الشريعة والحياة مخصص للمواضيع والقضايا الإسلامية المعاصرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-21-2013, 12:02 PM   #1
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418383841111.png






المتميزة غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 103467
المتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond repute

افتراضي الزلازل .. آيات و عبر و أحكام

ألقى فضيلة الدكتور الشيخ سعود الشريم -
حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان :



الزلازل .. آيات و عبر و أحكام

والتي تحدَّث فيها عن الزلازل وأنها آيةٌ من آيات الله - سبحانه -،
وبيَّن أنه يجبُ الاعتبار والاتِّعاظ من هذه الآيات التي يُخوِّفُ الله بها عبادَه،
وردَّ على من زعمَ أن هذه الآيات طبيعية مادِّيَّة بحتَة دونَما التفكُّر فيها
والإيمان بأنها لحكمة.


الحمد لله العليم القدير،

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
[الشورى: 11]
خلق كل شيءٍ فقدَّرَه تقديرًا، أحاطَ بكل شيءٍ علمًا، وأحصَى كل شيءٍ عددًا،

{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
[الأنعام: 103]
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله،
وصفيُّه وخليلُه، وخيرتُه من خلقه، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمة،
وتركَنا على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا هالِك،
فصلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آل بيتِه الطيبين الطاهرين،
وعلى أزواجه أمهات المُؤمنين، وعلى أصحابه والتابعين،
ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


فاتقوا الله - عباد الله

{ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[الحديد: 28].

عباد الله:

للناس في حياتهم مدٌّ وجزرٌ، وخوفٌ ورجاءٌ، وإعطاءٌ وأخذٌ، وقوةٌ وضعفٌ،
هم مع ذلك كلِّه إما راجُون خيرًا ونعمة، أو خائِفون شرًّا ونقمة،
وخوفُهم ورجاؤُهم مُتعلِّقٌ بدينهم وأنفسِهم وعقولِهم وأموالِهم وأعراضِهم؛
فهم يرجُون الهداية ويخافون الغواية، ويرجُون حياةَ النفس ويخافون مواتَها بغير حقٍّ،
ويرجُون سلامةَ العقل الحسِّيِّ والمعنويِّ ويخافون خللَه حسًّا ومعنًى،
وقولوا مثلَ ذلكم في أموالِهم وأعراضِهم.

وهم في نظرتهم لسُنن خالقهم الكونية يرجُون المطرَ المُحيِي
ويُخافون المطرَ المُحرِق، ويرجُون الرياحَ المُبشِّرات ويخافون الرِّيحَ المُنذِرة.

ولعُقلاء الناس إدراكٌ لبعض حِكَم تدبير الخالق في كونِه،
وما يُرسِلُه من الآيات بين الفَيْنة والأخرى؛
إذ لديهم من الحسِّ والإيمان بالبارِي - سبحانه ،
وتذكُّرهم بأيام الله وقد خلَت من قبلهم المثُلات ما يجعلُهم شاخِصِي الأبصار،
اعتبارًا بآيات الله وسُننه الكونية، وتتجدَّدُ في أذهانِهم لحظاتُ التصديقِ للنبوءَات
التي تحدَّث بها الصادقُ المصدوقُ - صلوات الله وسلامه عليه –
عما يكونُ من سُنن في أعقاب الزمن.

فكان مما جاء به وحيًا في الكتاب والسنة عن آيةٍ من آيات الله - جلَّ شأنُه -،
ألا وهي: الزلازل.

فقد أقسمَ الله في كتابه بقوله:

{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ }
[الطارق: 11- 14]

وقال - سبحانه -:

{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا }
.. الآية [الأنعام: 65].

والعذابُ الذي من تحت الأرجُل هو الخسفُ والزلازلُ، كما قال ذلك المُفسِّرون.

وقد أخرج البخاري في "صحيحه" :
أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

( لا تقومُ الساعةُ حتى يُقبَضَ العلمُ، وتكثُر الزلازِلُ، ويتقارَبُ الزمانُ .)
الحديث.

والزلزلةُ - عباد الله - لم تقَع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -،
وإنما سمِعوا بها في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -،
فآمَنوا بها، وصدَّقوا أنها آيةٌ من آيات الله، يُرسِلُها الله على من يشاءُ من عباده.

وكثرتُها في زماننا هذا هو من الإعجاز الغيبيِّ والعلميِّ
في سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث ذكرَ كثرتَها في آخر الزمان.

