العودة   منتديات ديوانية بني شهر > ๑۩۞۩๑{المنتديات العامة }๑۩۞۩๑ > المنتدى العــــــام

المنتدى العــــــام كل مايتعلق بطرح المواضيع الخاصة والمقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2014, 02:58 PM   #1
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/141838234071.png
 
الصورة الرمزية بالقرآن نحيا
 






بالقرآن نحيا غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
بالقرآن نحيا is on a distinguished road

افتراضي لن أُسامِـح :"/

لَن أُسَـامِــح :"/



:: اتِّصالٌ هاتِفِيٌّ :
:

- السَّلامُ عليكم .


- وعليكم السَّلام . مَن معي ؟


- أخوكَ .


فسَكَتَ ...


- كيف حالُكَ يا أخي ؟


لم يَرُدّ .


- أخي ، أجِبني .


ظَلَّ صامِتًا ...


- أخي ، واللهِ إنِّي أُحِبُّكَ ، ولم أفعل شيئًا يَستحِقُّ هذه القطيعة .

لم أفعل شيئًا يَستحِقُّ هذه المُعاملةَ الجافَّةَ والهَجرَ .
مُجرَّدُ خِلافٍ في الرأي غيَّرَكَ هكذا !
لا أُصدِّق أنَّ هذا أخي ، صاحِب الأخلاق الحَميدة ،
والقلب الطيِّب .

ما زال أخوه صامِتًا ...


- إن كُنتَ تراني مُخطِئًا في حقِّكَ ، فأعتذِرُ عَمَّا بَدَرَ مِنِّي ،

فلم أقصِد إغضابَكَ ، ولم أُرِد إزعاجَكَ ، وإنِّي أُحِبُّكَ ،
وأُريدُ لكَ الخيرَ ، ولا أُحِبُّ أن نقطَعَ أواصِرَ أُخُوَّتِنا ،
أو أن نجرحَ عِلاقتَنا ، وننسى صِلتَنا وقرابتنا .
سامِحني يا أخي ، واعفُ عنِّي .

فرَدَّ عليه قائِلًا :
لن أُسامِحكَ .


وأغلَقَ الهاتِف .

أُسامِـح :"/

ذَهَبَت في زيارةٍ لأُختِها .


طرقت البابَ ، ففتَحَت لها ، وكأنَّها صُدِمَت حين رأتها .

فلم تعرِف أتُسلِّمُ عليها ، وتُدخِلُها لبيتِها ، وتُرَحِّبُ بها ،
أم تُغلِقُ في وجهها البابَ .

وقفَت قليلًا مُتحيِّرةً .


ثُمَّ سلَّمَت عليها ، وصافحتها مُصافحةً مُرتبِكةً ، وأدخلتها .


جلَسَت معها صامِتةً .


شعرت أُختُها أنَّها لا تُريدُ استقبالَها ، وأنَّها تحمِلُ في نفسِها

شيئًا عليها ، فلم تُظهِر لها ذلك . وبدأت تسألُها عن أحوالِها
وأحوالِ أبنائِها ، وهِيَ تُجيبُها على قدر السُّؤال .

- قالت : ماذا بِكِ يا أُختي ؟!


- قالت : لا شيء .


- قالت : ما زِلتِ غاضبةً مِنِّي ؟!


فسَكَتَت ...


- قالت : يا أُختي ، كُلُّ شيءٍ نصيبٌ . لم تتوقَّف الدُّنيا

عند رَفضِنا لزواج ابنِكِ من ابنتِنا . وليس معنى ذلك
أنَّ ابنَكِ رجلٌ سيِّئ . فما كان قرارُنا إلَّا بعد استخارةٍ .
وهذا ما قَدَّرَه اللهُ تعالى . أنهجُرُ بعضَنا لأجلِ شيءٍ
قدَّره اللهُ لنا ؟! أنقطَعُ أرحامَنا ونُقسِّي قُلوبنا وقُلوبَ
أبنائِنا لأمرٍ كهذا ؟!

