،
وتتأملُ في المقاصدِ ،
وتبني صرح الرأيِ ،
وتشيدُ هيْكلَ العقلِ .
والروحُ في العزلةِ في جَذلٍ ،

والقلبُ في فَرَحٍ اكبرَ ،
والخاطرُ في اصطيادِ الفوائدِ .
ولا تٌرائي في العزلةِ
:
لأنهُ لا يراك إلا اللهُ ،

ولا تُسمعِ بكلامِك بشراً فلا يسمعك إلا السميعُ البصيرُ .
كلُّ اللامعين والنافعين ،

والعباقرِة والجهابذةِ وأساطين الزمنِ ،
وروَّادِ التاريخِ ،
وشُداةِ الفضائلِ ،
وعيونِ الدهرِ ،
وكواكبِ المحافلِ ،
كلُّهم سَقَوْا غَرْسَ نُبْلهم من ماءِ العزلةِ حتى استوى على سُوقِهِ ،
فنبتتْ شجرةُ عظمتِهم ،
فآتتْ أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها .
للعزلة فوائد، منها
:
الفراغ للعبادة، والذكر، والفكر،

والاستئناس بمناجاة الله تعالى،
والإشتغال باستكشاف أسرار الله تعالى في ملكوت السماوات والأرض،
والتخلص من المعاصي التي يتعرض لها الإنسان غالباً بالمخالطة،
كالغيبة والرياء وسائرِ آفات اللسان،
ومسارقة الطبع الأعمال الخفية والأخلاق الردية من الناس،
والمراهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
والاستخلاص من الفتن والخصومات وأخطارها،
أو من شرِّ الناس وايذائهم قولاً وفعلاً،
وقطع طمعه عن الناس،
وقطع طمعهم عنه،
والخلاص من مشاهدة الظَلَمة والفسقة والجهّال والثقلاء والحمقى،
ومقاساة أخلاقهم.
ويستدلّ أصحابُ هذا النظر إلى إطلاق الظواهر الواردة في مدح المخالطة والمؤالفة والمؤانسة
.

العزلة

بدون عين العلم ذلة،

وبدون الزهد علّة،
وبدون الجهل عزة.

رأيت

أن في السلامة
من مخالطة الناس فوائد كثيرة ،


منها :
حفظ اللسان من اللغط ، ومنها حفظ العقل من الإختلاط ،


وإختلاف المزاج ، وورود الشبه ، والأباطيل ..

ومنها :
حفظ العين من فضول النظر ،
والذي ربما حرم القلب من حلاوة الإيمان .


ومنها :
حفظ السمع عن سماع القبيح من القول ،
وما يستقذر من الألفاظ ..

ومنها :
حفظ او زجر القلب
عن التعلق بغير الرب جل وعز ،

إذ أن الحاجة للناس دافع على التعلق بهم .


ومنها :
حفظ النفس من الفتن ،
والبعد عن مواطن التهم .

ومنها :
التفرغ لطلب العلم الأصيل
المتلقى عن معلِّم الخير صلى الله عليه وسلم

ومنها
:
:
التفرُّغ لمراجعة النفس ،
إعادة التصحيح لمَا مرَّ ،

فإن إستراحة المقاتل مطلوبة لكلِّ حامل فكر ..

ومنها :
إستجماع قوى النفس ،
وجمع طاقاتها ,
للمنشط فى النجاحات المستقبلية...
ومنها
:
النظر
الى عواقب الأمور
وضبط النفس ,
والثبات على الطاعات في الأزمات ..


ومنها :
التفكير
والتدبير
في أقدار الله ,
وفى مخلوقاته ,

فان ذلك معين لا ينضب للإيمان , والثبات....
ومنها
:
عدم التعجُّل في الأمر كلُّه ,
فان ذلك مجلبة للخسائر...

ومنها :
البعد عن الرياء ,
وخلوص القلب للربِّ جلَّ ذكره ,

ومنها :
تربية النفس

تربية ذاتية سليمة صحيحة
بعيدة عن المؤثرات الخارجية


ومنها :
محاسبه النفس
,
ومراجعتها في علاقاتها
,
سواء مع ربها جل وعز
,

أو مع الخلق
,
أو حتى مع الذات
...

ولها فوائد جمَّة لا تحصر
...

فاجعلها كالدواء
....

ولا تغالي فيها , فان زيادتها قاتلة
...

وإن نقصها يجرى عليك السفيه والأحمق
..