وقد أقسم الله - سبحانه - بالأرض ذات الصَّدع،
ولم يكُ هذا الصَّدعُ معلومًا أربعة عشر قرنًا من الزمان،
حتى اكتُشِفَ جيولوجيًّا في القرن الماضي،
فوجدَ العلماءُ صدعًا ضخمًا في باطنِ الأرض في قاع المُحيط،
وأن مُعظمَ الزلازِلِ في العالمِ تتركَّزُ في هذا الصَّدع.

فدلَّ قسمُ الباري بالأرض ذات الصَّدع على الإعجاز؛
ليستَبينَ المُلحِدون سبيلَهم المُنحرِف،
وأن ما اكتشَفُوه قد ذكرَه الله قبلَهم بأربعة عشر قرنًا من الزمن،
وأن ما يأتي به النبي الأُمِّي إنما هو وحيٌ يُوحَى، لا نُطقٌ عن الهوَى،

{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
[الأعراف: 158].

إن أولَ ما شُوهِدَت الزلزلةُ في الإسلام في عهد الفاروق - رضي الله عنه –
فعن صفيَّة بنت أبي عُبيد قالت:

[ زُلزِلَت الأرضُ على عهد عُمر حتى اصطفَقَت السُّرُر،
فخطبَ عُمرُ الناسَ فقال:
"أحدَثتُم، لقد عجَّلتُم، لئن عادَت لأخرُجنَّ من بين أظهُركم".
وفي روايةٍ قال: "ما كانت هذه الزلزلةُ إلا عند شيءٍ أحدَثتُموه، والذي نفسِي بيدِه؛
إن عادَت لا أُساكِنُكم فيها أبدًا ]
رواه ابن أبي شيبة.

عباد الله:

إن الزلازِل آياتٌ من آيات الله، يُجرِيها في أرضِه لحكمةٍ بالغةٍ، وله - سبحانه –
الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، ويخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، وهو - سبحانه - رحيمٌ بعبادِه،
ورحمتُه سبقَت غضبَه؛ بل إنها وسِعَت كلَّ شيءٍ.
غيرَ أن ذلك لا يعنِي الاتِّكالَ على ثوابِه - سبحانه - والغفلةَ عن عقابِه،
ولا يعنِي الاتِّكالَ على رحمتِه وتجاهُلَ غضبِه، ولا الاتِّكالَ على عفوِه وتغافُل مكرِه
سبحانه .

{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97)
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
[الأعراف: 97- 99].

قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -:

[ المؤمنُ يعملُ بالطاعات وهو مُشفقٌ وجِلٌ، والفاجِرُ يعمل بالمعاصِي وهو آمِن ]
وهذا هو الذي يأمَنُ مكرَ الله - عباد الله .

وقد ذكرَ أئمةُ الدينِ أن الزلازِلَ من الآياتِ التي يُخوِّفُ اللهُ بها عبادَه،
كما يُخوِّفُهم بالكُسُوفِ وغيرِه؛ ليُدرِكوا ما هم عليه من نعمةِ سُكون الأرض
ورُسُوِّها واستِقرارها للحيوان والنبات والمتاع والمسكَن،
وأن ما يحصُلُ فيها من خسفٍ وزلزلةٍ واختِلالٍ إنما هو ابتلاءٌ وامتِحانٌ أو عقوبةٌ وإنذار،
كما رُجِفَ بثمود وخُسِف بقارون.

قال الحافظ ابن حجر:

[ لما كان هَبُوبُ الرياح الشديدة يُوجِبُ التخويفَ المُفضِي إلى الخُشوع والإنابَة
كانت الزلزلةُ ونحوُها من الآيات أولَى بذلك،
لا سيَّما وقد نصَّ الخبرُ أن كثرةَ الزلازلِ من أشراط الساعة ]

إنه لما رجَفَت الأرضُ بالكُوفة زمنَ ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال:

[ أيها الناس !
إن ربَّكم يستعتِبُكم فأعتِبُوه أي: فاقبَلُوا عتبَه،
وتوبوا إليه قبل ألا يُبالِيَ في أي وادٍ هلكتُم ]

وكتبَ عُمرُ بن عبد العزيز في زلزلةٍ كانت بالشَّام أن:

[ اخرُجوا، ومن استطاعَ منكم أن يُخرِجَ صدقةً فليفعَل؛
فإن الله تعالى يقول:

{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } ]
[الأعلى: 14، 15]

ولذا - عباد الله - كان من هديِ الإسلام: الاعتبارُ بالزلازل،
وأن المرءَ المُسلمَ مُطالَبٌ بأن يفعلَ من أسباب الخير الظاهِرة ما يجلِبُ الله به الخيرَ،
ويدَعَ من أسباب الشرِّ الظاهرة ما يدفعُ الله به الشَّر.