أفيقي يا أُختي ، وانظُري فيما فعلتِ ، وعلى أيِّ شيءٍ
قاطعتِ .


فنَظَرَت إليها ، وهِيَ تقولُ في نفسِها : لن أُسامِح .

ترفضون زواجَ ابني بابنتِكم ، وتُريدُونني أن أُسامِحَكم !
وهل مِثلُ ابني يُرفَض ؟! شابٌّ يملكُ بيتًا ووظيفةً لا يَجِدهما
غيرُه من شباب اليوم .


ثُمُّ رَفعَت صوتَها ، وقالت غاضِبةً : لا تتكلَّمي في هذا الموضوع

ثانيةً ، فلا أُحِبُّ الحَديثَ فيه .


- قالت : ألَا تُسامِحي يا أُختي ! ألَا ترضينَ بقَدَر اللهِ ،
وتبحثين
لابنِكِ عن زوجةٍ أُخرى مُناسبةٍ !


فأعرَضَت بوَجهِها عنها ، وقالت : هذا أمرٌ لا يَخُصُّكِ .


لم تستطِع الجُلوسَ أكثرَ من ذلك وهِيَ ترى هذا الجَفاءَ

من أُختِها . فخَرَجَت من عندها ، ودُمُوعُها على خَدِّها .

أُسامِـح :"/

كان في خِلافِاتٍ ومشكلاتٍ مع أبيهِ على أشياء ماديَّةٍ

وحُطامٍ دُنيويٍّ زائِلٍ ، أوصلَه للوقوفِ أمامه في المحاكم .

مَرِضَ أبوه ، واشتدَّ به المَرضُ ، فلم يُفكِّر في زيارتِهِ ،

ولو زيارةً عابِرةً . لم يُفكِّر في السُّؤال عنه أو معرفةِ أحواله ،
بل ولم يذهَب لرؤيتِه وهو يحتضِر . حتى تُوفِّيَ ، فلم يَرِقّ
قلبُه ، وحَضَر جنازتُه على مَضَض .

لم يُسامِح أباه قبل موتِهِ ، بل لم يطلُب منه أن يُسامِحَه ،

أن يَدعوا له ، أن يَرضَى عنه .

أُسامِـح :"/

سلَّمَت على صديقتِها ، فرَدَّت السَّلامَ ، ولم تُصافِحها كعادتِها .


بدأت تُكلِّمُها ، فلم ترَ منها استجابةً أو تفاعُلًا .


سألتها عن سبب سُكوتِها وإن كانت فعلت شيئًا أغضبَها .


- فأجابتها قائِلةً : أنسيتِ ما قُلتيه بالأمس ؟!


- قالت : وماذا قُلتُ ؟!


- قالت : أنسيتِ كلامَكِ الجارح ، وأُسلُوبَكِ القاسي ؟!


- قالت : ما قُلتُ إلَّا كلامًا طيِّبًا ، وما نصحتُكِ إلَّا برِفقٍ ،

وما كُنتُ إلَّا رقيقةً معكِ ، مُشفِقةً عليكِ ؛ لأنِّي أُحِبُّكِ .
أتَعُدِّينَ النصيحةَ الحانيةَ قسوةً ؟!


- قالت : لكنِّي لن أُسامِحَكَ على ما فعلتِ .


- قالت : أمرُكِ غريبٌ يا صديقتي ! ما فعلتُ شيئًا

يجعلُكِ تتغيَّرين هذا التَّغيُّرَ الكبيرَ .


فتركتها ، وغادرت المكانَ .

أُسامِـح :"/

ألقَى جارُه عليه السَّلامَ ، فلم يَرُدّ .


أعاده ثانيةً ؛ ظنًّا منه أنَّه لم يَسمعه ، فلم يَرُدّ .


نظر إليه مُتعجِّبًا ، وقال : ما بالُكَ يا جاري الحبيب

لا تَرُدّ عليَّ السَّلامَ ؟!