العزلة

لا تصلح
لكل الناس

ومدتها تكون معلومة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم


(اذا رايت الناس قد مرجت عهودهم وخفت اماناتهم فالزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما

تنكروعليك بامر الخاصة ودع عنك امر العامة)رواه ابو مسلم والنسائي فى كتاب اليوم والليلة

(
وان تطع

اكثر من فى الارض
يضلوك عن سبيل الله-
ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون
)
الانعام 116


اختلف الناس

في الترجيح بين العزلة والمخالطة،
فمن بلغ مقام الانس بالله تعالى غلب على قلبه حبُّ الخلوة والعزلة عن الناس،
لأن المخالطة مع الناس تشغل القلب عن التوجّه التام إلى الله،
والأخبار الدالة على استحباب التزاور والتصافح والمعانقة،
وعيادة المرضى،
وتشييع الجنائز،
وقضاء الحوائج،
والاهتمام بأُمور المسلمين،
واصلاح ذات البين،
وحضور الجمعة والجماعة،
وغيرها من الأخبار،
تدل على ترجيح المخالطة،
فلابدّ من بيان الأفضل،
فإن العلماء في ذلك مختلفون،
وكذا الأخبار في ذلك مختلفة،
ولكل واحدٍ منهما فوائد ومفاسد،
ولكنّ الظاهر من جماعة هو:
تفضيل العزلة على المخالطة مطلقاً،

في حين ترى العكس من جماعة أخرى.

فوائد المخالطة:
كالتعليم والتعلّم،

وكسب الأخلاق الفاضلة من مجالسة المتّصفين بها،
واستماع المواعظ والنصائح،
ونيل الثواب بحضور الجمعة والجماعة والجنازة،
وعيادة المرضى وزيارة الاخوان،
وقضاء حوائج المحتاجين،
ورفع الظلم عن المظلومين،
وإدخال السرور على المؤمنين،
والاسيناس بالإخوان وبأهل الورع والعبادة والتقوى، وغيرها.
بعدما

عرفنا مختصراً

فوائدَ كلٍ من العزلة والمخالطة،

وعرفنا ان فوائد كل منهما مفاسد وغوائل إلى الآخر،
والحكم بترجيح أحدهما على الآخر على الاطلاق خطأَ،
إذْ كيف يجوز ان يُقال:
إن العزلة أفضل لشخص جاهل لم يتعلم شيئاً من اصول وفروع دينه،

ولم يميّز بين فضائل الصفات ورذائلها،
فضلاً عن أن تحصل له التخلية والتحلية،
فهو يمكن ان يحصل على ذلك بمخالطة العلماء واُولي الأخلاق الفاضلة؟
وكيف يجوز ان يقال:
أن المخالطة أفضل لمن حصل ما في وسعه وقدرته من العلم والعمل،

ووصل إلى مرتبة الابتهاج والالتذاذ بالطاعات،
ولم يترتب على مخالطته مع الناس شيء من الفوائد الدينية والدنيويّة،
بل تترتب عليه المفاسد الكثيرة؟
فما هو الخيار الصحيح؟

الصحيح ان يقال:
ان الافضلية فيهما تختلف بالنظر

إلى الأشخاص والأحوال والأزمان والأمكنة،

فينبغي ان يُنظر إلى كل شخص وحاله،
وإلى خليطه،
وإلى باعث مخالطته،
وإلى ما يحصل بمخالطته من فوائد المخالطة،
وما يفوت لأجلها من فوائد العزلة،
ويوازن بين ذلك،
حتّى يظهر الأفضل والأرجح،
ويمكن ان تطرح بعض الوجوه التي لا تتلاءم مع هذا وما جاءت به الأخبار الواردة:


الاول

ـ ان يقال
:
ان العزلة الممدوحة انما هي العزلة بالقلب دون البدن،

فطوبى لعبدٍ عرف الناس،
فصاحبهم ببدنه
ولم يصاحبهم بقلبه،
فعرفوه في الظاهر وعرفهم في الباطن
الثاني

ـ ان يراد من العزلة
العزلة عن اهل الدنيا

الذين يشغلون الإنسان عن ذكر الله،

لا أهل الآخرة من العلماء والعقلاء والعرفاء،
الذين يكتسب من أخلاقهم ويستفيد من علومهم وأحوالهم،
ويتوصل إلى الأجر والثواب بمخالطتهم.

الثالث

ـ ان يقال
:
ان العزلة

لابدَّ فيها من العلم والزهد،
فالعزلة بدون عين العلم ذلة،
وبدون الزهد علّة،
وبدون الجهل عزة.

الرابع

ـ ان يقال:
ان الانقباض عن الناس

مكسبة للعداوة
والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء،

فليكن الإنسان بين المنقبض والمنبسط،
وكذلك يجب الاعتدال في المخالطة والعزلة.



 منقول



u. hgu.gi

 

__________________


  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العزله, عش


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

RSS | RSS2 | XML | MAP | HTML


جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team