ومن ذلك: التوبةُ والاستغفارُ والصدقةُ،
والصلاةُ تُشرعُ لها عند بعضِ أهل العلم دون الجماعة؛ فقد
[ صلَّى ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما - للزلزلةِ بالبصرة ]
رواه البيهقي بسندٍ صحيحٍ.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

( أمتِي هذه أمةٌ مرحومةٌ، ليس عليها عذابٌ في الآخرة،
عذابُها في الدنيا الفتنُ والزلازلُ والقتلُ )
رواه أحمد وأبو داود بسندٍ حسنٍ.

والمقصودُ: ليس عليها عذابٌ في الآخرة بمجموعِها كأمَّةٍ، بخلافِ أفرادِها.

ألا فاتقوا الله - عباد الله

والتمِسُوا رحمتَه وعفوَه، واتقوا غضبَه؛ فإن الله يُمهِلُ ولا يُهمِلُ،
ويُملِي للظالِمِ حتى إذا أخذَه لم يُفلِتْهُ،

{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }
[هود: 117].

فاستمسِكوا بصلاح النفوسِ والمُجتمعات وإصلاحِها؛
فإن الله نفَى إهلاكَ القُرى إذا تحقَّقَ فيها الإصلاحُ الصادقُ المُشفِقُ،
فمن مُوجِبات الهلاكِ ردُّ النُّصحِ، وإهمالُ الإصلاح.
فما خُسِف بقارون إلا بعد أن قِيلَ له:

{ لَا تَفْرَحْ }
[القصص: 76]
فاستكبَر، وما أخذَت الرجفةُ ثمود إلا لما كرِهوا النُّصحَ.

وقد حذَّر الله الأُمم بقولِه:

{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ }
[هود: 102، 103].

باركَ الله ولكم في الكتاب والسُّنَّة،
ونفعَني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والذكرِ والحكمة،
وأقولُ قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المُؤمنين والمُؤمنات من كل ذنبٍ وخطيئةٍ،
فاستغفِروه وتوبوا إليه، إن ربي كان غفَّارًا.



الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه.


فإن من سُنن الله:

أن تُخوَّفَ أُممٌ بالحُروب، وأُخرى بقِلَّة الأمنِ،
وثالثةٌ بالنَّقصِ في الأموالِ والأنفُسِ والثَّمَرات، ورابعةٌ بالفِتَن والزلازِلِ ونحوِها.

والنتيجةُ المُحصَّلةُ - عباد الله -:

{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) }
[البقرة: 155- 157].

فهنا - سبحانه - قد ذكرَ أن الابتلاءَ والتخويفَ قد أثمرَا نتيجةً مع المُخوَّفِ بهما،
فتذكَّرَ ورجعَ إلى الله، فحقَّت له الهِداية، ولا يُستثنَى عصرٌ ولا مِصرٌ من التخويفِ،
فقد كسَفَت الشمسُ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - خيرِ العُهود والقُرون،
وذكرَ أن الله - سبحانه وتعالى - يُخوِّفُ بها عبادَه.

ألا وإن من الخلَلِ في التفكيرِ والقُصُور في العلمِ والإيمانِ بالله:
أن تُقصَر الزلازِلُ على سببٍ طبَعيٍّ جيولوجيٍّ بحتٍ، لا حكمةَ فيه ولا ثمرة،
أو أنه لا مجالَ للإيمانيات والرِّقاقِ فيها؛
بَلْهَ من يسخرُ بكل مُذكِّرٍ بآيات الله وسُننه الكونية،
ووصفِه بالتخلُّفِ وإقحامِ الدين في كل شيءٍ، وأن الزلازِل قد عُرِفَ سببُها الظاهرُ؛
فكيف تكونُ عقوبةً أو ابتلاءً وامتِحانًا؟!

ولأجلِ أن نُدرِك أيَّ الفهمَيْن أقربَ إلى هُدى الله - جل وعلا -؛
فقد ثبَت في "الصحيحين" عن زيد بن خالد الجُهنيِّ :

( أن النبي - صلى الله عليه وسلم –
صلَّى بأصحابِه صلاةَ الصُّبْح بالحُديبية على أثر سماءٍ كانت من الليل أي: مُمطِرة
ثم قال: أتدرُون ماذا قال ربُّكم؟
قال: أصبَح من عبادِي مؤمنٌ بي وكافرٌ؛
فأما من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته فذلك مُؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكَب،
وأما من قال: مُطِرنا بنَوْءِ كذا ونَوْءِ كذا فذلك كافرٌ بي، مُؤمنٌ بالكوكَب )

فإذا كان هذا في المطَر الذي هو من سُنن الله الكونيَّة والذي شُرِع الاستِسقاءُ من أجلِه
وقد عُرِف سببُه الظاهِر، ومع ذلك وُجِد من يحصُرُه في نطاقِ تفسيرٍ مادِّيٍّ صِرفٍ،
ولا يسمَحُ عقلُه العَطِن أن يجعلَ للاعتبار والثوابِ والعقابِ والابتلاءِ أثرًا به.