- قال : وهل أعرتني اهتمامًا أصلًا حتى أرُدَّ عليكَ ؟!


- قال : ماذا تقصِدُ يا جاري ؟! فأنتَ حبيبي وأخي في الله .

كيف لا أهتَمُّ بِكَ ؟!


- قال : أَوْلَمْتَ لابنِكَ عند زواجِهِ ، ولم تدعُني لحُضور الوليمة .


- قال : بل دَعوتُكَ .


- قال : لم تدعُني .


- قال : لَعلِّي نسيتُ مع كثرةِ الانشغالاتِ وطلباتِ الأُسرةِ

ومهامي ومسئوليَّاتي الكثيرة . ثُمَّ إنَّكَ لا تحتاجُ لدعوةٍ ؛
فأنتَ صاحبي وحبيبي ، تحضُرُ مع أوَّل الحاضِرين ،
بل وتستقبِلُ الضيوفَ معي .


- قال : دَعكَ من هذا الكلام ، فلن أُسامِحكَ على هذا الموقفِ

الذي تجاهلتني فيه ، ولن أنساه أبدًا .


- قال : بل سامِح يا أخي ، فالأمرُ لا يستدعي ذلك ،

والتَّسامُحُ من شِيَم الكِرام .


- قال : لن أُسامِح .


ودَخَلَ بيتَه ، وأغلَقَ البابَ .

أُسامِـح :"/

كثيرةٌ هِيَ المواقِفُ التي تَمُرُّ بنا ، أو بالنَّاس حولنا .

قد تكونُ مُشكلاتٍ بسيطةً ، أو خِلافاتٍ عاديَّةً .
وقد تكونُ مواقِفُ يغلِبُ عليها الجهلُ أو النِّسيانُ .
لا يُسامِحُ أصحابُها ، ولا ينسون الإساءةَ ،
وإن كانت
غيرَ مقصودةٍ .

تظلُّ المواقِفُ عالقةً بأذهانِهم ، تُؤرِّقُ نومَهم ،

وتُعكِّرُ صَفوهم ، وتُكَدِّرُ أيَّامَهم ، رغم أنَّها
لا تَستحِقُّ ذلك .

تُمحَى كلمةُ التَّسامُح من قامُوسِهم ، وتُحذَفُ كلمة الصَّفْح

من قُلوبِهم ، وتغيبُ كلمةُ العَفو عن حياتِهم .

يُقسِّونَ قُلوبَ أبنائِهم بسُوءِ تصرُّفاتِهم ، ويَحرمون أنفُسَهم

أُجورًا كثيرةً بهَجرهم وخِصامِهم .


أحِبَّتي في الله ، أيَّامُنا في الدُّنيا مَعدودةٌ ، وأنفاسُنا مَحدودةٌ ،

والدُّنيا فانيةٌ زائِلةٌ .

كُلُّ لحظةٍ تَمُرُّ بنا تُقرِّبُنا أكثرَ من قُبورنا ،
وتُبعِدُنا عن دُنيانا
بزَخارِفها وملذَّاتِها .

لا شيءَ يَستحِقُّ مِنَّا أن نهجُرَ أحبابنا لأجلِهِ سِوَى المَعصيةِ ؛

لأجل أن يرتدِعوا ويَعودوا إلى اللهِ .

الكُفرُ هو سببُ الهَجر والقطيعةِ .


لكنْ أن نهجُرَ إخوةً لنا في اللهِ ، أن لا نُسامِحَهم ،

أن نُقاطِعَهم ونرفُضَ مُقابلتَهم ، ونَرُدَّهم إذا أقبلوا علينا ،
فهذا ما لا يرضاه دِينُنا ، ولا يرضاه رَبُّنا سُبحانه .

أتعلمونَ أنَّه ( لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يَهْجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ )

مُتفقٌ عليه ؟!