ولا عجَبَ - عباد الله -؛ فقد قال الله - سبحانه -:

{ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)
وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ }
[يونس: 96، 97]

وقال - سبحانه -:

{ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }
[الإسراء: 59].

هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خيرِ البرية، وأزكى البشرية:
محمد بن عبد الله، صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بذلك في قولِه:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّك وعبدك ورسولك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ،
وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
واخذُل الشركَ والمشركين،
اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين،
واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين،
واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصُر إخواننا المُستضعَفين في دينِهم في سائر الأوطان،
اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم،
اللهم انصُرهم على من ظلمَهم،
اللهم عجِّل لهم بالنصر والفرَج يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم انصُر إخواننا في بورما، وفي فلسطين،
وفي سُوريا على عدوِّك وعدوِّهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجعَل شأنَ عدوِّهم في سِفال، وأمرَه في وَبال يا حي يا قيوم.

اللهم ادفَع عنا الغلا والوبَا والرِّبا والزلازِل والمِحَن،
وسوءَ الفتن ما ظهرَ منها وما بطَن
عن بلدنا هذا خاصَّةً وعن سائر بلاد المسلمين عامَّةً يا رب العالمين،
يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل ولايتَنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم،
اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء،
أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين،
اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين،
اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين،
اللهم إنا خلقٌ من خلقِك، فلا تمنَع عنَّا بذنُوبِنا فضلَك.

{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[البقرة: 201].

سبحان ربِّنا رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.








hg.gh.g >> Ndhj , ufv Hp;hl Ndhj Hp;hl hg.gh.g

 

  رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 01:26 PM   #2
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1432899855711.png
 
الصورة الرمزية مريم عبدالله
 







مريم عبدالله غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 104897
مريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond reputeمريم عبدالله has a reputation beyond repute

افتراضي

سبحان الله
الله يلطف بحالنا ويجزيك كل خير ي متميزه
دمتي ودام عطاائك لما هو خيراً لنا ولكِ

 

__________________


‏‏‏أنثى كوني يستجيب لصوت عقلي المتجه إلى الله سبحانه
..هادئه إﻻ عندما تنتهك حرمات الله.
.تروقني النقاشات الهادفه اثق بنفسي فﻻ داعي الظن السيئ تجاهي
  رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 03:24 PM   #3
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1432899855711.png
 
الصورة الرمزية إحساس غير
 






إحساس غير غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 1354972
إحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond reputeإحساس غير has a reputation beyond repute

افتراضي

ربي يرحمنا برحمته ويجزاك خير الجزاء دائما متميزه فيما تطرحين .. تحياتي

 

  رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 07:24 PM   #4
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1478611923731.png
 
الصورة الرمزية şσσɱą
 






şσσɱą غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10528802
şσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond reputeşσσɱą has a reputation beyond repute

افتراضي

اللهم قنا عذاب النار
جزاك الله خير غناتي
يسلمو ايديك ع الطرح

 

  رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 07:27 PM   #5
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1432899855711.png
 
الصورة الرمزية الاميرة
 






الاميرة غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 91756857
الاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond reputeالاميرة has a reputation beyond repute

افتراضي

نسأل الله السلامه

جزاك الله خير

 

__________________


  رد مع اقتباس
قديم 04-26-2013, 01:25 PM   #6
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418420084932.png
 
الصورة الرمزية أبورشيد
 






أبورشيد غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 100981
أبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond reputeأبورشيد has a reputation beyond repute

افتراضي

اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واكفنا شر أنفسنا والشيطان
وجزاكِ الله خير الجزاء على هذا الطرح 0

 

__________________


الفائز بالمركز الثاني لأجمل صورة رمزية
هدية من الغالي بديع الزمان
ما بعد طيبك طيب يا ابو رشيد



  رد مع اقتباس
قديم 04-29-2013, 03:33 PM   #7
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1418383841111.png






المتميزة غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 103467
المتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond reputeالمتميزة has a reputation beyond repute

افتراضي

أسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيراً مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافيه


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
.., آيات, أحكام, الزلازل, عبر, ن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

RSS | RSS2 | XML | MAP | HTML


جميع ما يطرح في المنتدى من مواضيع وردود لا يعبر عن رأي إدارة الموقع بل عن رأي كاتبها

Security team