أتعلمونَ أنَّه ( تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ ، ويومَ الخميسِ ،

فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا يشُرِكُ باللهِ شيئًا ، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ
شحناءُ ، فيُقالُ : أنظِروا هذَينِ حتَّى يَصطلِحا ، أنظِروا هذَينِ حتَّى
يَصطلِحا ، أنظِروا هذَينِ حتَّى يَصطلِحا ) رواه مُسلم ؟!

أتفرَحُ إذا أُوقِفتَ بين يَدَي اللهِ سُبحانه في الآخِرةِ ؛

لِيُقتًصَّ لأخيكَ منكَ ؟!
أتفرَحُ إذا أخذ من حسناتِكَ ؟!

أترضَى أن يَرجَحُ مِيزانُ سيِّئاتِكَ على مِيزان حسناتِكَ

بسبب قطيعتِكَ لأخيكَ المُسلِم ؟!

أعلَمُ أنَّ في داخِلِكَ خيرًا كثيرًا ، وأنَّكَ تُحِبُّ أخاكَ في الله ،

وتتمنَّى لو تحتضنه وتُصافِحه بقُوَّةٍ ، لكنَّ موقِفَه آلَمكَ .

انسَ ما بَدَرَ منه .

أقبِل عليه .

تأكَّد أنَّه سيَفرحُ بكَ ، سيبكى إذا رآكَ ،

لن يستطيعَ أن يُعَبِّرَ لكَ عن مَدَى سعادتِهِ بكَ .

لا تَقُل : أنتظِرُ مُبادرتَه هو وإقبالَه إليَّ ،

فقد أقبل إليكَ من قبل ورَدَدتَه .

كُن أنتَ الفائِزَ بالحَسناتِ ، المُبادِرَ إلى الخَيراتِ ،

الطَّالِبَ للجَنَّاتِ .

لا تَدَع شيطانَكَ يُوَسْوِسُ لكَ ويُثنيكَ عن ذلك .


لا تسمَح لنفسِكَ الأمَّارةَ بالسُّوءِ أن تطلُبَ منكَ الاستمرارَ

في القطيعةِ .

لا تجعل هواكَ يُحرِّكُكَ ويُزيِّنُ لكَ هَجركَ وخِصامَكَ .

كُن قويًّا تستطيعُ التَّغلُّبَ على كُلِّ ذلك ،
فـ ( المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ )
رواه مُسلم .

خُذ قرارًا شُجاعًا بأن تَعفُوَ وتصفَحَ ، وأن تجعل ذلك صِفةً

مُلازِمةً لكَ ؛ فبها تنالُ الأجرَ ، بل والأجمل من ذلك مغفرةُ
اللهِ سُبحانه ، ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/22 .
فيا له من فضل !
لا تحرِم نفسكَ منه .

فقط صَحِّح نيَّتَكَ ، ولتَعفُ ولتُسامِح لله ؛

ابتغاءَ مَرضاتِهِ ، وطَمعًا في جنَّاتِهِ .
حينها ستشعُرُ بتَغيُّر قلبِكَ للأجمل ، وتبدُّل حياتِكَ للأحسن ،
وستستشعِرُ قولَه تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ
عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران/134 .

حُبُّ اللهِ غايةٌ نسعى لها ، نتمنَّاها ، ونسعَدُ لو حقَّقناها

في دُنيانا وآخِرتنا .

لهذا فاعمَل ، وكُن مُتسامِحًا ، مُحسِنًا ، مُتناسِيًا للزَّلَّاتِ ،

مُتجاوِزًا عن الأخطاءِ والهَفواتِ .


وَفَّقنا اللهُ وإيَّاكُم لمَرضاتِهِ ، وجعلنا مِن أهل جنَّاتِهِ


أُسامِـح :"/



gk HEshlAJp :"L :"L HEshlAJp lk

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
:"/, أُسامِـح, من


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

RSS | RSS2 | XML | MAP | HTML


جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team